وجه جبال الألب المشرق، مدينة النهر المضيء، حيث أماكن السياحة في إنسبروك الأكثر تألقًا في النمسا، مدينة جسر الإن، إنسبوك تقع في غرب النمسا، وهي عاصمة ولاية تيرول، ويأتي اسم المدينة من ارتباطها الوثيق بنهر الإن؛ لأن النهر مع هذه المدينة يعطينا الجسر الرابط بين أكثر من نهر كضفاف نهر السيل، وبهذا تعتبر المدينة هي الجسر الأوروبي، وهذا معنى إنسبروك، وهنا تكمن أهمية هذه المدينة الكبيرة في غرب النمسا.

حجم المدينة 104كم2، وسكان المدينة يصلون 119 ألف نسمة تقريبًا، وهي بهذا العدد من السكان تصل إلى المرتبة الخامسة بين المدن النمساوية، إلا أن السياحة في إنسبروك تسير على أكثر من منوال؛ فإنسبروك تستقبل أكثر من 30 ألف طالب من أنحاء العالم لتلقي المعرفة من الجامعات في إنسبروك. وهذا يعطي المدينة أهمية أوروبية خاصة، وشهرة رائعة.

إنسبروك قد شهدت الكثير من الأحداث الجاذبة للسياح؛ لأن السائح يريد أن يتعرف على الملاحم والمعارك التي حدثت في مكان وقوفه، وإنسبروك تقدم هذا الأمر بشكل مناسب جدًا، إلا أن أماكن السياحة في إنسبروك لا تتوقف عند القلاع والقصور و الكنائس الخاصة بالرومان وغيرهم من الأسر الساكنة لهذه المنطقة.

تعد إنسبروك محمية طبيعية لكل ما هو جميل، فعلى أرض السحر النمساوي تستمتع برؤية النهر وكذلك جبال الألب، لأن أقرب المدن إلى جبال الألب هي إنسبروك، وهذا يقرب المدينة أكثر من الجو الجبلي الشيق، محبي السفر في أغلب المناطق يحبون التعرف على أكثر من مدينة مجاورة، أو الانتقال من دولة لدولة بسهولة، فإن كنت من هذا النوع فتأكد من أنك في المكان المناسب.

لأن إنسبروك تربط بين ألمانيا وسويسرا فلا تقلقل ستستمتع، وتتنقل بين أكبر الدول الأوروبية حتى أن ميونخ بينها وبين إنسبروك فقط 44 دقيقة، أي أنك في قلب أوروبا النابض بالحياة والمعرفة، أشهر معالم السياحة في إنسبروك، هي الرياضات الشتوية، إنها مدينة يقام فيها العديد من المسابقات العالمية، لأن الجليد على جبل إيزك يسحر الزوار، ويجذب محبي التمتع في العالم.

من الأشياء التي من الممكن ملاحظتها في إنسبروك، هي رياح الفون، وهي رياح تنشر الغبار إلى حد تصل فيه إلى عدم الرؤية الكاملة لأي شيء، فاحرص على متابعة كل أخبار إنسبروك قبل أن تبدأ رحلة السياحة إلى إنسبروك الخاصة بك.

إنسبروك مدينة عاشت أكثر من 30 ألف سنة، لهذا احرص على تفقد كل المناطق التاريخية، وكذلك الثقافة لأن هذا العمر للمدينة أعطى لها ثقافة غنية جدًا، فأهل إنسبروك يشعرون بهذه القيمة التاريخية والثقافية الخاصة بهم، وقد يكون هذا سبب ازدهار العلوم في المدينة؛ لتصبح أشهر المدن العلمية، وأكثر المدن استقبالًا لطالبي الثقافة والمعرفة.

 

تاريخ مدينة إنسبروك

تزخر أماكن السياحة في إنسبروك بالكثير من الحفريات، التي تدل على أن المنطقة كانت عامرة منذ العصر الحجري الحديث، وهذه الحفريات بكل تأكيد لا تحدد لنا معالم المدينة، ربما كانت منطقة النهر هي العامرة بالسكان، بسبب سهولة العيش، وليس كل مدينة إنسبروك التي نتحدث عنها الآن.

لأن المدينة تعتبر منطقة عسكرية خاصة بالرومان، فهم من أسسوا هذه المدينة في القرن الرابع الميلادي، وقاموا ببناء أول حي في إنسبروك لتيسير العيش في المدينة، إلا أن هذا الحي تم تدميره في عصر الهجرات، وفي موقع الحي قاموا ببناء أول دير اسمه فيلتن، وهذا عام 1138م، وهذا الدير تحكم في نهر الإن حتى أن أي مريد للعبور لا يتمكن من هذا إلا من خلال العبارات الخاصة بالدير.

في 1170م تم بناء أول جسر، وعلى هذا الجسر قاموا بعمل سوق ليباع فيه كل شيء، ويعتبر هذا الجسر أول نواة لهذه المدينة إنسبروك، وازدهرت المدينة لتصبح عاصمة النمسا، لأنها الأكثر تألقًا بين المدن النمساوية، ففي عام 1420م أصبحت عاصمة الحكم على يد فريدريخ الرابع.

كونها العاصمة النمساوية أخذت الكثير من الصلحيات، فزاد التفوق السياسي والثقافي والاجتماعي للمدينة، وتم عمل أول بيت للسلاح بالمدينة في عام 1500م، وهو المخزن الأكبر في أوروبا في هذه الفترة، وهذا أكبر الأدلة على النشاط في هذه المدينة.

تم بناء أول مدرسة لليسوعيين بالمدينة عام 1562م، وهذا يكمل لدينا صورة المدينة، التي بدأ النور فيها بالظهور؛ لتصبح مدينة علمية مجتهدة، بسبب تحكمها في النهر، وفي محور جبال الألب لقربها منه، وقمة تطور المدينة كان في عام 1669م، لأن القيصر ليوبولد الأول أنشأ أول جامعة بأربع كليات، وتم تجديد الجامعة عام 1826م، لنهضة ثانية في مدينة النور.

أما المعارك التي شهدتها المدينة فمعركة جبل إيزل أهم المعارك التي حصلت في المدينة، وهناك متحف يقدم صورة بانورامية لأحداث الحرب المؤثرة على نهضة إنسبروك، وشارك أهل المدينة الباسلة في الحرب العالمية الأولى والثانية، وتعرضت للكثير من التدمير وضاعت بعض المعالم الهامة, إلا أن المدينة استعادت كل شيء في القرن العشرين، وعادت إلى المكانة الخاصة بها بين مدن العالم.

 

موقع مدينة النور النمساوية

موقع المدينة مميز جدًا، فهي في غرب النمسا، وإنسبروك تقع على ضفاف نهر الإن، ويحيط بالمدينة جبال الألب، فعن شمال إنسبروك تجد جبال الكارفنل، وجنوب إنسبروك نجد جبال باتشاكوفل، هذا الموقع المعين من الشمال والجنوب بالجبال، والشرق والغرب مربوط بوادي نهر الإن، ومن هنا نجد المدينة تأخذ امتدادًا طوليًا بشكل طبيعي. وهذا الموقع الذي يربط بين ألمانيا وإيطاليا تنافس عليه الجميع منذ القدم؛ لأن الموقع طبيعي لدرجة كبيرة، ويحمي نفسه من كل شيء، فهي مدينة منيعة بسبب تلك الطبيعة الرائعة، وهذه الجبال ساعدت المدينة، لتصبح أحد مواقع السياحة الشتوية في العالم، وهذا ساهم بكل تأكيد في نشاط السياحة في إنسبروك.

 

مناخ إنسبروك

مناخ مناطق الألب يصعب تصوره، إن مناخ إنسبروك متقلب في جميع الفصول، ففصل الشتاء بارد جدًا، تظل المدينة في درجة التجمد لأكثر من شهر، في هذا الفصل درجة الحرارة تصل إلى -12 درجة مئوية، ونزول الثلج دائم في المدينة، وعلى قمم الجبال لا يذوب، والشيء الوحيد الذي يخفف من هذه البرودة هبوب رياح الفون، فمعها لا نتصور درجة الحرارة فهي ترتفع إلى 18 درجة مئوية، وبهذا يكون الشتاء متقلب والرطوبة فيه عالية جدًا.

أقصر فصول السنة فصل الربيع، حيث ترتفع فيه درجة الحرارة إلى 15 درجة مئوية، لنجد النهار حار أو معتدل، ولكنه في الليل يصبح بارد كأي ليلة شتوية. فصل الصيف هو فصل العجائب، لأن درجة الحرارة فيه ما بين 34 إلى 18 درجة مئوية، وهذا الأمر يجعل الدرجة متضاربة لأنك بين ارتفاع شديد في درجة الحرارة، مع هبوط مفاجئ بالإضافة إلى أعلى نسبة أمطار، معها عواصف رعدية، وهذه العواصف إن كانت درجة الحرارة 30 درجة مئوية، تنزلها إلى 20 أي أنك مع جو شديد الحرارة، لكنك معرض لبرد شديد في أي لحظة.

فصل الخريف ربما هو أفضل الفصول في نظري؛ لأنه الفصل الدافئ المضمون، لتوقف العواصف الرعدية ويخلوا هذا الشهر من الثلوج الموجودة فوق الجبال، لكنه شهر تهب فيه رياح الفون بشكل كبير، ومع هذا العرض لكل التقلبات هناك الكثير من السياح يفضلون هذا الأمر، ويحبون تلك التقلبات الممتعة وهذه التقلبات بكل تأكيد تساعد على نشاط السياحة الشتوية في إنسبورك.

 

أهم أماكن السياحة في إنسبروك وأشهرها

مدينة عمرها أكثر من 30 ألف سنة، لابد أن لها من المعالم الممتعة الكثير، والثقافة الممتدة، فإن إنسبروك تجمع بين المعالم التاريخية والثقافية على منوال واحد، أما الطبيعة فهي الأكثر جاذبية في إنسبروك، ولعلها سبب رواج أماكن السياحة في إنسبروك في الفترة الأخيرة، لأن الجميع يحب التمتع بالجبال ورؤية المناظر المختلفة، ومن بين أماكن السياحة في إنسبروك يمكننا أن نذكر:

 

1- السطح الذهبي

هذه الشرفة الخشبية تم إنشائها في عام 1500م، على يد القيصر ماكسيميليان الأول، والسبب احفتالًا بهذا العام 1500م، وأهم الأماكن التي تزورها في العالم هي الأماكن الدالة على المدينة، وإنسبروك تتميز بهذا البناء، وهو يعبر عنها فقد جاء تصميمه بشكل قوطي مميز، ودقة متناهية، وهذه الشرفة مزينة بعدد كبير من النحاس الذهبي ليصل عدد القطع المستخدمة 2.657 وهذا المبنى يطل على سوق المدينة القديم، ليصلح قلب المدينة القديم النابض، وفي هذا المبنى الآن تجد متحفًا يخلد العصور والقرون الرائعة التي مرت على إنسبروك، وتجد المكتب الدائم الخاص بالحفاظ على جبال الألب.

 

2- بنى اللوحة الدائرية

في هذه القاعة أو في تلك اللوحة التي تم افتتاحها سنة 1898م، ستجد ما لم تره من قبل في حياتك في مساحة تصل إلى 1000 متر، رسمت لوحة لكنها ليست عادية، إنها تحمل تاريخ إنسبروك، إن كانت المدينة مزدهرة الآن فبسبب التفوق في معركة جبل إيزل، وهذه المعركة تتجسد في هذه اللوحة بكل ما فيها، إن الأبعاد حقيقية كأنك في وسط لمعركة، تشاهد كل ما يحدث إنه مشهد بانورامي مميز جدًا، ومختلف ومعبر عن مدى اهتمام إنسبروك وأهلها بالنصر، حتى يخرج لنا مثل هذا العمل الضخم، صاحب الأثر الكبير في نسب السياحة في إنسبروك.

 

3- قلعة أمبراس

القلعة تقع على هضبة عالية في جنوب إنسبروك، وهي تعتبر أحد المباني المعبرة عن روح القرون الوسطى، لكن في القرن 16 قام الأرشيدوق فرديناند الثاني، بتغيير روح القلعة، لتصبح أحد معالم عصر النهضة المميزة جدًا، إن القلعة شاهدة إلى لآن على روعة هذا العصر، إلى جانب أن القلعة بها الكثير من التحف المميز والأسلحة المعبرة عن تلك الفترة، ومن هنا جاءت الشهرة الخاصة بهذه القلعة الفريدة، ومن الافت للنظر أن هذه القلعة أخذت الصورة الرائعة من أجل زوجة فرديناند فلبين، فمن أجلها جاءت القلعة بهذا المنظر الخالد إلى الآن.

 

4- حديقة الحيوانات الألبية

هذه الحديقة على ارتفاع 750 متر، وهذا موقع فريد من نوعه، والحديقة تتميز بعرض أكثر من 150 نوع من الحيوانات النادرة والمختلفة، وفي هذه الحديقة سترى كيف تكون الحياة البرية وأثرها على الحيوانات، والجميل في هذا المكان أنه يقدم هذه الحيوانات في أماكنها الطبيعية، فهي حيوانات تعيش بين جبال الألب فقط، ومن أسباب شهرة الحديقة ربما وجود الدببة التي واشكت على الانقراض بين جبال الألب، وهذه التجربة رائعة لأنك لن تجد هذا العرض للحيوانات البرية في أي مكان، فكن حريصًا على تلك الزيارة المفيدة.

 

5- الكنيسة الإمبراطورية

ما بين عام 1459 و1519م تم تخليد ذكرى ماكسيميليان الأول وعائلته، في هذا الضريح أو الكنيسة الخاصة، فإن هذا الإمبراطور أحب أن يخلد ذكراه وذكرى من بعده، من خلال هذا الضريح الذي ترك فيه العديد من التماثيل البرونزية العملاقة، وأسماها بالرجال السود، لتدل عليه وعلى عائلته، وهذا الرجل كان يحب الفن والسياسة، ويحمل نفسه مسؤلية الفن في البلاد، لهذا قام بهذه الفكرة الرائعة، والتي استغرقت 65 عام، لتخرج بهذه الدقة الموجودة الآن، وتم إنهاء هذا الضريح في عهد فرديناند الثاني.

 

6- مسرح الولاية

في عام 1629م تم إنشاء هذا المسرح، الذي يسع حوالي 800 متفرج، فهو  صرح الثقافة في إنسبروك، والدليل القاطع على تطور المدينة الدائم، واستيعابها للفنون منذ القدم، وهذا المسرح يقدم إلى الآن العروض الفنية المميزة.

 

التسوق في مدينة إنسبورك

مدينة إنسبورك تقدم الشيء الممتع دائمًا للزوار، ليزيد عدد السياح في إنسبروك سنويًا، وهذا هو الواقع لأن المدينة أصبحت تعتمد على السياحة بشكل كبير، ومن أكثر أمور السياحة الواجب الاهتمام بها هي التسوق, ومن هذا المنطلق نجد المدينة تهتم بالمعارض والخصومات الدائمة، فبين أماكن السياحة في إنسبروك ستجد الأسواق المتعددة والمحاطة بكل أشكال الترفيه، حيث من الممكن أن تستمتع بوجبة سريعة في مطاعم المدينة، أو بكوب من القهوة المميزة من أهل المدينة الرائعة، ولا تقلقل بشأن المنتجات لأن في إنسبروك أجدد الصيحات، وأفضل الماركات العالمية، ومن أماكن السياحة في إنسبروك التي يجب عليك زيارتها مركز تسوق سيلبارك، ومركز كارفهاوس، ومركز معارض تاون هول، والتسوق في مركز المدينة، إن هذه الأماكن وأكثر في مدينة المتعة الأوربية.

Categorized in:

النمسا,