زهرة العصور الوسطى، أرض المهرجانات العالمية، مدينة تكتسب الثقافة من أربعة شعوب بالتساوي، إنها بريغنز مدينة النمسا الأصغر والأشهر، بعد الحرب العالمية الأولى أصبحت شبه مدينة سويسرية، وهي الآن نمساوية أصلية. اكتسبت أماكن السياحة في بريغنز ثقافتها من سويسرا وألمانيا وليختنشتاين وبالتأكيد النمسا، وبهذا تعتبر بريغنز المدينة الأغرب بين مدن العالم كله، ولو لم تحصل إلى الآن على ما تستحق من الشهرة، بريغنز مدينة تقع في أقصى الغرب النمساوي، وهي عاصمة ولاية فورارلبرغ.
اعلم أن هذه الولاية أصغر الولايات في النمسا، فنحن نتحدث عن قطاع هادئ إلى الغاية، ربما هذا ما يميز مدينة بريغنز، ويعطي لها هذا التنوع؛ لأن الشعب يقبل بكل ما هو جديد، حتى أن الاستفتاء بعد الحرب العالمية الأولى كان ب80% قبول الانضمام إلى سويسرا، لولا رفض الحكومات والمواقف السياسية، لكانت مدينة سويسرية.
نحن أمام شعب متفتح يقع على بحيرة كونستانس، أحد أكبر البحيرات العذبة في وسط أوروبا، أماكن السياحة في بريغنز طبيعية لدرجة كبيرة؛ لأن المدينة تقع على هضبة عند جبال الألب، لتصبح المدينة تقاطع للطرق الشريانية الخاصة بنهر الراين الأشهر، وهنا تظهر خدمات السفن والأنشطة المائية، والمناظر الطبيعية الغنية.
هذا الوهم الطبيعي يزيد سحرًا، بإضافة الثقافات المختلفة إليه، لأنك في منطقة تتحدث أكثر من لغة، وتعرف أكثر من عادة، وأكثر من تقليد، مهما اختلفت الثقافات تتناسق مع بريغنز بصورة ما، إنه شعب سحري، ويكفي أن أكبر مهرجان صيفي مائي يقع في بريغنز، لأنها الأولى في استقبال الكثير من الشعوب.
ورغم كل هذه الروعة لا نرى نجم بريغنز يسطع في سماء الغرب، وتاريخ المدينة حافل بالقصور والقلاع، التي تأخذ شكل كل الثقافات السابقة؛ لأن موقع المدينة الممتاز جعل منها ممرًا مناسبًا لكل الحضارات، فلا نجد حضارة إلا وتركت الأثر في بريغنز.
المدينة الألمانية الرائعة بصغرها ورقيها، لأن أبناء المدينة تعلموا من الألمان على مر العصور كيفية الرقي، وكذلك الانفراد، فهو شعب متفرد في كل شي، وأما سويسرا فقد علمت هذه المدينة الصغيرة عزة النفس والتعالي، أما النمسا فهي أرض التراث والأجداد، فقد علمت أولادها كيف يحفظون أسرار الماضي، وينشرون المواعظ في ربوع الأرض بثقافتهم وحبهم، فهي مدينة السلام.
لهذا نجد السياحة في بريغنز تزيد كل يوم، بعد أن عرف العالم خصوصية هذا الشعب المتألق، والغير تقليدي، فهي مدينة تقدم الكثير لزوارها، حتى أن السياحة في بريغنز تحتل الصدراة في فترة الصيف؛ لأن المهرجان المقام على ضفافها يحمل الرسائل للعالم كله.
تاريخ مدينة بريغنز
ينبع تاريخ بريغنز منذ القدم، لأنها مدينة احتلت مكانة مميزة عبر التاريخ، وقد سكنت المدينة في القرن 15 قبل الميلاد، وبهذا تعد المدينة من أوائل الأماكن التي تم تعميرها في النمسا، وبعد أن استقر فيها الكلت، وأصبحت مدينة محصنة.
أتى إليها الرومان لتصبح أحد مدنهم، وكما نعرف اختيار الأماكن يعتمد على مكانة المنطقة التجارية والعسكرية، وهذه المدينة المطلة على بحيرة كونستانس، تعد مدينة مميزة جدًا للرومان، حتى أنهم قامكوا ببناء القلاع والقصور، واستطاعوا السيطرة على البحيرة، وكذلك المنطقة.
وفي عام 50م، أصبحت بريغنز بلدية رومانية متفوقة في كثير من المجالات، إلا أن الألمانيين عرفوا قيمة هذه المنطقة، وأن المسيطر على هذا المكان، يصبح متحكم في حركة المياه وحركة التجارة لأكثر من دولة، ومن هنا سيطر الألمان على المنطقة.
استطاع الشعب الجرماني فرض ثقافته، وأبنيته على المنطقة، وعلى مدينة بريغنز، ومن تلك النقطة بدأت المدينة في كثير من التحديات، فنجد المبشريين مثل سانت غال، وسانت كولومبانوس، ينشرون أفكارهم ويؤثرون على حركة المدينة، وهذا الأمر هو الأكثر شهرة في القرن 7م، حتى أصبحت بريغنز مقرًا للحكم في فورارلبرغ.
منذ ذلك الحكم زادت الصراعات والمنافسة بين المناطق المجاورة على بريغنز، وفي القرن 16 نستطيع أن نقول أن بريغنز مدينة نمساوية، تم استعادتها بمقابل مادي، إلا أن الفترة التالية قامت السويد باحتلال بريغنز وهذا الأمر استمر إلى القرن 19م.
بعدها أصبحت ولاية بافاريا، وهذا الأمر استمر لفترة وجيزة، وتم تزويد المساحة الخاصة بالميناء، وزادت شهرة المدينة وازدهارها، وأصبحت مدينة نمساوية متألقة، ولم تمر بريغنز بصعوبة إلا بعد الحرب العالمية الأولى، عند أوشك السويسريون في ضمها إليهم، أما الآن فهي المدينة المزدهرة في غرب النمسا الأقصى، وكل هذه المواقف التاريخية توضح لنا ملامح المدينة، وموقعها الذي سبب لها الكثير من النزاعات.
موقع بريغنز الرائع
تقع بريغنز في الأقصى الغربي لجمهورية النمسا، وهي عاصمة ولاية فورارلبرغ، ومن الدول القريبة من بريغنز والذين ساعدوا على رواج أماكن السياحة في بريغنز النمساوية، سويسرا، فهي تأتي موجودة بغرب المدينة، ونجد ألمانيا في شمال غرب المدينة، وهذه المدن المحيطة ببريغنز تعطيها الكثير من الشهرة، والقدرة الثقافية، ونجد المدينة تقع على الضفاف الشرقية الخاصة ببحيرة كونستانس، وهي أحد البحيرات الشهيرة في العالم، أما المدينة بشكل عام فتقع على هضبة متصلة بالبحيرة في منظر وهمي، فهي مدينة طبيعية إلى حد كبير، لأن وادي الراين الأشهر يتقاطع في هذه المنطقة المميزة، ومن الصعب أن تجد منطقة تتمتع بالجبال والبحيرات والأنهار والدول المحيطة كبريغنو، إنها مدينة مختلفة.
مناخ أرض المهرجانات
تتمتع بريغنز بالجو المعتدل طوال العام، فهي منطقة مميزة جذًا، والشتاء في بريغمز معتدل إلى حد ما، إلا أن بعض الشهور تقل فيها درجة الحرارة جدًا، ويزيد تساقط الأمطار، وكذلك وجود الثلج بكثرة فوق الجبال، وفصلي الربيع والخريف من الفصول الممتعة في بريغنز؛ لأن الجو يصبح متوسط، ومناسب للرحلات التاريخية، والأنشطة الصيفية والسياحة في بريغنز تتألق في شهر الصيف، فبرغم ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير، إلا أن المهرجانات التي تقام على ضفاف البحيرة، تنعش الجو، وتجعل الصيف أفضل أجواء المدينة وأفضلها.
أشهر أماكن السياحة في بريغنز
من النادر أن نجد مدينة غير ساحلية تشتهر بمهرجاناتها الصيفية والمائية، وهذا الأمر النادر يحدث فقط في المناطق الأروع على هذه الأرض، إننا في أعرق منطقة تاريخية؛ لأن الأحداث التي وقعت في المدينة ليست بالهينة، ومن هذا المنطلق ستجد الكثير من المتاحف التي تعرض للكثير من التحف الخاصة بالأمم التي عاشت على أرض بزيغنز، والكنائس تحتل مرتبة رائعة في المدينة، وكذلك القصور والقلاع، فأنت بين مجموعة متميزة من الآثار التاريخية، التي تعرفك على أدق تفاصيل المدينة، والطبيعة الخلابة في المدينة ستطلعك على مستقبل بريغنز، وأن هذه المدينة تشكل الطبيعة بإرادة ثقافتها، فهي ثقافة الاختلاف، وكذلك المعالم الطبيعية في بريغنز، فأنت في مدينة ليست ساحلية، وأكثر زيارتها في الصيف، أين التناقض ليس تناقضًا؛ لأنها تقدم الأفضل في كل شيء، فهي مدينة تقيم أشهر المهرجانات على الماء في أشهر الصيف الرائع، وحاضر المدينة ثقافي بمسارحه وفنونه، فهي مدينة تعبر عن أربع دول، وتدع الكل يتعجب من دمج هذه الثقافات الأربع. ومن أهم أماكن السياحة في بريغنز نذكر ما يلي.
1- متحف فورارلبرغ
تم تأسيس هذا المتحف عام 1857م، ليصبح الصرح المناسب لحماية ثقافة المدينة الفنية والتاريخية، إن هذا المتحف يضم عدد كبير من التحف الفنية، والتي تخلد الفترات التاريخية التي مرت على المدينة، إلا أن المتحف يتميز في حفظ تاريخ الكثير من الدول، فهناك بعض التحف الأثرية الخاصة ببعض الدول، وهذا يثير الزوار؛ لأنك قد ترى أثر يحفظ جزء من تاريخ بلدك في مدينة بريغنز، مما يزيد من حبك لهذه المدينة، التي تقدم كل شيء لحماية تاريخ العالم الفني والثقافي والتراثي.
2- كنيسة القديس جالوس
تقع هذه الكنيسة العريقة في الجنوب الشرقي لوسط المدينة، وترتفع عن الأرض لينحدر منها وادي الخور، وهي كنيسة كاثوليكية رومانية، ومن هنا يتضح لنا كيف كان تصميم هذه الكنيسة، إنها دقيقة جدًا، وتعكس مدى اهتمام الرومان ببريغنز، وكيف يوثقون ذكراهم في المدينة. فيأتي البناء على شكل فخم وراقي بدرجة كبيرة، وتعتبر كنيسة القديس جالوس من اهم أماكن السياحة في بريغنز على الإطلاق.
3- دير بريغنز
تأسيس الدير كان بعد أن استقر القديس كولومبانوس في المدينة عام 611م، وبهذا التاريخ يعد هذا الدير الأقدم في النمسا، وهذا القديس هو صاحب حركة التبشير في المدينة، وعلى يده تطورت المدينة كثيرًا، واستطاع التأثير على مجريات الأمور في بريغنز، ومن هنا كان هذا الدير أكثر الآثار شهرة في المدينة وفي النمسا؛ لأنه أحد المواقع الهامة لمحبي التاريخ، وللنصارى أيضًا، وتم تجديد الدير أكثر من مرة؛ ليحافظ على روعته ومدى أناقته، ومع بناء هذا الدير نجد بالجوار دير آخر خاص بالراهبات، يحمل أيضًا الكثير من التحف والآثار الخالدة.
4- بحيرة كونستانس
هذه البحيرة الممتدة، تمثل جزء كبير من السياحة في بريغنز؛ لأن جزء كبير من السياحة يعتمد عليها في عمل الحفلات على البحيرة والمهرجانات، وهذه البحيرة تمر على كثير من المناطق الطبيعية الرائعة، فمن خلالها سترى منظر مختلف لجبال الألب، وهذه البحيرة الرائعة تربط بين مدن نمساوية، وألمانية وسويسرية، وهذا يزيد من فخامة البحيرة.
5- المسرح العائم
هذا المسرح لا يعبر عن الروح الثقافية فقط في هذه المدينة الرائعة، بل إنه يعبر عن الانفراد؛ لأنه المسرح الوحيد في العالم الذي انطلق ليصبح عائمًا في الماء، إنه المسرح الخشبي الأكبر والأعظم في النمسا والعالم كله، ويقدم المسرح الكثير من العروض الهائلة، ويعتبر أحد مزارات العالم السياحية والمعمارية الأشهر، والسياحة في بريغنز تعتمد على هذا المسرح أطول فترات الصيف.
6- جبل فاندر
من على قمة الجبل يمكنك مشاهدة بريغنز كلها، في إطلالة بانورامية رائعة، وإن كان الجو صافي واخترت الوقت المناسب، فسترى أكثر من 240 قمة جبلية، إنها طبيعة هائلة وعظيمة، وعلى قمة الجبل يوجد حديقة حيوانات بها عدد هائل من الحيوانات البرية، وعلى القمة مجموعة من المطاعم العملاقة، وتقام عروض للطيور الجارحة من على هذه القمة الرائعة.
التسوق في مدينة بريغنز
مع هذه الدائرة الثقافية، تجد نفسك بين منتجات لأكثر من دولة، فهي أسواق بأكثر من مذاق، فكأنك تتسوق في أربع دول مختلف، تتميز كل دولة منهم بتفردها، وعروضها الخاصة، وفي هذه الدائرة ستجد كل ما تتمنى، فالمتاجر هناك تقدم أنوع من الاكسسوارات الخاصة بكل دولة، وبطابع بريغنز الخاص، فكأن المنتجات عبارة عن عملية دمج قوية، ومع المراكز التجارية تستمتع بالتصميمات الفريدة، والصيحات المختلفة، وأسواق المدينة تطل على المناظر الطبيعية، وستستمتع بالعروض الأكثر روعة في فصل الصيف، لأن الكرنفال الذي يقام في بريغنز، يجذب كل الدول، فهو الكرنفال الأقدم في النمسا. والمطاعم تقدم أشهر الأطباق العالمية.