أرض الجنوب النمساوي المنعزل، مدينة الشريان الأروبي، إنها فيلاخ أشهر المدن الجنوبية في النمسا، فيلاخ تحتل المرتبة الثانية بين مدن ولاية كيرنتن من حيث عدد السكن، وهي مدينة صغيرة الحجم، لكنها مدينة مهمة جدًا، لأنها تمثل مفترق الطرق الجوية للنمسا، ما أعطى سمة إضافية إلى أماكن السياحة في فيلاخ الرائعة.
فيلاخ أقرب لإيطاليا منها إلى النمسا، وربما هذا الأمر أعطى الكثير من الزوار الظن بأنها ليست تابعة لمدن النمسا، وهذا الأمر يزيد من عدد المتشوقين لمعرفة أسرار هذه المدينة الغير معروفة بين المدن النمساوية، وهي كذلك قريبة من سلوفينية، وهذا الجو المتنوع يجذب نوع معين من الزوار؛ لأنه من الغريب أن تختلف الدول حول مدينة واحدة، والاختلاف نابع من نفوس الزوار.
فهي مدينة تحتاج إلى أكثر من زيارة؛ لتتعرف على أسرارها، فهي مدينة رومانية تتمتع بالقلاع والقصور والكنائس الأكثر من رائعة، ومن هنا يتسأل البعض كيف يغفل كثير من محبي التراث عن هذه المدينة، وربما كانت الإجابة عند محبي الطبيعة؛ لأن المدينة تقتسم نهر الدانوب مع بعض المدن، إلى جانب أنها تأخذ الجزء الأكبر من جبال الألب.
هذه الطبيعة تحدد ملامح المدينة؛ لأن المدينة تعلمت كيف تحافظ على تراثها، لتحتل المرتبة الأولى بين المدن المحافظة على جبال الألب، ونهر الدانوب يجعلها مدينة ساحلية، بالرغم من أنها تقع في وسط أوروبا، ولا تتطل على أي من الشواطئ؛ لأن استغلال الموارد الطبيعية طبيعة عند أهل فيلاخ .
ربما هذا الفكر النابع من قلوب أهل فيلاخ، قد تعلموه من التراث الإيطالي، فهي مدينة إيطاليا هادئة، أو من فكر سلوفينية، وربما حب الطبيعة ينبع من أهل فيلاخ النمساويين، فهي ثقافة ترجع إلى العصر الحجري الحديث.
الثقافة في مدينة فيلاخ متنوعة جدًا، فهم أهل الفن والموسيقى، وأكثر المعارض والمهرجانات في النمسا، تقام على هذه الأرض، التي تعلمت الحياة من الأراضي الإيطاليا المفعمة بالحياة وبالطاقة والإرادة، هنا نرى فيلاخ متأثرة بكل ما هو جديد، حتى أن الأزياء في فيلاخ تعتبر إيطاليا، والمأكولات فالبيتزا الإيطاليا لن تخرج إلا من فيلاخ.
فيلاخ محاصرة بالتضاريس الطبيعية، ولها طباعها الخاصة، رغم كل تلك الاكتسابات؛ لهذا ستجد نوع من الموسيقة الخاصة بالمدينة الساحلية، أماكن السياحة في فيلاخ تعتمد على تنوع الثقافات، وكذلك تنوع الحضارات، وربما روائع الطبيعة الأكثر تأثيرًا، وهي السبب في تطور السياحة حتى وقتنا هذا.
فإن فيلاخ تعتبر الآن من أهم المدن السياحية، وتعتمد في اقتصادها على السياحة، حيث أماكن السياحة في فيلاخ هي سبب ارتقاء أبناء المدينة، وارتفاع مستوى المعيشة؛ لتصبح أحد المدن المنافسة في جودة المعيشة، فهي مدينة صغيرة غنية، وعدد أهلها صغير لكنهم يعرفون كيف يتمتعون ويمتعون بما لديهم.
تاريخ مدينة فيلاخ
الأحداث في هذه المدينة متتابعة؛ لأنها مرت بالكثير من الحروب والحرائق والزلازل، وتحمل أهل فيلاخ الكثير، ومرت بالمدينة بعض الأزمات التي أدت إلى خروج أهل فيلاخ، كحروب دينية داخلية، وأصعب خروج من مدينة يحدث عند اضطهادك دينيًا، وهذا ما حدث بين الطوائف المسيحية في فترة من زمن بفيلاخ.
الآثار الأولى في المدينة ترجع إلى العصر الحجري الحديث، وقرب فيلاخ من جبال الألب وكذلك نهر الدانوب جعل المنطقة مؤهلة للسكان، والآثار التالية تابعة للرومان، الذين سكنوا فيلاخ، وتركوا بعض الآثار، التي من خلالها استطعنا معرفة الفترة التي قضوها على أرض فيلاخ، لأنها لم تذكر في المواثيق كمدينة إلا في فترة متقدمة.
أول ذكر لفيلاخ بين السجلات كان عام 1240م، والقرن 16م أصبحت مدينة مشاركة في الأحداث ولها عمدة، ومن الأمور الطبيعية التي حدثت لفيلاخ زلزال فريولي، الذي دمر الكثير من معالم المدينة، وكان في عام 1348م.
في عام 1690 وقع زلزال آخر، ليهدم الكثير من الآثار الرومانية الخاصة بالمدينة، تعرضت المدينة في هذه الفترة لبعض الحرائق الهائلة، التي قضت على جزء آخر من معالم المدينة، ومع كل هذه الوقائع التي أثرت على المدينة.
نجد الصراع الدينية ينهي ما تبقى من حب أهل فيلاخ، ففي عام 1526م، والفترة التالية لهذا التاريخ قامت الصراعات بين الإصلاحيين والمواطنين البروتستانت، وهذه الخلافات أدت إلى التكفير والقتل، وهنا يلجأ أهل فيلاخ إلى الهرب؛ للنجاة من الموت.
تكتمل مأساة فيلاخ بشراء الإمبراطورة ماريا تيريزا للأرض في عام 1759م، فلم يعد أحد يملك شيئًا من أهل المدينة، وأصبحت مدينة فرنسية أثناء الحروب النابليونية، ولم تعد إلى النمسا إلا في عام 1813م، وبعد هذا التاريخ بدأت المدينة في التطور والزدهار.
إلا أن المأساة المعتادة لفيلاخ تظهر في الحرب العالمية الثانية، حيث تم قذف المدينة أكثر من 37 مرة، وهذا العدد المهول من القذائف، قضى على 85% من مباني فيلاخ، وقتل عدد كبير من أهل المدينة، إلا أنها الآن من أشهر المدن التجارية والسياحية، ولها خلفية تاريخية تفخر بها، بالإضافة إلى شتى أنواع الترفيه التي تتمتع بها.
موقع مدينة فيلاخ
تقع مدينة فيلاخ في أقصى الجنوب للنمسا، وهي ضمن مدن ولاية كيرنتن، وجبال الألب تمر على هذه المدينة الرائعة، لتجعل فيلاخ مدينة جبلية بامتياز، وأهم أنهار فيلاخ ووسط أوروبا نهر الدانوب، وعدد سكان فيلاخ 59.089، وهذا عدد قليل جدًا، وتعتبر فيلاخ هي الرابط بين النمسا وإيطاليا وسلوفينية، حتى أن موقع المدينة يشكك الجميع في كونها مدينه لأي دولة من الثلاث؛ إنها مدينة حدودية.
مناخ فيلاخ الرائع
السياحة في فيلاخ تزيد في فصل الصيف؛ لأن جو المدينة معتدل طوال فترة الصيف، ويقام الكثير من المهرجانات والعروض على ضفاف نهر الدانوب، وفصل الشتاء صعب جدًا في فيلاخ، لأنه جو جبلي، وهذه المنطقة بها كثير من الرياح، التي تسبب انخفاض درجة الحرارة، إن أكثر فترات الشتاء تصل درجة الحرارة
إلى التجمد، بالإضافة إلى الأمطار الكثيفة، والثلج متواجد بكثرة فوق أسطح الجبال والمرتفعات، وفصلي الربيع والخريف جوهما هادئ إلى حد ما، إلا أن فصل الصيف هو الوقت المفضل لدى زوار المدينة.
أشهر أماكن السياحة في فيلاخ
في فيلاخ أنت بين أكثر من اختيار، وكذلك في اختيار حتى بين أي الدول تفضل، فأنت على الحدود الإيطاليا، وفي مدينة نمساوية خلابة، ومن هنا يمكنك أن تتعرف على أكثر من ثقافة، وهذا ما يميز السياحة في المناطق الحدودية، والتاريخ العميق يكثر في هذه المناطق؛ لأنها مناطق حيوية ويزيد عليها الصراع دائما، فبالتأكيد هناك قلاع عملاقة وقصور فاخرة، والمتاحف التي تضم مجموعة ضخمة من منتجات الأمم السابقة، والطبيعة تعطي أماكن السياحة في فيلاخ جوًا مختلفًا؛ لأن الجميع يحب التمتع بألوان الجبال الرائعة، ونشاطات المرتفعات الغير تقليدية، ونهر الدانوب يعطي السياحة المائية مذاقًا رائعًا، وفيلاخ تجمع بين الثقافة والفنون والطبيعة، وتضم إليهم روعة التاريخ، لتصبح رسمة رائعة في سماء النمسا. ومن أماكن السياحة في فيلاخ.
1- قلعة لاندسكرون
تم الانتهاء من هذه القلعة عام 1330م؛ لتصبح أقدم وأعرق القلاع الموجودة في فيلاخ وفي النمسا، وتم تصميم القلعة على تلة بارتفاع 676 مترًا، ومع هذا الارتفاع، وهذا القدم أنت مع أبرز أماكن السياحة في فيلاخ كلها، لأن الرؤية من أعلى القلعة بانورامية تقدم لك صورة كاملة عن جبال الألب، وكذلك بحيرات فيلاخ، وجزء من المدينة الرائعة، وعمق اختيار مكان القلعة يوضح لك مدى الاهتمام لتخرج القلعة في صورة فريدة ومميزة، ويمكنك أن تشاهد أحد عروض صيد الصقور التي تقام في القلعة، فهو موقع مميز لكثير من العروض الرياضية والفنية، هي قلعة تتناسب مع أساليب السياحة في فيلاخ المختلفة.
2- متحف فيلاخ
هذا المتحف لمحبي التراث، والمتشوقيون لمعرفة تاريخ المدينة، المتحف يعرض لأروع الأعمال الفنية القوطية، ويسلط الضوء على أكثر الأعمال احترافًا في فيلاخ على مر التاريخ، والأعمال تتضمن القطع النادرة وألوان الفنون المختلفة، واختلاف الثقافة، ومن اللوحات الجميلة الموجودة في المتحف أعمال توماس فون القوطي الأشهر، وهناك مجموعة من الأحجار التي تخص الرومان، وتعتبر ذات قيمة تاريخية ومعمارية مختلفة.
3- منتجع ثيرمن الصحي
هو منتجع رائع على مستوى النمسا، ويعتبر هذا المنتجع من أهم أماكن السياحة في فيلاخ على الإطلاق، لأنه يجذب سنويًا قرابة النصف مليون شخص، وهذا العدد يأتي للخدمات المقدمة، فأحواض السباحة الساخنة، والحمامات الساخنة جذابة للغاية، وتتمتع بالهدوء الازم للاستجمام، وصالة التدليك في هذا المنتجع تتيح لك حياة جديدة، ويمكنك التمتع داخل المنتجع بأفضل الوجبات العالمية، في أحد المطاعم الأشهر في النمسا.
التسوق في مدينة فيلاخ
في مدينة تتمتع بالمواقع المثيرة، وبالكثير من المناطق الطبيعية، والمزارات الترفيهية، لابد أن أماكن السياحة في فيلاخ لديها مخزون تسوقي عظيم، إن أهل فيلاخ يتمتعون بروح الدعابة، وحب الانفراد، ومن هذا المنطلق جاءت متاجرهم على أشكال مختلفة، حتى أن الأسواق تأخذ طبيعة رائعة، فأنت بين متاجر بها كل ما تتمنى، ويمكنك أن تحصل على كل ما تريد من صيحات حديثة، ومن أزياء مميزة، لأن المصممين يتمتعون برؤية متفردة، ودقة في التصميم، والماركات العالمية ستجدها في أحد المراكز الشهيرة الموجودة في وسط المدينة، ستستمتع برؤية أروع العروض، وخاصة في فصل الصيف، فهو موسم التسوق والعروض في فيلاخ.