عاصمة الفن الغربي، مدينة الهواء الجميل، وأرض المسطحات الخضراء، تجمع فيينا بين الأدب، والموسيقى، والعلم، والتعليم، تهتم عاصمة النمسا بكل جديد، فهي مدينة حديثة في زي قديم، تعد فيينا أكبر المدن النمساوية على الإطلاق، وهي الأكثر شهرة في العالم الغربي، ويرجع الأمر إلى أن المدينة قد احتلت المركز الأول في مستوى المعيشة العالمي، خمس مرات، وهذا يوضح مدى جودة المعيشة في فيينا، وهذا ساعد على رواج أماكن السياحة في فيينا كثيرًا.
الجميع يحب التعرف على هذا الشعب المتفاني لأعلى درجة، وعدد سكان فيينا 1.7مليون فرد، وهذا يؤهل فيينا لتصبح من أكبر المدن العالمية، وهي كذلك من حيث الثقافة، والفنون، وتاريخ فيينا حافل للغاية، حتى أنك تسمع بفيينا، وقد انتهى أمرها بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وتسأل أين القلاع، والقصور الرومانية، والباروكية، كيف ذهبت المدينة بحياة الأسر الحاكمة لها.
النمسا لابد لها من عاصمة خالدة، فيينا نصف مساحتها يعد مساحة خضراء، إن كانت النمسا تحاكي الطبيعة في كل شيء، فإن فيينا جزء لا يتجزء من هذه المحاكاة، بل إن المدينة تطور من مناظرها الطبيعية، بالمحافظة عليها، وهذا موثق بالجوائز التي حصلت عليها فيينا مقابل الحفاظ على هذه البيئة الطبيعية.
أما البيئة التراثية فإن فيينا مهد الحضاراة المنتجة والصانعة، ففي فيينا تجد القلاع والكنائس على تلال؛ لتهبك روعة الطبيعة، وروعة الفن، وبعد الحرب العالمية الثانية عادة فيينا لتتألق من جديد، لتحتل أماكن السياحة في فيينا الصدارة العالمية مع بعض المناطق الأوروبية الأخرى.
بل إن التسوق في فيينا مختلف عن أي مكان، لمدى حب المدينة للتجارة، فتجدهم يبدعون في اختيار كل شيء، وهذه الجوانب التي ذكرناها تحتاج إلى تفصيل أكبر كيف يمكن لماكن أن يجمع بين أحدث الثقافات، والفنون في العالم، ويضم عليها أروع المناظر الطبيعة الخرافية، إلى جانب التراث التاريخي الحافل بكل ما هو خيالي، ومعبر عن روح العصور العتيقة.
فيينا تتحدث اللغة الألمانية، ومن المفضل أن تتعلم بعض الكلمات الخاصة بهم، حتى تستطيع التعامل مع البائعي في محلات الاكسسوارت التي لابد وأن تذهب إليها، لتجني أجمل الهدايا وأكثرها تعبيرًا عن المكان، وحتى لا تفوت أي تفاصيل خاصة بحضارة فيينا الرائعة، إن الطبيعة في فيينا تتحدث بالألمانية، وتعبر عن وجوه النمساويين، فشاركهم في كلماتهم المفتاحية؛ لتكون فردًا منهم، ولو ليوم واحد.
تاريخ المدينة الخضراء
إن أول التواريخ، تحدثنا عن فيينا بأنها أحد المستوطنات الخاصة بالرومان، وأن وسط فيينا عبارة عن منطقة عسكرية رومانية، وأنهم أول من سكن المدينة؛ إلا أن بعض الآثار توضح أن لغة المدينة الأولى، هي السلتية وأن السلتيين هم من سكنوا فيينا أولًا.
الرومانيون قد جعلوا المدينة مزدهرة جدًا، ليس بأبنيتها فقط، بل إن مجال التجارة في فيينا زاد؛ لتصبح من أهم المدن الأوروبية في هذا الوقت، وبدأت معارك المدينة في وقت مبكر، حتى أن أول وثيقة في عام 881 تحدثنا عن أن نهر فيينا أو مدينة فيينا، هاجمت المجريين، وبعد هذا الحدث الموثق في القرون الوسطى، استطاع الإمبراطور أوتو الأول هزيمة المجريين، هزيمة ساحقة عام 955م.
هنا بدأت المدينة تعرف معنى التطور، توالت الأسر على حكم فيينا، وأصبحت من عواصم العالم الشهيرة، بل إنها عاصمة الجمهورية النمساوية بكل فخر، إلا أن أبرز الأحداث الخاصة بفيينا هي حصار الأتراك لها.
إن فيينا صعبة على الكثير؛ لأنها مدينة قوية؛ ولأن جميع من سكنها كان يعرف أهميتها، فيبني القلاع والقصور والأسوار لحماية العاصمة المجيدة، وهذا ما واجهته الدولة العثمانية، مع إيمان أهل المدينة، بأنهم هم الأفضل.
حاول الأتراك الحصار عام 1529م، ومع هذا الحصار الذي انقطع بتعب الأتراك، بل قل بسبب انتشار الأمراض بينهم، وأن أسوار فيينا صعبة المنال، تم الانسحاب، وكان الانسحاب في فصل الشتاء لأن أسوار القرون الوسطى الحامية للمدينة من الصعب اجتياحها.
أن تكون المدينة بهذا التألق فهو كافي، لكنه دفاعي، وأهل المدينة لم يعتادوا على هذا؛ لذلك تم تجديد الأسوار وزرع الأسلحة، لكي يستقبلوا هجوم الأتراك بهجوم قوي، وهذه نقطة تحول في المسار العثماني؛ لأن فيينا قررت الحرب، وهنا تراجعت الجيوش التركية، بعد أن حاصرت المدينة شهرين عام 1683م، وبدأ الهجوم على العثمانيين، وتراجعهم بشكل ملحوظ عن الأراضي النمساوية، وهنا يتبين مدى قدرة شعب فيينا على المقاومة، والتحمل، وهذا ثابت في جميع المعارك التي شاركت فيها فيينا.
موقع مدينة فيينا
عاصمة النمسا، تقع على الطرف الشرقي لسهل بين جبال الألب وجبال كارباثيان، وموقع فيينا هذا أعطها الكثير من الامتيازات؛ لأنها مدينة تخترق الطرق الخاصة بالتجارة العالمية كلها، وفيينا تنقسم إلى 23 منطقة، كل منطقة تتميز بطابع خاص، وإن كان أشهر المناطق هي الأولى؛ لأن بها وسط المدينة الروماني البديع، وهي المنطقة الأكثر سياحة والأكثر شهرة بين التجار فهي قلب العاصمة. ومساحة المدينة 415كم2، وهذه المساحة كافية لتجمع أكبر عدد من السكان في النمسا، وكذلك أكبر عدد من الشعراء والفنانيين؛ لأنها مدينة تهتز مسارحها بالإبداع المستمر.
مناخ مدينة الهواء الجميل
فيينا اسمها يعكس اعتدال جوها، إن الجو في فيينا معتدل، وهو قاري، أي أنه رائع طوال العام، وفصل الشتاء في فيينا تقام فيه الكثير من الرياضات، بالرغم من صعوبة الطقس في بعض الأحيان؛ لأنها مدينة قارية أي أن شتاءها قارس إلى حد ما. وفصل الصيف معتدل أيضًا، وهي مدينة خيالية في الصيف، رغم ارتفاع درجة الحرارة، فإن قصور فيينا تحمي زوارها من درجات الحرارة المرتفعة، وجو المدينة بشكل عام يعتبر معتدل، وكذلك فصلي الخريف والربيع، وأكثر فصول السنة زيارة لفيينا الساحرة، هو فصل الشتاء الخرافي.
أماكن السياحة في فيينا الأكثر متعة
في هذه العاصمة من الصعب أن تجد مكانًا يخلوا من حدث تاريخي وروعة جمالية؛ لهذا تعد فيينا دولة أوروبية تضم تاريخًا أكبر من تواريخ الدول، فقصور وقلاع وكنائس فيينا فريدة في بناءها، وربما لو كانت هي أبرز الأشياء في المدينة؛ لأصبحت مدينة تراثية من الدرجة الأولى، لكن الطبيعة أبرز ما في فيينا، والثقافة، ويأتي التراث مساوي لهذه الأنشطة السياحية في فيينا، ومن هنا لابد أن تسأل نفسك أين تجد مكانك الممتع، فأنت بين حضارة مقسمة بالعدل بين كل شيء، ففي مجال الفنون لن تجد مدينة بها عدد المسارح الموجودة في فيينا وكذلك القلاع والقصور التراثية، وأيضًا المناظر الطبيعية الأكثر نضوجًا، وحيوية وهكذا جمعت المدينة بين ألون السياحة في العالم، لتصبح أماكن السياحة في فيينا بلا مثيل. ومن هذه الأماكن الرائعة.
1- قصر هوفبورغ.
القصر يعتبر تحفة كل العصور فمن القرن 13 إلى القرن 19، تم تجديد القصر ليستوعب الأسرة الحاكمة، لهذا يعتبر هذا القصر الملكي، أهم معالم السياحة في فيينا العاصمة، والتصميم الذي يتم ليسكن فيه الإمبراطور لابد أن يكون على أعلى مستوى، وهذا ما ستره عندما تتنقل من غرفة لأخرى، وترى دقة التصميم، وكيف يتم تجديد القصر كل مرة دون تغيير لأي أثر سابق للقصر، لهذا يعبر المكان عن روعة وروح العصور الملكية الحاكمة، ويمثل واحدا من أهم أماكن السياحة في فيينا على الإطلاق.
2- دار الأوبرا في فيينا.
إن المدينة تقدم أقوى عروض الأوبرا في هذه الدار، والوضع لا يتوقف عند هذا، فلابد أن تتذكر أن مدينة فيينا هي أصل الغناء والموسيقى، وأنها تعد الأساس والبناء لباقي الموسيقى العالمية، لهذا تعتبر دار الأوبرا من أجمل أماكن السياحة في فيينا ومن الرائع أن تذهب لأحد عروضها؛ لأنها تقدم الكثير من الألوان الفنية التي لن تجدها في مكان، ففي فيينا تجد عروض لأشهر الفنانيين والمشاهير العالميين؛ لأن دار الأوبرا هنا تعد مدرسة لهم، ولمن يخلفهم على نفس المنوال.
3- كاتدرائية سانت ستيفان.
الكاتدرائية في وسط مدينة فيينا، وهي من أكثر الكنائس التي أخذت وقت في البناء؛ لتعد بأعلى ارتفاع ببرج الكنيسة الجنوبي، فقد بدأ البناء في 1368 وانتهي في 1433، وكل هذا الوقت الذي احتاج إليه البناء ليعد بالوجه المناسب للعصر القوطي، وروعته وقدرته على التصميم، والحلول الرائعة للنقوش، وكذلك هيبة الكنيسة ببناء مذبح فخم، يجذب إليه كل متدين في العالم.
4- مجمع المتاحف في فيينا.
معرض الموموك وليوبولد، في هذا المكان تجد مجموعة غير قليلة من التحف الرائعة، والشاهدة على التراث في فيينا؛ لهذا قد تقتصر السياحة في فيينا على هذا الأمر فقط؛ لأن هناك عشاق لهذا التراث لكن المكان لا يتوقف عن تقديم كل ما هو جديد ومميز، فتجد نفسك في مجمع يقدم لك العروض الموسيقية الكلاسيكية التي تتمتع بها فيينا، وفي المكان مجموعة من المطاعم والمقاهي الرائعة، لهذا يعد هذا المكان روعة التراث، وعبقرية المستقبل.
5- عجلة فيريس.
تم تصميم هذه العجلة في1897م، وهي توجد في ملاهي براتر، وهذه العجلة صنعت لنفسها السمعة المناسبة، فهي أكثر الأماكن إثارة في فيينا؛ إنها تجذب الجميع لكن من الشجعان؛ لأن هذه العجلة تتوقف أكثر من أربع مرات على بعد 64 مترًا، وهذه مسافة كبيرة جدًا، ستطلعك على المدينة كلها، لكن بعد أن تستطيع الصعود، فهي تقدم صورة بانورامية رائعة، وكبائن هذه العجلة مختلفة، لكنها فخمة وثرية، فأنت في مكان استرخائي لأعلى درجة، ويمكنك في هذه الكبينة أن تتناول وجبة العشاء الرومانسية مع زوجتك على صدى ربوع فيينا.
6- حديقة حيوانات الشونبرون.
أقدم حديقة حيوان في العالم، لا تزال تقدم روائعها الحيوانية، إن هذه الحديقة تم بناءها على يد الإمبراطور فرانز عام 1752، لتعد بهذا أقدم وأحدث حدائق الحيوانات في العالم، فالحديقة تضم العديد من الحيوانات النادرة والمنتشرة حول العالم، واهتمام الامبراطور بهذه الحديقة أعطى لها الكثير من العناية، والمحافظة على المكان حتى أن الحديقة أخذت المركز الأول عالميًا لأكثر من مرة؛ لتطور الحديقة الدائم، وإجراء الفحوص والأبحاث المستمرة، وهذا كله أنشأ حديقة مترعرعة في سماء فيينا، وأحد معالمها الأهم.
التسوق في فيينا
إن المدينة صاحبة الهواء الجميل، مناسبة لكل الأغراض السياحية؛ حيث تضم أماكن السياحة في فيينا الكثير من المراكز العالمية الهامة، ولأن بها جميع مظاهر السعادة، وهنا مع التسوق تكتمل الدائرة؛ لأن فيينا فيها الكثير من الصيحات العالمية، وكذلك الماركات المناسبة لكل الأذواق، إن المتاجر في فيينا عاصمة النمسا تعد بين أشهر المتاجر العالمية، ومن الأماكن التي لابد أن تتسوق فيها عند وصولك لفيينا، سوق غولدن يو، فهذا سوق عالمي يعرض جميع المنتجات العاملية الأكثر مبيعًا، وتسوقك في هذا المكان بالقرب من قصر هوفبرغ، يمنحك روعة التراث، ومتعتة التسوق العالمي.