المدينة الأنقى في الجنوب اللبناني، أرض الثقافة الفنية، ومعرض الصور التاريخية، إنها مدينة الذكريات، ومركز الثقافات، عاصمة محافظة الجنوب، تقع في منطقة جبل عامل. النبطية لها دور سياسي كبير، وتشارك في جميع الأمور اللبنانية، لكن السيطرة السياسية في مدينة النبطية شيعية، فالمشاركة البرلمانية للمدينة تتمثل في ثلاثة من الشيعة، وهم الأكثرية في مدينة النبطية، إلا أن الأقلية السنية والمسيحية، لهم أماكن سياحية مميزة، فليست السيطرة التاريخية للشيعة فقط. السياحة في النبطية معروفة منذ القدم، فهي مدينة لها واقع تجاري قديم، جلب الكثير من الوفود، التي تريد الإقامة في مدينة بهذه القامة، إن من أقدم الأسواق لسوق الأثنين، هو سوق تاريخي عظيم، شارك في الحياة التجارية اللبنانية، وساعد في نمو المدينة بشكل كبير، ولقد تحدث الكثير عن هذا السوق، الذي ضم جميع المستلزمات، وكان يجمع باعة من كل المناطق المجاورة، والمتسوقون يأتون من كل مكان.
أماكن السياحة في النبطية تعتمد بشكل كبير على الأحداث الشيعية، إن معركة كربلاء، التي استشهد فيها الحسين، تمثل الكثير للشيعة، والمدينة تعد مقرًا لهم؛ ليستعيدوا هذه الذكرى، باحتفالات تليق بهذه المناسبة، والمدينة النبطية تقدم الكثير في المجال الاقتصادي والسياحي، بسبب المراكز الثقافية المتألقة في المدينة، فهي مدينة تقدم العديد من الفنون، من خلال المعارض الرائعة، والمسارح الجميلة، وهناك دور سينما، تعرض الكثير من الأفلام حاملة الثقافة. التنوع المجتمعي شارك في بناء مدينة فريدة من نوعها في منطقة الجنوب، وجعل النبطية أشهر مناطق جبل عامر، والمعاني الثقافية لا تكتمل إلا مع الصورة الطبيعية الراقية، والعديد من المناطق تعبر عن صور الطبيعة الطاهرة، فهي مدينة نقية معروفة بالأشجار العالية، والزهور المتعانقة. إنها مدينة الصور الجمالية، والأماكن التاريخية في مدينة النبطية، تعتمد على الوجود الديني، فنحن نرى مجموعة من المساجد القديمة، والكنائس التي رسمت بطريقة فنية فريدة، تعبر عن روح المدينة العريقة، وتتجاور المعالم في مدينة النبطية؛ لتصبح صورة كاملة واضحة أمام الزوار، الذين يزيد عددهم كل يوم، فهي مدينة لا تزال تضع معالمها الفنية الفريدة، وترسم حدود الجنوب اللبناني.
موقع مدينة النبطية
إن السياحة في النبطية تعتمد في الأساس على موقعها المميز، فالنبطية موجودة في وسط الإقليم النبطي، ووسط الجنوب اللبناني، لهذا هي أشهر مدن جبل عامر، وهي العاصمة للجنوب، لتحكمها في المنطقة، يحد المدينة من الشمال جبل الريحان، ونرى في الجنوب وادي نهر الليطاني، والسهل الساحلي موجود بغرب المدينة، ووقوع مدينة النبطية وسط هذه المعالم الجغرافية، جعلها مركزًا عمرانيًا منذ القدم.
هي مدينة تمسك بالساحل والداخل واللبناني من هذه الجهة، لهذا تكثر الأماكن التاريخية في المدينة؛ لموقعها الممتاز، والإقليم بالكامل تبلغ مساحته 400كم2، وتضم المنطقة حوالي 56 قرية ومدينة صغيرة، وتبعد المدينة عن العاصمة بحوالي 68 كم، والنبطية هي صاحبة النفوذ في الإقليم، والسيطرة التاريخية، والسياسية والثقافية، وتحتل المدينة المرتبة الخامسة بين مدن لبنان، من حيث عدد السكان، والتجمعات السكانية تحتاج إلى موقع مميز، يوفر لها كل الخدمات، والمدينة تلبي الواجب العلمي، بأشهر الجامعات، والواجب الصحي، بمستشفيات يأتي إليها طالبي السياحة العلاجية من كل مكان.
مناخ مدينة الرقي الجنوبي النبطية
إن المناخ معتدل طوال العام في مدينة النبطية، وهذا هو المتوقع في مدينة سعى الكثير في فرض سيطرته عليها، وأراد الجيمع أن يسكن فيها، حيث أماكن السياحة في النبطية تعتمد بشكل كبير في جذبها للزوار على الجو المعتدل، ترتفع درجة الحرارة قليلًا في فصل الصيف؛ لتصل في بعض الأوقات إلى 30 درجة مئوية، وهذا جو لا يؤثر كثيرًا على حركة السياحة في النبطية.
أما الشتاء، فتنخفض فيه درجة الحرارة، وكمدينة في الجنوب اللبناني من الطبيعي، أن تشهد سقوط أمطار، والثلج موجود بأعلى المناطق الجبلية، وهي محيطة بالمدينة، والربيع جوه مميز، والحدائق النبطية، تعتمد على هذا الفصل؛ لتنشيط حركة السياحة الاسترخائية الرائعة، وأجواء الخريف معتدلة كالربيع، تتمتع المدينة بالروعة المناخية الكافية.
أماكن السياحة في النبطية
السياحة في مدينة النبطية تتعدد مجالاتها وجوانبها الخرافية، إن زوار المدينة يأخذون وقتًا طويلًا، حتى يستطيعوا التعرف على أكثر ما يميز النبطية، فهي أرض دينية بتاريخها العظيم، تتعدد المظاهر، والمعالم الدينية لأكثر من طائفة، فالمساجد السنية والشيعية تنتشر في أرجاء المدينة، إلى جوار الكنائس العتيقة في القدم، وهذه النماذج التاريخية الدينية، تصف حال المدينة، وعدد الطوائف التي سكنتها.
أما الجانب الأكثر أهمية، فيتمثل في الأجواء الطبيعية الجميلة، وحدائق النبطية معروفة بالقدم، والروائع السياحية، من أشكال ترفيهية، ودرجات معرفية، وقاعات لعرض الفنون المختلفة، فنشاطات الحدائق كثيرة، والمعارض الفنية والموسيقية، تحتل المدينة ثقافيًا، وتبرز العديد من الجوانب الممتعة والشيقة لزوار النبطية، ومن أماكن السياحة في النبطية نتعرف على:
1- قلعة الشقيف
قلعة التاريخ ولا تاريخ، إنها حصن منيع، يقع على بعد 7 كم من ناحية الجنوب الشرقي للنبطية، إن القلعة تطل على وادي البقاع من اتجاه دمشق، كيف تكون القلعة تاريخية ولا تاريخية؟ إن تاريخ تصميمها غير معروف لدى الكتاب، فمنهم من قال أنها قلعة صليبية، وهذا غير صحيح، وهي ليست عربية، قد تكون رومانية، أو بيزنطية، أو حتى قبل هذا، ويوجد حول القلعة بقايا مدينة تابعة لزمن القلعة، ومعنى الشقيف أي الصخرة في الآرمية، وهذا يدل على أن القلعة تقع أعلى تل، بشكل صخرة، من الصعب الوصول إليها، وهذا الحصن المنيع من الصعب جدًا اختراقه، فقد احتاج صلاح الدين الأيوبي أكثر من عامين، حتى يتمكن من دخول القلعة ويسيطر عليها، والقلعة تم تصميمها بأرقى التصاميم، ولقد قام العرب ببعض التعديلات على القلعة، وبعض التجديدات في التصميم؛ لتضفي أثرًا عربيًا، وجاء الصليبيون ليتركوا هم أيضًا أثرًا على القلعة في تجديدها الرائع، إنها حقًا أهم أماكن السياحة في النبطية على الإطلاق.
2- جامع النبطية القديم
إن المسجد يرجع إلى القرن الثاني عشر، وهو موجود في حي مشهور بالنبطية، اسمه حي السراي، إنه أول المساجد الدينية في المدينة، والموقع التراثي الأول للمسلمين، ومن هنا تنبع أهمية المسجد؛ لأنه أصبح مركزًا تاريخيًا فريدًا، يأتي الكثير من الزوار لهذا المسجد التراثي.
3- مسجد النبي
إن هذا المسجد يرجع تاريخه إلى المماليك، ويمتاز بتصميم فريد، وربما صغر حجم المسجد، جعله موقعًا تاريخيًا، أكثر منه موقعًا دينيًا، يمتاز المسجد بالروعة الفنية، والقدرة الإبداعية الفريدة، من خلال النقوش، والتحف الفنية، المنتشرة في أرجاء المسجد.
4- كنيسة السيدة
تم بناء هذه الكنيسة في عام 1898م، وهذه الكنيسة موجودة في حي الميدان، وهي من أول الكنائس التي تم إنشاؤها في الجنوب, الكنيسة تعبر عن المركز التراثي، والثقافي لمدينة النبطية، وأحد الأدلة على التنوع الدينة في المدينة، وانتشار الحريات، وأن الكنيسة تقام فيها الشعائر، وتتمتع بتصميم رائع.
5- حديقة كسار زعتر
إنها الحديقة العامة الموجودة في حي كسار زعتر، تتميز الحديقة بأشجارها العالية، وزهورها المنتشرة، وإمكانية المشي في الحديقة، تتيح المزيد من الاسترخاء، الحديقة تتمتع بالكثير من المظاهر الطبيعية، وبها عدد كبير من القاعات، التي تقدم ألوان الفنون المختلفة، وأنواع الثقافات الموجودة في مدينة النبطية.
التسوق في مدينة النبطية
مع تعدد المظاهر الفنية في مدينة النبطية، ومع ذكر أماكن السياحة فيها، لا تتوقف المدينة عن الإبداع منذ القدم، فالسياحة في النبطية، تعتمد على الأسواق منذ القدم، وسوق الإثنين المعروف في الشرق الأوسط، هو من أقدم الأسواق، ومن ذلك الوقت والمدينة تتمتع بالحس التجاري، والمقدرة التسويقية، وتتيح للزوار المزيد من المتعة، من خلال المراكز، التي تقدم أرقى الأزياء، والكثير من التذكارات والهدايا الرائعة.