مدينة المعمار الغربي، وأرض الموسيقى العالمية، أماكن السياحة في زالتسبورغ تتميز بطبيعة خيالية؛ لقربها من جبال الألب، ومرور البحيرات بين شوارعها في شكل موسيقي جذاب، إنها عاصمة ولاية زالتسبورغ، وهي رابع مدن النمسا من حيث الحجم، ولكنها ليست في المركز الرابع في باقي الأمور.
لأن تاريخ المدينة يرجع إلى العصر الحجري، وهذا وفر في المدينة الحفريات الازمة للمتاحف الخاصة، وكذلك زالتسبورغ كانت مستوطنة رومانية شهيرة، وفيها قلاعهم وقصورهم والمباني الخاصة بهذا العصر الرائع، إلا أن مدينة المعمار أطلقت على زالتسبورغ في العصر الباروكي، ففي هذا العهد زاد البناء، وفاق كل الحدود، حتى أصحبت سمة لهذه المدينة.
ربما كانت هذه الأبنية سبب ضم زالتسبورغ إلى قائمة المدن التراثية الخاصة باليونسكو، وهذا الأمر جعل السياحة في زالتسبورغ أمر تاريخي تراثي رائع، والمدينة تقدم الكثير من الأمور فإن زالتسبورغ هي مدينة الموسيقار موزارت، وجود مثل هذا الموسيقار في بلدة يعني أنها مدينة ثقافية فنية من الدرجة الأولى.
هذا الأمر ينطبق على زالتسبورغ؛ لأنها مدينة تمتاز بالمسارح والمعارض الفنية الشهيرة، وتضم المدينة العديد من الجامعات مما يدعم الثقافة في زالتسبورغ، وقرب المدينة من جبال الألب أعطى لها المتعة الطبيعية والمناظر الجاذبة والهامة لكل السياح؛ لأن السياحة في زالتسبورغ تعتمد بشكل كبير على طبيعتها ومناظرها الخلابة، وروعة البحيرات، ونهر سالواخ، والمساحات الخضراء.
وربما كل هذه العوامل الطبيعية، هي التي أخرجت هذا الموسقار العبقري الذي أثر على شكل الموسيقى العالمي، ربما روعة القصص التاريخي في المدينة صاحب الفضل، ولعل كثرة المسارح وتنوع الفنون هو السبب.
لكن كل هذه العوامل التي تبنى عليها زالتسبورغ، هي التي أخرجت جيلًا من المبدعين والفنانيين ومحبي الإبداع، ومن هنا جاءت شهرت زالتسبورغ، لتصبح مركزًا للفنون في العالم الغربي، وحلم كل عربي هو زيارة زالتسبورغ والتمتع بالسياحة في زالتسبورغ، صاحبة الضحكة العالمية.
بمشاركة أهل زالتسبورغ زادت السياحة، لأن استغلال الطبيعة وكل العوامل السابقة يعتمد في الأساس على أهل المدينة، وحبهم للوطن، ربما هناك مدن أهم وأجمل من زالتسبورغ في النمسا أو في أوروبا، لكن حب أهل زالتسبورغ واهتمامهم بمدينتهم، أعطاهم الأفضلية بين المدن النمساوي وكذلك المدن الغربية. فالتاريخ يحافظ عليه فقط من أحبه، وهذا يتوافق مع أهل زالتسبورغ الخضراء.
تاريخ مدينة المعمار العالمية
زالتسبورغ مدينة يرجع تاريخها إلى العصر الحجري الحديث، هناك الكثير من الحفريات التي تدل على أن هناك مستوطنة تعود إلى تاريخ العصر الحجري، وبعض الأدوات التي عثر عيها لإثبات هذا الافتراض، والتأكد كم صحته.
زالتسبورغ مستوطنة رومانية شهيرة، حتى اسم المدينة لاتيني ويعني قلعة الملح، فهي مدينة رومانية تقع على النهر، لهذا تعد أحد المستوطنات الهامة، والمناسبة للتجارة، ولصنع حضارة بقلاع وقصور تبين مدى التطور الروماني.
مرت زالتسبورغ بالكثير من التغيرات التاريخية والأحداث، وفي عهد الرومان زاد الضعط من بافاريا ومحاولة السيطرة على زالتسبورغ، إلا أن القديس روبرت في القرن 8م، استطاع بدأ حياة جديدة في زالتسبورغ وزادت في عهده الأبينة، حتى أنه اختار المكان المناسب للكاتدرائية التاريخية، واختار الكهنة وروبرت عمل على نشر الدين المسيحي بين جموع الوثنيين بحملات التبشير.
في القرن 14م، زادت الضغوط على المدينة، وتعرضت لحرب الفلاحين الألمانيين، ومع الحصار الذي اقتصر على المدينة لثلاثة أشهر، ومع هروب أو خروج الأساقفة من زالتسبورغ خوفًا على أنفسهم، إلا أن هذه الحرب وهذا الصراع أدى إلى خلاص زالتسبورغ في نهاية القرن 14م.
تم الاستقلال التام لزالتسبورغ، وزاد الثراء الخاص بالمدينة، وتمتعت المدينة بالرخاء حتى القرن 17م، وجاء المهندسون الإيطاليون مع النمساوييين لإعادة وسط المدينة لما كانت عليه من روائع باروكية، وقصور جذابة، فهي حملة إعادة المدينة لسابق عهدها.
وعلى أرض زالتسبورغ نشأت الكثير من الصراعات الدينية بين الطوائف المسيحية، وهذا أثر بكل تأكيد على ثقافة المدينة في هذه الفترة، وأدى إلى الضعف الشديد، إلا أن أهم المواقف التي مرت على المدينة قبل تطورها الحالي وقبل كل هذا الازدهار.
الحرب العالمية الثانية تعرضت زالتسبورغ إلى الكثير من القصف وأعمال العنف التي دمرت قبة الكاتدرائية، وكثير من المباني الباروكية تدمرت مع هذه الحرب، إلا أن كل شيء عاد إلى سابق عهده وأفضل مع الجمهورية النمساوية صاحبة الحضارة العريقة، وأصبحت زالتسبورغ من أهم مدنها، وتمثلها بين الكثير من المدن الغربية، كذلك فهذا التاريخ الحافل منح أماكن السياحة في زالتسبورغ ثراءً واضحا.
موقع مدينة زالتسبورغ
تقع مدينة زالتسبورغ في موقع مميز، لأنها لا تبعد عن العاصمة فيينا إلى ب300كم، وهي مسافة ليست كبيرة، وهي بنفس المسافة تقريبًا تبعد عن سلوفينيا، وهي لا تبعد عن ميونخ إلا ب150 كم فقط، وهذا يجعل موقع المدينة أحد أسباب إقبال الزوار على أماكن السياحة في زالتسبورغ وانجذابهم إليها، أما الأنهار فإن نهر سالزاتش، يمر بالمدينة وجبال المدينة هي الأشهر في أوروبا، إن زالتسبورغ قريبة من جبال الألب، وهذا أيضًا أعطى المدينة أهمية طبيعية مختلفة وهو أحد أشكال السياحة في زالتسبورغ الهامة.
المناخ الرائع لمدينة زالتسبورغ
مدينة تقع بالقرب من جبال الألب لابد من أن يكون جوها مختلفًا في فصول السنة، فكل فصل يختلف عن الآخر تمامًا، إن جو زالتسبورغ معتدل إلا أنه محيطي، والرطوبة أثناء أيام العام تكون قارية، وهنا يأتي فصل الشتاء قارس إلى حد ما، وإن كانت الجبال تمنع الرياح لكن الأمطار تزيد نسبيًا في هذا الفصل، وفي فصل الصيف ترتفع درجات الحرارة فإن كانت درجات الحرارة في فصل الشتاء تسجل -3، فإن فصل الصيف يسجل 27 درجة مئوية، وبالرغم من أن درجة الحرارة في الصيف مرتفعة إلا أن نسبة الأمطار تزيد في هذه الفصل. وهذه هي الاختلافات التي أتحدث عن وجودها في هذه المدينة، وفصلي الربيع والخريف أكثر اختلافًا فهم على نفس المنوال في ارتفاع وهبوط درجات الحرارة، فهي مدينة رائعة في عدم توقعها، وهذا يزيد التشويق والمتعة.
أكثر أماكن السياحة في زالتسبورغ تأثيرا
في هذه المدينة المختلفة، ستجد ألوان السياحة المختلفة والمحبوبة لكل الزوار، زالتسبورغ مدينة قديمة، وبها الكثير من القلاع والقصور والكنائس الجذابة، إنها روائع الرومان أصحاب المدينة القدماء، وللعصر الباروكية أثرًا كثيرًا على التنوع الحضاري، وازدهرت المباني بشكل كبير حتى أن شوارع المدينة القديمة كلها تاريخ، ربما الاختلافات الدينية وقت الحكم المسيحي زادت من الكنائس وروعتها ودقة بنائها، والموسيقى خلقت وولدت في هذه المدينة العذبة، إنها مدينة تسعى لبناء أجيال من الموسيقيين الأشهر عالميًا، وحفلات المدينة تتعدد فيها الجنسيات، الجميع يريد أن يتعلم كيف يتذوق الموسيقى على أنغام الطبيعة الهادئة في زالتسبورغ، مدينة الروائع الطبيعية، ومن أشهر الأفلام التي تم تصويرها في هذه المدينة فيلم صوت الموسيقى، وهذا فيلم مشهور اسمه يحمل معاني كثيرة من المدينة، فهي مدينة ثقافية علمية تاريخية موسيقية، ومن بين أماكن السياحة في زالتسبورغ التي تلقى اهتماما ملحوظا نذكر:
1- قلعة هوهن
تم بناء القلعة في عام 1077م، واحتلت القلعة المرتبة الأولى في القرون الوسطى؛ لأنه أكبر صرح تم بناءه بهذه الدقة، ليحاكي الخيال، وليصبح بطبيعة أخاذة لأعلى درجة، إنه القصر الأشهر في النمسا، وفي العالم الغربي، لأن تاريخ هذه القلعة مرسوم على جدرانها، ولأن رسوماته تعبر عن الملاحم التي حدثت بمرور الزمن، وفي عام 1892م تم عمل متحف في هذه القلعة ليعرض التحف المميزة في القرون الوسطى، والغرف في هذه القلعة تبين مدى التطور، والترفيه الموجود عند هذه الفترة من العصور الوسطى، وبهذا يجتمع المتحف والقلعة في مكان واحد ليظهرا الكيان التاريخي لهذه الفترة المزدهرة.
2- كاتدرائية زالتسبورغ
في عام 767م، قام الإمبراطور روبرت ببناء هذا الصرح الكنسي الأعظم على الإطلاق، إنها أشهر أماكن السياحة في زالتسبورغ ومن أهم الكنائس في النمسا، وهي من أقدم الكنائس في العالم الغربي، وأكثرهم دقة لأن الإمبراطور الروماني أراد من هذا الصرح أن يكون مقصد كل متدين في هذا العالم المسيحي، لروعة البناء، ولهذا تبدو الكاتدرائية لكل زائر على أنها قطعة من الجنة؛ لبهاء صورتها، ولأن الأبهة تعطي للكاتدرائية هيبة كنائسية عجيبة، وموزارت الموسيقار الأشهر في الغرب ألف الكثير من الألحان المقدسة على أعتاب هذه الكاتدرائية العظيمة.
3- حدائق ميرابل
لن تجد في هذه الحديقة التي تم تصميمها أو رسمها عام 1690م، فقط المناظر الخضراء والمساحات الواسعة، لا إنها تعد الشاهد على المثالية الشعبية للمصورين، والحديقة تضم الكثير من الأعمال الفنية، إنها حديقة تمثل الجانب الثقافي والفني في النمسا، إنها تضم أحد المسارح الأهم في زالتسبورغ، وأحد أسس السياحة في زالتسبورغ بالإضافة إلى نافورة في وسط الحديقة، تم تصميمها من قبل أوتافيو موستو عام 1690م، وهذه النافورة تشير إلى عناصر الحياة الأربعة، وهم النار والهواء والماء والأرض، وكأن الحديقة هي أصل الحياة في المدينة، وهناك معرض خاص بالتماثيل المصنوعة من الرخام، وبعد أن تم تصميم الحديقة عام 1690م بواسطة يوهان برنارد، تم إعادة تشكيلها عام 1730م وهذا التغيير في الحديقة كان كليًا.
4- نهر سالزاك، ورحلات القوارب
القارب البانورامي الأول والأخير في العالم، موجود على ضفاف نهر سالزاك، (أماديوس زالتسبورغ) إنه الأكثر مثالية وروعة في العالم؛ لأن هذا القارب يمكنك من رؤية المدينة بكل معالمها، بالإضافة إلى أنك في جولة بحرية فريدة من نوعها، والرحلة بهذا القارب تسير إلى 8 كم، وهذه مسافة كبيرة تمكنك من التعرف على معالم المدينة كلها، فأنت تمر على قصر باروكي، والنوافير الأشهر في النمسا، بالإضافة إلى رؤية الشرفة الخاصة بفيلم صوت الموسيقى الساحرة، إن هذه الجولة ستعرفك على جبال زالتسبورك، إذا كنت من طالبي السياحة في زالتسبورغ، يمكنك رؤية كل المعالم من خلال هذا القارب الوحيد في العالم.
5- دير ومقبرة القديس بطرس
في هذا الدير سترى أجمل المناظر الطبيعية، وهذه الكنيسة تم بناءها عام 700 م، وهي تعد أقدم المقابر، وفي هذا المكان يخلد الكثير من الفنانيين والعلماء والمشاهير، من أبناء المدينة، ما يجعله من أهم أماكن السياحة في زالتسبورغ على الإطلاق، وهذا المكان به الكثير من الزهور المثيرة، والمناظر الرائعة، والتاريخ المميز لفئة محببة، لدى أبناء شعب زالتسبورغ.
6- أماكن تصوير فيلم صوت الموسيقى
إذا كنت مولع بالأفلام فهذا سيفيدك كثيرًا في زالتسبورغ؛ لأن في عام 1965م، شهدت المدينة تصوير الفيلم الرائع صوت الموسيقى، هذا الفيلم بطولة جولي أندروز، وكريستوفر بلامر، لكن كيف ينفعك هذا الفيلم في التعرف على أسرار السياحة في زالتسبورغ، إن الفيلم يعرض لأشهر وأجمل الأماكن، وأقدمها في المدينة، فبعد مشاهدة الفيلم ستتمنى أن تتعرف على قلعة هلبرن، وقلعة ليوبولد سكورن، وكذلك التعرف على دير نونبرغ، وبحيرة وولفغانغ، وحديقة ميرابل، والأكثر جذبًا في هذا الفيلم الموقع الذي تم فيه إتمام الزفاف ومراسمه إنها كنيسة موتدزي، كل هذه المواقع تمثل زالتسوبرغ بشكل كبير.
التسوق في زالتسبورغ
التسوق في أي مدينة عالمية يحتاج إلى بعض العوامل التي تساعد على ازدهاره، ربما تكون أماكن السياحة في زالتسبورغ من أهم العوامل التي ساعدت على تطور التسوق هناك، فهي مدينة تجارية بنسبة كبيرو، وعدد السياح يزيد سنويًا، بسبب مواقعها التاريخية، والثقافة تساعد في بناء الكثير من العلاقات لزيادة عدد الزوار، بالإضافة إلى موقع المدينة المميز، ومناخ زالتسبورغ المشوق والغير متوقع، من العوامل المساعدة.
أما العوامل التسوقية، فهي الأهم فساحة المدينة القديمة، بها الكثير من المتاجر العارضة للكثير من الأكسسوارت النمساوية البديعة، أما الماركات العالمية فستجدها في المراكز الكبيرة في المدينة، وهي تقدم الكثير من الصيحات العالمية، والنمساوية الجميلة؛ لأن هناك الكثير من المصممين النمساويين المبدعين، لهذا لا تفوت هذه الزيارة الرائعة، لأسواق مدينة زالتسبورغ.