يعتبر أهل إسطنبول مدينتهم أفضل المدن، مثلهم في ذلك مثل أي سكان في أي مدينة كبيرة أخرى، لكنهم لا يفعلون ذلك من باب القول المشهور “من يشهد للعروسة”، لكن يعتمدون على كثير من المميزات الخاصة التي اختصت بها مدينتهم وتميزت عن باقي مدن العالم، ومن بين هذه المميزات التي يتباهى بها سكان المدينة هناك، اخترنا أطرف وأغرب ما توصلنا إليه، لنطلعك عليه في هذا الموضوع.
إنها مدينة الأساطير
من ذاكرة أهل إسطنبول تشرق الحكايات، فهناك تُلِيَت مئات الأساطير عن الآلهة الخارقين، وعن حكايات الحب والفقد والخيانة التي أضفت على المدينة طابعا سحريا. في إسطنبول ولدت أسطورة مقتل (أيو) الجميلة على البوسفور نفسه، ذاك المضيق الذي يصل آسيا بأوروبا، فبعد أن قام عشيقها (زيوس) بتحويلها إلى بقرة لإخفائها عن عين زوجته الانتقامية (هيرا)، استطاعت الزوجة أن تدركها بواسطة حصانها الطائر، عند مضيق البوسفور الأسطوري، الذي عرف أيضا باسم مضيق (مرور البقرة).
تحاربت ثلاث إمبراطوريات من أجل جعلها عاصمة لهم
أهل إسطنبول ليسوا أول من وقع في غرام تلك المدينة المسيطرة، فالإمبراطوريات الرومانية والبيزنطية والعثمانية قد تقاتلوا جميعا لجعلها عاصمة لهم، طامعين في السيطرة على التجارة بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود.
لدينا أجمل نماذج الهندسة المعمارية القديمة والمعاصرة
بداية من المعالم اليونانية القديمة وحتى مفاخر المعمار العصري الحديث، تشتهر مدينة إسطنبول دائما بمعالمها، مثل ميدان سباق الخيل القديم، وجسور البوسفور في القرن الـ20، ومحطة قطار سيركجي أغسطس، ومسجد السليمانية للأستاذ المعماري الكبير معمار سنان؛ ما يجعل إسطنبول لا تشبه أي مدينة أخرى.
لديها مواقع التراث العالمي فوق الأرض وتحتها
أكثر من 650 هكتار من مساحة تلك المدينة القديمة مدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، كي يتم الحفاظ عليها سليمة للأجيال القادمة، مثل قصر توب كابي، وآيا صوفيا، وكنيسة سيسترن.
معالمها التي صنعت من قبل خيرة الحرفيين
الطراز البيزنطي العريق لكنيسة بيجويل كورا، الغنية بالفسيفساء المذهبة واللوحات الجدارية السماوية. كذلك نقوش سيد قاسم جباري، الذي يعتبر أكبر خطاط في عصره، بالمسجد الأزرق في القرن الـ17، حيث آيات ذهبية من القرآن الكريم، وقيام الحرفين بتركيب حوالي 20 ألف بلاطة إزنيق زرقاء يدويا، لإعطاء المسجد الأزرق ذلك الاسم واللون المميز.
لدينا قصور الاسترخاء والراحة العثمانية
مضت أيام السلاطين، لكن ما زال بوسعك أن تعيش حياة البذخ التي عاشوها، في قصورهم الخاصة على جانبي البوسفور، فمثلا ذلك القصر القديم، الذي هو فندق فور سيزون إسطنبول، على مضيق البوسفور، هو مثال على الأماكن التي توفر لك الإقامة الفخمة، حيث الخدمات والمطاعم المبهرة، إلى جانب حمام السباحة، والمناظر البانورامية التي قل أن تجد مثلها.
مقال متعلق: 10 من أفضل فنادق إسطنبول: تستطيع حجزها على الإنترنت بسهولة
اللعب بالثلج في الشتاء
إسطنبول مدينة التلال السبعة تتحول في فصل الشتاء إلى أرض العجائب، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى نحو الصفر في شهر ديسمبر، ويتعالى غبار معارك كرات الثلج في حديقة منطقة السلطان أحمد، وسط مشاهد لآيا صوفيا والمسجد الأزرق تحت الثلوج. إسطنبول لديها طريقتها الخاصة للاستمتاع بيوم في فصل الشتاء.
الشواطئ في فصل الصيف
ترتفع نسبة الرطوبة في شهر يونيو بمدينة إسطنبول، فتمتلئ الشواطئ بروادها، مثل شواطئ جزر الأمراء، أو شواطئ البحر الأسود الفريدة، حيث يستمتع الناس بتلك الطبيعة التي ليس لها مثل.
مشاهد غروب الشمس البديعة
من الصعب وصف غروب الشمس في إسطنبول، خصوصا عندما يؤذن للصلاة ويتردد الصدى في أنحاء المدينة. بجوار برج غلطة توجد العديد من المطاعم والحانات، بشرفاتها المنتشرة في تلك الأنحاء القديمة، والتي تقدم مناظر استثنائية لوقت تلاشي أشعة الشمس. كذلك إذا أردت الحصول على صورة لأفق إسطنبول الكلاسيكي عند غروب الشمس، فيمكنك استئجار قارب من كراكوي إلى كاديكوي.
بقايا القرون الماضية تزين الحياة العصرية
يمكنك في إسطنبول الاستمتاع بتلك الألوان والروائح عند زيارة سوق المواد الغذائية الأسبوعي في منطقة السلطان أحمد القديمة، أو أن تأخذ رحلة بحرية عبر مضيق البوسفور لتجد السكان يحتفلون بأعياد الميلاد وحفلات الزفاف في منطقة برج العذراء التاريخية، التي تعود لما قبل الميلاد بخمسة قرون. 8500 سنة من التاريخ تلامس حياتك اليومية هناك.
هناك مدينة أخرى تحت إسطنبول
إذا كنت ترغب في إلقاء نظرة على تلك المدينة القابعة في الظل تحت أرض إسطنبول، فاتجه إلى ساحة السلطان أحمد، تحديدا إلى كنيسة سيسترن بجوار متحف آيا صوفيا.
في الربيع تتلون المدينة بالملايين من زهور الأقحوان
بعدما يغادر الشتاء الأبيض إسطنبول، تشق الألوان طريقها مع بداية فصل الربيع في شهر إبريل، عندما تتفتح 20 مليون زهرة من زهور الأقحوان في جميع أنحاء المدينة، ويبدأ مهرجان توليب إسطنبول الدولي السنوي، حيث تجد نفسك وسط شاشة عرض كبيرة.
أسطح المباني والمشاهد التي لا مثيل لها في أي مدينة أخرى
يمكنك إلقاء نظرة عابرة للقارات من مقعدك العالي في إحدى مطاعم السطح المنتشرة فوق زحام شوارع المدينة. هناك الكثير منها لتختار كما شئت، جرب مثلا تلك التي على الجانب الآسيوي من إسطنبول.
الحياة الليلية في إسطنبول
إنها مدينة لا تنام، لذلك يمكنك ارتداء الجينز والتي شيرت متى شئت، والتوجه إلى أزقة شارع الاستقلال الخلفية للاستمتاع بالعروض المقدمة هناك، حيث تعزف الموسيقى العالمية، مثل الهيب هوب، وتوجد الأجواء التي ترضي كل ذوق.
مدينة ملهمة لأعمال الفنانين
مثل مارك توين، وإرنست همنغواي، وأغاثا كريستي، وغيرهم ممكن كتبوا عن إسطنبول. كذلك فقد حصل الكاتب التركي أورهان باموق على جائزة نوبل لكتاباته عن المدينة. إضافة إلى عدد لا يحصى من كتاب الأغاني والشعراء والمصممين والمصورين الذين يشكلون الجانب الإبداعي للمدينة.
محافل الفنون العالمية
حيث تنظم الكثير من المهرجانات الدولية في مجالات الثقافة والمسرح والسينما والموسيقى والفنون البصرية سنويا في إسطنبول، وتضم المدينة العديد من المتاحف الفنية، مثل متحف بيرا، والمعارض الدائمة.
حسن الضيافة أسلوب حياة
سكان إسطنبول يعتقدون أن الضيوف هبة من الله، لذلك يحاولون دائما إظهار جوانب ثقافتهم أمام الزوار، حيث يقدمون أفضل المأكولات لديهم، ويتيحون رؤية جميع الأماكن المفضلة في شتى أنحاء المدينة.
وجبة الإفطار التركية أفضل وجبات اليوم
الطماطم الطازجة والخيار المتموج والزيتون والبيض والمربى والخبز اللذيذ، إنها مائدة الإفطار في إسطنبول، التي تكون جنبا إلى جنب مع عدد لا ينتهي من أكواب الشاي، على مدار الأسبوع.
مطبخ إسطنبول الغني
إنه مزيج من ثلاث إمبراطوريات، وثمانية بلدان مجاورة، وأربعة بحار محيطة، إضافة إلى عدد لا يعد ولا يحصى من الأعراق، كل ذلك يجتمع هناك في مطبخ واحد. تجد هناك مزيجا من تأثيرات الذوق الغربي، مع النكهات الحارة الخاصة بجنوب شرق آسيا، لتحصل على أفضل قائمة طعام موجودة في العالم.
كل حي له شخصية فريدة
لا تتمركز أحياء المدينة حول نمط محدد، لذا فهي تضم أنماط الحياة المختلفة، التي تجعل المدينة أكثر اتساعا وغرائبية. فيمكنك مشاهدة الناس في مقهى بمنطقة السلطان أحمد السياحية التاريخية، والاستمتاع بالموسيقيين المتجولين في منطقة غلطة، وتناول وجبة شهية بمنطقة كراكوي، واستكشاف كاديكوي ومودا، حيث أكثر الأماكن إثارة وصخبا للشباب في إسطنبول.
إسطنبول وجهة السفر الأولى في العالم
صنفت إسطنبول كواحدة من المدن الأكثر زيارة في العالم منذ عام 2013م، ثم في عام 2014م اعتبرت الوجهة الأولى للمسافرين حول العالم. مع 8500 سنة من التاريخ، وكبرى مراكز التسوق، والشعب الودود، والطعام لذيذ، تحتل السياحة في إسطنبول مكانة عالمية متميزة.
عاصمة العالم
حيث قال نابليون ذات مرة: “لو كانت الأرض دولة واحدة، لكانت عاصمتها مدينة إسطنبول”. وسكان المدينة يوافقونه على هذا الرأي.