مملكة الرومان الخفية، وعاصمة النمسا الإدارية، غراتس أرض الطبيعة الساحرة، وأرض العلوم البهية، إنها أكبر المدن النمساوية بعد فيينا، وهي عاصمة ولاية يستريا، إنها تضم أربع جامعات عالمية؛ لهذا تعتبر مدينة النور النمساوية؛ لأنها منارة العلم، وتضم أماكن السياحة في غراتس العديد من المعالم الفريدة.
غراتس تقترب جدًا من العاصمة، فهي على بعد ساعتين من فيينا، وكذلك مدينة لينتز، وهذا القرب من أهم المدن في النمسا أعطى أفضلية كبيرة للمدينة، فقربها من أهم المدن النمساوية يجعلها محط أنظار الجميع والكل ينتظر من المدينة الازدها وآداء الواجب التاريخي على أكمل وجه وهي مدينة تتمتع بالجغرافية المناسبة لتتأهل إلى أعلى المراتب.
لكن أهم من هذه الخلفية الجغرافية لغراتس، أن تعرف أن معنى الكلمة أنها قلعة صغيرة، وهي تعد كذلك في عهد الرومان، إن غراتس أهم المدن الرومانية على الإطلاق، لهذا لن تجد أهم من هذه المنطقة التي تعد كنز الرومان المفقود، إنها مدينة مليئة بالغابات، وتحاط من ثلاث جهات، وتضم نهر مور، ولا نعرف هذا التناقض بالسياحة في غراتس هل هو مميز لهذه المدينة أم أنه عامل سوء.
من الصعب أن تجد مدينة إدارية تجارية، تحافظ على التراث، حتى تدخل في قائمة منظمة اليونسكو الخاصة بالتراث، فهذا يعني أن المدينة عبارة عن منطقة تراثية بكل ما فيها، وهذا هو الواقع في هذا المدينة الخالدة بتراثها العبقري، ومع هذه التجارة والآثار، تجد غراتس تعمل على جميع ألوان الفنون، فهي مدينة ثقافية إلى أبعد الحدود.
وهي تحتل المراكز الأولى في العلم فبها أكبر الجامعات العالمية، وكل هذا بالإضافة إلى الطبيعة الساحرة بغاباتها ونهرها وجبالها، كل هذا الخليط ما هو نتاجه، إنه يسبب الزهول للزوار، وأنا أسأل الآن ما بالك بأهل مدينة غراتس.
عليك أن تتعرف على أهل هذه المنطقة الرائعة، لتعرف كيف أثرت كل هذه العوامل على انفرادهم، وقدرتهم على الإبداع، ووضوح هذا الإبداع يظهر في الأبنية الحديثة، والمواقع التي يتم تجديدها بشكل دائم دون المساس بأي أثر عبقري قديم لهذا الموقع؛ لأن المدينة تعرف كيف تحافظ على تراثها.
الفنان يحافظ دائمًا على آلته الموسيقية، وفي المدينة كل مبنى يعزف بروح عصره، وأهل المدينة العازفون يحافظون على هدوئهم، والمهرجانات تقام في المدينة؛ لتعبر عن جميع هذه الألوان في مكان واحد، ففي أحد المواقع الطبيعية الخلابة، وبين تراث الموقع العبقري، تجد أهم الأعمال الفنية الثقافية، فهذه المهرجانات توضح امتيازات المدينة فلا تفوت زيارة غراتس آلة الرومان العنيدة، وصعبة المنال.
تاريخ مدينة غراتس
المدينة الرومانية الأكثر إثارة، حيث تزخر أماكن السياحة في غراتس بالعديد من المعالم التي تجعلها مدينة النزاع النمساوي الدائم، غراتس تعرضت للكثير من حلقات محاولة الاقتحام، إلا أنها في معظم الأوقات حافظت على نفسها، واستطاعت أن تسيطر على الموقف، وفي العهد الروماني للمدينة، اعتبرت أحد المواقع التجارية المميزة، وكانت أحد المدن الهامة لهم، ودافعوا عنها بشكل كبير جدًا، وحفروا في غراتس ذكراهم، بأجمل القصور، والسدود المانعة لأي معتدي، ووضوح قيمة الحفاظ على الأرض ومدى حب الرومان لإتمام الأعمال في أبهى الصور.
وكذلك العصر الباروكي المميز، تم تغير واقع الشوارع في غراتس، فأصبحت تتلون بلون هذا العصر المميز، أما السلوفيون فهم أصحاب القلعة الصغيرة في غراتس، وكانت السد المنيع لهم، وغراتيس هي تلك القلعة الحامية، التي بها سميت المدينة أيضًا.
في عام 1128م أصبحت المدينة من أهم المراكز التجارية في العالم، وأخذت المكانة المناسبة بين جميع المدن. وفي عهد رودولف الأول زاد الاهتمام بالمدينة، حتى حصلت على الكثير من الامتيازات، التي وضعتها في الصدارة.
وعام 1585م تم إنشاء الجامعة الأولى في المدينة، على يد تشارلز الثاني، وهذه الخطوة تدل على مدى التطور الذي شهدته المدينة، وحالة الاستعداد لتصبح منارة العلم في النمسا، غراتس تعرضت للكثيرمن محاولات الهجوم والاحتلال، إلا أن المدينة حافظت على استقلالها أمام المجريين الذين حاولوا، وفشلوا في اقتحام أسوار غراتس المنيعة عام 1481م.
وفي عام 1529م وكذلك عام 1532م حاولت قوات الأتراك السيطرة على المدينة، إلا أن سدودها المنيعة وبسالة أهلها المعروفة، منعت هذا الاحتلال، وزرعت اليأس في نفوس العثمانيين.
وفي عام 1797م استطاع نابليون السيطرة على المدينة، لكن هذا لم يدم إلا قليلًا؛ لأن المدينة قاومت لتتعرض لهجوم آخر من فرنسا عام 1809م، وفي قريب الأحداث نرى هتلر يزور المدينة ويرحب بها نازية في عام 1938م. والآن هي المدينة النمساوية الأكبر، وصاحبة النفوز السياسي والاقتصادي في العالم الغربي كله.
موقع غراتس المميز
تقع مدينة النمسا الإدارية في ولاية ستيريا، وهي العاصمة الولاية، وتعتبر غراتس من أكبر المدن النمساوية، وغراتس تقع في جنوب شرق النمسا، وتقع المدينة على ضفاف نهر المور، وهي منطقة غابية أي أن غراتس تحاط بالتلال من ثلاث جهات، فهي طبيعة جذابة للغاية، إن عاصمة النمسا الثانية محاطة بالغابات، وبها أحد أكبر الأنهار في العالم، فهو موقع يعطي غراتس الكثير من الامتيازات، ويضعها في المقدمة ويجعلنا ننعرف أحد أسرار السياحة في غراتس الجميلة.
مناخ غراتس
غراتس التي تطل على نهر المور، وبها ثلاث غابات تحيد بها، لابد أن جوها يبدو مختلفًا عن الجو العام للنمسا، إن غراتس تحافظ على توسط درجات الحرارة في معظم أوقات العام، إلا أن الشتاء في مدينة غراتس صعب جدًا، وقارس، لأن المنطقة تعد مفتوحة إلى حد، ما مما يؤثر على سرعة الرياح، ويعطينا جو ينزل عن الصفر بكثير، والأمطار في المدينة مستمرة طوال فترة الشتاء، وكذلك الثلج، إلا أنه جوها ممتع لمماسة الرياضات الشتوية، وفصل الصيف في هذه المدينة يبدو أقل من المدن المجاورة، حتى أن درجة الحرارة لا تصل إلى 30 درجة مئوية، وهذا يعني أن فصل الصيف في غراتس ممتع وهادئ.
أماكن السياحة في غراتس
إن مدينة تجمع التاريخ والموقع والمناخ، متصدرة قائمة الدولة في كل شيء، وهي على رأس قائمة اليونسكو للتراث، انتظر من أماكن السياحة في غراتس العديد من التجارب الرائعة؛ إنها مدينة تاريخية بديعة، تأخذك من الواقع إلى الماضي؛ لتعرفك على المسار التاريخي، الذي يجب على المدن اتباعه حتى تحافظ على أبهى صور التراث، مدينة غراتس تعرف كيف تجمع بين القديم والحديث، فهي تمسك بزمام التراث والثقافة، ومن هنا يتضح لنا أهيمة السياحة في غراتس. مدينة كبيرة وعريقة؛ لأنها تعرف كيف تساهم في بناء مستقبل النمسا، من خلال أكبر الجامعات في العالم، ومن خلال المسارح والعروض المقدمة الغاية في الإبداع. اترك نفسك لهذه المدينة تعرفك على مستقبلك في مجال حبك، إن كان سياسي أو ثقافي أو حتى تاريخي، ومن أماكن السياحة في غراتس هذه.
1- قصر إيجنبيرغ.
يمثل القصر أهم أماكن السياحة في غراتس على الإطلاق، ففي هذا القصر تجد 31 غرفة، وفيه أيضًا 52 بوابة، وله أربعة أبراج عالية تحميه وتحافظ عليه من أي اعتداء، إنه قصر يضم أكبر عدد من الحدائق في غراتس، والمسطحات الخضراء حول القصر مميزة جدًا، أما التصميم الداخلي للقصر فهو بديع، إن القصر قد مر بالكثير من مراحل التطوير، التي جعلت منه نسخة تراثية بديعة، إن تصميم القصر، ونقوشه بديعة وتميز العصور الساكنة للقصر كلها.
2- متحف يوانيوم العالمي.
هذا متحف تبرع به الأمير يوهان في القرن التاسع عشر، وهو أكبر المتاحف الفنية في النمسا، إنه يقدم بعض الفنون الطبيعية البارزة والمميزة، وهذا المتحف يعبر بشكل كبير عن الولاية، لهذا يعتبر المتحف من النوادر النمساوية.
3- تلة شولسبيرغ.
هذه التلة توجد في وسط المدينة، وهي تلة تغطيها الأشجار في شكل مميز وبديع، إنها أحد الأماكن الطبيعية الخالدة في النمسا كلها، إن هذه التلة الآن تعتبر أحد الحدائق الهامة في غراتس، وهي تعطي للزوار مشهد بانورامي مميز جدًا للمدينة، ويرسم معالمها أمام السياح.
4- جزيرة المرينسيل.
هذه الجزيرة الزجاجية والفولاذية، تم تصميمها عام 2003 عندما تم الإعلان عن مدينة غراتس بأنها عاصمة الثقافة الأوروبية، وتم صنعها على يد الأمريكي فيتو أكوانسي الرائع؛ لأن هذه الجزيرة ساحرة باللون الأزرق، وفي هذه الجزيرة تقام الحفلات المائية، البديعة والكثير من الحفلات الغنائية في جزيرة الثقافة في غراتس.
5- مستودع الأسلحة ستيريا.
في هذا المستودع ستجد مجموعة من الأسلحة التي يرجع تاريخها إلى آلاف السنين، فهو يوضح تاريخ المعدات والأسلحة المستخدمة في الحروب على مر العصور، وهذا المستودع فيه أكبر مجوعة من الأسلحة، ففيه أكثر من 32 ألف قطعة من الأسلحة المميزة والنادرة.
6- المدينة القديمة في غراتس.
المنازل في المدينة القديمة لونها أحمر قرمزي، وشوارع المدينة ضيقة، وتحمل عبق التاريخ، وروح التراث البديع، إن هذا الجزء من غراتس نادر الوجود، لأن هذا الجزء يعد هو السبب في ضم المدينة، إلى قائمة اليونسكو، لأن وسط المدينة القديم مر عليه آلاف السنين، وهو يحافظ على بهائه.
التسوق في غراتس
إن المدينة تقدم أروع الأمثلة في السياحة؛ لأن جوانب المدينة كثيرة جدًا، وفي مجال التسوق، فإن المدينة مليئة بالشوارع الرائعة والساحرة، وفيها الكثير من المراكز التجارية العالمية، والصيحات المميزة توجد في غراتس التاريخية، إن المتاجر الخاصة بالمدينة تقدم للسياح الكثير من العروض، والهدايا الرائعة، وهذا الأمر أحد مميزات السياحة في غراتس؛ فإن المدينة تترك أثر في نفوس كل الزوار.