مدينة الأساطير الأوروبية، أرض التنين العالمية، قلب النمسا النابض، إنها كلاغنفورت عاصمة ولاية كيرنتن، أحد المدن الواقعة في جنوب النمسا، على مقربة من إنسبورك وكذلك فيينا العاصمة، إنها مدينة صغيرة هادئة جدًا. يحب أهلها المكان حب الجنون، وقد تكون هذه الأسطورة الخاصة بالتنين من عشق أهل المدينة لكلاغنفورت، فهي مدينة تربط النمسا بإيطاليا، والموقع أعطى المدينة الإمكانية اللازمة لتتفوق أماكن السياحة في كلاغنفورت عن سواها، إن الأسطورة تقول إن أهل المدينة كانوا يعيشون في أمان وهدوء منذ القدم، إلا أن هذا الهدوء وهذه الراحة تبددت بسبب تنين أتى إلى وسط المدينة، ودمر كل ما أمامه.
إلا أن أهل كلاغنفورت ربما ظنوا أن لديهم من يستطيع مقاومة هذا التنين القوي جدًا، فخرج أحد فتيان المدينة الأشداء والشجعان، فهي مدينة تعلم أهلها كيف يصبحون شجعان، ربما بسبب قربهم من جبال الألب، فاستطاع هذا الفتى القضاء على التنين، وخُلد هذا الأمر في وسط المدينة، بتمثال يبين موقف وشجاعة هذا الفتى.
ربما تكون تلك الأسطورة، وغيرها غير حقيقي، إلا أننا نعرف من خلالها الكثير عن المدينة، لعل المدينة تعرضت للكثير من المجاعات والفقر إلا أنها استطاعت السيطرة على الأمر وأصبحت من أغنى المدن القديمة، وهذه الأسطورة تبين هذا الاجتهاد من خلال صورة رائعة، تبين مقدار الشجاعة لدى أبناء المدينة.
كلاغنفورت تتمتع بتاريخ عريق يقدم لنا الكثير من القصور الرومانية، والإبداعات القوطية، وكذلك عصر النهضة ترك المواقع الجمالية الأكثر تأثيرًا في مجرى السياحة في كلاغنفورت، وآثار المدينة تمتد إلى أكثر من800 سنة، وهذا كم هائل من المعالم نادرة الوجود. أما ثقافة المدينة، فهي ثقافة شعب قوي، ويتمتع بالشجاعة، فالموسيقى لديهم مختلفة والعروض رائعة بجانب المهرجانات، والحفلات التي تقام، فهي تعبر بشكل كبير عن أبناء كلاغنفورت العباقرة.
المعالم الطبيعية الخرافية موجودة في كل المدن النمساوية بالتأكيد، كذلك فأماكن السياحة في كلاغنفورت تتسم بروعة الطبيعة، لهذا نجد جزء من جبال الألب الرائعة، كأن كلاغنفورت تتقاسمه مع مدينة إنسبروك، في صورة طبيعية متناهية الجمال، إلى جانب بحيرة ورثير سي الممتعة، والتي تقدم أروع الرحلات المائية، التي من خلالها تصور للجميع جمال كلاغنفورت، هذا الشعب الذي يرسم الأساطير توقع منه كل شيء قبل أن تزور المدينة؛ لأن كلاغنفوت ستذهلك بكل ما تقدم.
تاريخ مدينة الأساطير
تاريخ المدينة حافل بالأحداث، والأشهر أن المدينة تم تشييدها على أيدي رجال شجعان وأقوياء، استطاعوا القضاء على التنين المجنح الذي تمركز بجوار البحيرة، وكان لابد أن يتخلصوا منه، وهذه أسطورة قديمة تسير مع المدينة أينما ذهبت، حتى أن كلاغنفورت تعني في بعض اللغات أرض الأساطير أو الشياطين والسحرة، وهذا قد ينطبق على هذا المكان.
تم تأسيس المدينة تاريخيًا بالمواثيق بلا أي خرافة في القرن 12م، على يد دوق هيرمان، وربما أقدم الوثائق كانت تتحدث عن دير القديس بولس عام 1246م، إلا أن المنطقة تعرضت إلى كثير من الفيضانات، وحاولت الحفاظ على نفسها.
على أيدي الرومان كانت كلاغنفورت أرض تجارية رائعة؛ لأنها كانت تسيطر على المنطقة، ومع مرور الوقت زدهرت المدينة بين المدن المجاورة، توالت على المدينة الكثير من الحروب الطبيعية، والإنسانية، فالحروب الطبيعية كانت عن طريق الحرائق والزلازل، والفيضانات فكل هذه العوامل ساعدت على انهزام المدينة وتدهورها بالإضافة إلى حروب الجراد الذي دهور الزارعة في المدينة، وأدى إلى المجاعات.
والحروب الإنسانية كانت عن طريق الأتراك، الذين حاولوا السيطرة على المدينة لأهميتها، وكذلك حروب الفلاحيين الذين أرادوا السيطرة على المنطقة كلها أيضًا، ومن الحريق الذي أدى إلى القضاء على المدينة كلها، كان عام 1514م، إلا أن الإمبراطور ماكسيميليان الأول حاول إعادة كل شيء. إلى ما كان عليه عام 1518م.
تم توسعة المدينة في هذه الفترة والاستمتاع بالحصون التي تحميها من كل شيء، فقد شهدت المدينة الصحوة التي تحتاج إليها، حتى جاء دور نابليون عام 1809م؛ ليدمر أسوار المدينة، إلا أنه خرج من كلاغنفورت وتركها لأهلها بعد أن دفعوا له مبلغًا كبيرًا، جمع من أهل المدينة كلها.
تعرضت المدينة للدمار في الحرب العالمية الثانية، وكل هذه الأحداث وأكثر على مر التاريخ أعطى المدينة الطاقة، لتتقدم مهما كانت الضغوط، وهذا ما استطاعت كلاغنفورت الوصول إليه الآن، فهي من أكبر المدن النمساوية، وأكثرها جذبًا للسياح.
موقع مدينة كلاغنفورت
مدينة الأساطير تقع في جنوب النمسا، وهي قريبة من الحدود الدولية، فهي مدينة في وسط القارة الأوروبية، أما مساحة كلاغنفورت فهي تبلغ 120.03 كم2، وهي مساحة متوسطة بالنسبة للنمسا، وهي تحتل المرتبة السادسة بين المدن النمساوية من حيث عدد السكان، وهي أرض محاطة بالتلال والجبال، ففي جنوب كلاغنفورت تفصل جبال الألب بين حدود النمسا، وبين إيطاليا وسلوفينيا، أما الأنهار ففي كلاغنفورت نرى نهر جلان، وكذلك بحيرو رثيرسي، وارتفاع المدينة عن سطح البحر يصل إلى 446 مترًا، وهذه الظروف كلها تشارك بشكل كبير برواج أماكن السياحة في كلاغنفورت وتميزها.
مناخ المدينة
في كلاغنفورت نجد الجو متقلب، كأن المدينة تتقاسم كل شيء مع مدينة إنسبورك؛ لأن مناخ كلاعنفورت قاري والضباب في الخريف والشتاء يكون عن طريق رياح الفون الآتيه من اتجاه جبال الألب، الشتاء في المدينة قارس جدًا، ويشهد نوعًا من التقلبات، فمن الممكن أن تجد الحرارة تتحرك من درجة التجمد إلى 18 درجة مئوية مثلً،ا بالإضافة إلى أن الأمطار تهبط بكثرة على كلاغنفورت، وكذلك الثلج شبه دائم في أعلى الجبال، أما فصل الصيف فهو معتدل إلى حد ما، وإن كانت درجة الحرارة فيه أيضًا نسبية، وفصل الربيع فترته قليلة، وهو الأكثر اعتدالًا ربما، لكن هذا الجو يحفز كثيرًا على المغامرة ومزاولة الألعاب الشتوية الممتعة، وكذلك مشاهدة جميع الأجواء المناخية للمدينة في وقت واحد، كأنك تشاهد فيلمًا ممتعًا مع كل فصول العام.
أهم أماكن السياحة في كلاغنفورت
تتعدد المظاهر السياحية في مدينة كلاغنفورت؛ لأن التاريخ الحافل للمدينة يقدم لنا أروع الصور وأوضح الأمثلة، الفنية والثقافة في هذه المدينة، تعتبر راقية لأعلى درجة، فالموسيقة الكلاسيكية في كلاغنفورت ممتعة والعروض الفنية المختلفة، وكذلك المهرجانات الخاصة بكلاغنفوت، والكثير من العروض العلمية تجدها في هذه المدينة المضيئة، وجوانب السياحة في كلاغنفورت تتعدد، لتشمل المناظر الطبيعية الخالدة، والتي يمكن مشاهدتها من أعالي الجبال، ومن القمم المختلفة في المدينة، أما الجانب السحري فسوف تقصه عليك وسط المدينة، بتمثال التنين الذي حاول السيطرة على المدينة، وإليك بعض أماكن السياحة في كلاغنفورت الخالدة في مدينة الأساطير.
1- قلعة هوكوستر ويتز
تكمن أهمية هذه القلعة في أنها خط الدفاع الأول للمدينة، وأنها تصدت لكل الحروب مع الأتراك، ولم يستطيعوا دخول كلاغنفورت بسبب هذه القلعة، وكذلك التصدي لكل الهجمات الأوروبية، أما عن عراقة القلعة، فإن القلعة تراث روماني عريق، يتميز بروعة البناء، ودقة التصميم، واختيار المكان يبين قدرتهم على توقع الهجمات، والقدرة على حماية المدينة، والقلعة كانت مقرًا لكثير من الحكام على مر الزمن، والقلعة تقع على ارتفاع 165 مترًا، وهي مسافة عالية جدًا؛ لتكون قادرة على الحماية والسيطرة على مجريات الحروب، وتقع القلعة في المنطقة الشمالية الشرقية من المدينة، لتمثل أبرز أماكن السياحة في كلاغنفورت وأكثرها جذبا.
2- نافورة التنين
تم إنشاء هذه النافورة التاريخية عام 1593م، وهي تقع في ساحة المدينة القديمة بيور بلاتز، وهذا التمثال الموجود في وسط الساحة، يعبر عن أسطورة المدينة الخالدة، ويأتي الكثير من السياح للمدينة لرؤية هذه النافورة في تصميمه الهندي البديع، إن التقاط الصور بجوار النافورة لا يتوقف طوال اليوم؛ لأن النافورة أحد معالم النمسا الخالدة، وتم توثيق الفتى الذي قضى على هذا التنين في عام 1633م، بوضع هركل أمام التنين ليظهروا مدى قوة المدينة أمام أي شيء.
3- كنيسة ماريا
الكنيسة الموجودة في شمال كلاغنفورت، تعتبر أحد المعالم الشهيرة في المدينة؛ لأن تاريخها يرجع إلى 750م، وهذا الوقت يقدم كل ما هو عريق ومتطور، والكنيسة تعبر عن روعة التصميم، والهيبة الدينية الجميلة، وأهل المدينة يعتبرون هذه الكنيسة أحد الشواهد القديمة على عبقرية المنطقة، وقدرتها على البناء، لهذا يعتز أهل كلاغنفورت بكنيسة ماريا.
4- بحيرة ورثيرسي
البحيرة المتجمدة في الشتاء، والدافئة في فصل الصيف، تعد أحد معالم المدينة الطبيعية الجميلة، فمن أسباب السياحة في كلاغنفورت هذه البحيرة الممتدة على طول 16 كيلو متر، والعرض لهذه البحيرة يعتبر 2 كيلو متر، وهذه المساحة مع عمق 85 متر يعطيك أجمل الرحلات المائية، والفرصة في مشاهدة معظم المناطق في كلاغنفورت، والتعرف على معاني الطبيعة من مصادرها الخالدة، والمياه في فصل الصيف تكون خضراء شفافة ممتعة للغاية.
5- فندق لان هاوس
من النادر أن تجد مدينة أسس فيها فندق عام 1574م، كمدينة كلاغنفورت، وهذا الأمر قد يكون بسبب النشاط التجاري القديم، وتوافد الزوار على المدينة منذ هذا التاريخ، وهذا الفندق يتميز بتصميم خرافي، يبين اهتمام المصممين بالزوار، و بسكان هذا الفندق، كأنه قصر في الجنة، لهذا تجد فيه الغرف الواسعة والشرف المميزة، وأكثر ما يميز هذا الفندق القديم، مجموعة من اللوح التاريخية، والمنحوتات العريقة والقديمة، وهذه المنحوتات واللوحات من عصور مختلفة، فهذا الفندق يقدم مجموعة مختلفة من التاريخ العريق، وحديقة الفندق مميزة بالزهور النادرة، والأشجار العالية، فأنت في مكان يجمع بين التاريخ والطبيعة.
6- المدينة المصغرة
في عام 1958م، تم تشييد هذه الصورة المصغرة من معالم المدينة المميزة ومعها المعالم العالمية الشهيرة، هذه الصورة المصغرة موجودة في المنطقة الغربية من كلاغنفورت، إن هذه المدينة تعد اختراع يتناسب مع عبقرية العقول في هذه المنطقة الفريدة، إن فن المحاكاة يظهر هنا في أزهى صوره، إن المعالم العالمية يصعب تقليدها لكن اجتماع مبدعي المدينة، ووجود الفكرة أعطاهم الفرصة في التشييد والبناء، واستطاعوا بناء أحد أهم أماكن السياحة في كلاغنفورت وأوروبا، بل وفي العالم كله، فمن المناطق النادرة هذه المدينة المصغرة، التي توضح تاريخ العالم كله عن طريق المحاكاة الفنية الجميلة، فأنت لست بين عصور العالم فقط، بل أنت بين مناطق العالم كلها.
التسوق في كلاغنفورت
أماكن السياحة في كلاغنفورت تقدم فنون تسوقية مختلفة، فالمراكز التجارية تتوزع على مناطق المدينة كلها، ويباع فيه كل المنتجات الحديثة، التي يحتاج إليها المسافر، والصيحات الحديثة، وكذلك أرقى أنواع الأزياء العالمية، والمتاجر تقدم مجموع رائعة من الهدايا والإكسسوارات الخاصة بأهل المدينة، والتي تعكس عشقهم للطبيعة، وستجدهم يجسدون التنين، وكذلك هركل في أكثر إكسسواراتهم، فاحرص على اقتناء واحدة من تلك الأعمال الخالدة الخاصة بهم، والمشي في أسواق المدينة ممتع، حتى أنك تستطيع رؤية الأماكن التاريخية، وكذلك المناطق الطبيعية، فسترى مساحات خضراء، وهضاب جبلية رائعة، ويمكنك أن تتذوق الطعام النمساوي المميز.