مدينة الأثرياء، زهرة الصين المزدحمة بكل جديد، السياحة في شنغهاي تتبع كل أساليب المتع المنطقية، إذ نرى ناطحات السحاب تتجاور مع الأبنية العملاقة في تاريخها، تتداخل موسيقى المدينة لتحمل الجميع على الاستمتاع وقضاء أفضل الأوقات، على أرض سحرية.
شنغهاي تعد واحدة من أربع بلديات، تحكم بشكل مباشر من خلال الحكومة الصينية، عدد سكان شنغهاي هو الأكبر بين سكان الصين، إنها المدينة الأكثر ازدحامًا رغم خوف الكثير من زيارة شنغهاي، المدينة الإدارية التجارية، المتشابهة مع نيويورك وباريس ولندن والعديد من العواصم الإدارية والاقتصادية.
إن المدينة تقع عند دلتا نهر اليانغتسي، عند حافة مصب النهر، في منطقة الشرق الصيني الساحلي، يحد المدينة من الجهة الشرقية شرق بحر الصين، ومن الشمال والجنوب والغرب محاطة بمقاطعات جيانغسو وتشجيانغ، المدن المزدهرة أو صاحبة السمعة الاقتصادية، يخشى الزوار أن يأتوها خوفًا من صخبها، وعدم الراحة بين الأعمال الدائمة.
مدينة شنغهاي تتفوق في الجانب الإداري والاقتصادي منذ القدم، فقد حصلت على الامتيازات الفرنسية والبريطانية، وصاحبة أكثر المواني ازدحامًا في العالم، فبعد الحرب البريطانية أرغمت المدينة على التصدير والتجارة الخارجية، وتمت المعاهدات 1844م؛ لنرى الإنشاءات الفرنسية، وتوقفت التجارة الأوروبية فترة من الزمن بعد الحكم الشيوعي عام 1949م، وأصبحت التجارة شيوعية اشتراكية فقط، ليصبح أثر المدينة أقل، بعد أن تحكمت في مجريات التجارة العالمية.
بدأ الإصلاح الاقتصادي مجددًا في عام 1990م، لتبدأ الاستثمارات على أبعد الحدود، لنجد مدينة شنغهاي أحد أهم المدن التجارية، وصاحبة اقتصاد عالمي، السياحة في شنغهاي تأثرت كثيرًا بهذه الجوانب التجارية؛ لأن الكثير لم يكن يعلم شيئًا عن هذا التراث الحضاري العريق للمدينة، وما الذي وصلت إليه من رقي ثقافي، يظهر على العديد من المسارح، وبين الجامعات، والعديد من الزوار لا يدري أن المدينة بها أعداد هائلة من المعابد والقصور التاريخية، والطبيعة تتمثل في أبرز أنهار الصين، بجانب تلك الحديقة العالمية.
السياحة في شنغهاي تجارية اقتصادية، وعند اكتمال الصورة أمام الزوار سنراها تاريخية ثقافية طبيعية، قبل حتى أن ترتقي بهذا الجانب التجاري، أو حتى تنمي الميناء الخاص بها؛ لتصبح مرفأ العالم الحديث، مدينة تملك الكثير من الإمكانيات الرائعة، التي تجعلها في مقدمة المدن، وتملك مراكز تجارية عالمية، تتجاور مع الفنادق التي تتناسب مع كل الطبقات، فالكثير من الزوار يأتون لرؤية المعالم، والأكثر يأتي لممارسة العديد من الأعمال المعروفة عن تلك المدينة، التي تمثل العاصمة الاقتصادية للصين.
موقع مدينة شنغهاي
السياحة في شنغهاي ترتكز على جانبي نهر هوانغبو، حيث تقع المدينة على الساحل الشرقي للصين، وتبعد تقريبًا بمساحة واحدة بين بكين وقوانغتشو، مركز المدينة القديم يقع في وسط المدينة الحديثة، عند دلتا نهر اليانغتسي، الآخذ في الاتساع، يحد المدينة من الشمال والغرب جيانغسو، وفي الجنوب تشجيانغ، أما الجهة الشرقية فهي لبحر الصين الشرقي، تدير المدينة بعض المقاطعات الشرقية والجزر المحيطة في وسط المدينة، على الضفة الغربية من النهر يمكنك أن تشاهد الجانب التاريخي البديع، عند مصب سوتشو كريك، ويمكنك أن تربط تلك المنطقة التاريخية من خلال بحيرة تاي والقناة الكبرى، أما المركز المالي فعلى الجهة الشرقية من النهر، شنغهاي أكبر مدن الصين من حيث أعداد السكان، وهي تملك العديد من الأنهار والقنوات والبحيرات والجداول، إن المدينة غاية في التألق الجغرافي، والتضاريس الخاصة بها تحتاج إلى التأمل؛ لأنها أرض الطبيعة والمال.
مناخ أرض الاقتصاد شنغهاي
مدينة شنغهاي تتمتع بمناخ ثابت، أي أن التغيرات ليست جسيمة بل يمكنك أن تتعامل معها، الأجواء شبه استوائية رطبة، إن الشتاء فصل بارد ورطب، تهيج الرياح الشمالية في فترة الشتاء، والرياح آتية من سيبيريا، وتنخفض درجات الحرارة حتى تصل إلى ما تحت الصفر في بعض الليالي، وتساقط الثلج نادر على شنغهاي، إن الحرارة في يناير تصل إلى 4 درجات مئوية، الصيف حار، وهو أيضًا رطب، تتجاوز درجات الحرارة 35 درجة مئوية لعدد قليل من أيام الصيف، هناك بعض الأعاصير المتوقعة في فترة الصيف، لكنها غالبًا لا تحدث أي ضرر، الربيع فصل مميز على أرض شنغهاي؛ لأن الأجواء فيه مشمسة وجافة بشكل يجعلها أجمل فترات السنة، المناخ في شنغهاي يتناسب مع الحركة الدائمة، والنشاط الغريب، والصخب، لذا نرى كل شيء محسوب كأنها عملية تجارية، تتم بشكل ناجح، فكل الأوقات تتناسب مع التجارة والتسوق.
أماكن السياحة في شنغهاي
تتقاسم الطبيعة في شنغهاي أماكن السياحة في الجانب الغربي بلون، يختلف تمامًا عن الجانب الشرقي، الحياة التقليدية التاريخية، تحاول الحفاظ على التماثيل، وأثر كل السلالات، بخلاف الجهة الحضارية المتفوقة في كل الجوانب، ربما الحياة الثقافية تحاول أن تسيطر على تلك الفراغات الموجودة بين الماضي والحاضر، كيف يعيش الزائر بين عالم خيالي ذهب إلى الماضي، وعالم لم يصل إليه أحد بعد، الحيل كثيرة لدى أهل الثقافة من خلال المسارح المنتشرة حول المدينة، والعديد من العروض الشيقة، والتي تربط بين حضارات الصين، الطبيعة في شنغهاي تساعد في بناء الجدار السياحي للدولة كلها؛ لأن الفنادق والأسواق تمر بأحد أرقى أنهار العالم، النهر عندما يقسم المدينة، ويتخلل شوارعها، يشعرك بأن الحياة تدب في كل زاوية من زوايا المدينة، والحياة الاقتصادية لم تأخذ أي شيء من الروح الصينية العبقرية، ومن أماكن السياحة في شنغهاي البديعة.
معبد بوذا اليشم
واحد من أبرز معالم الصين، وأحد معالم الحياة البوذية المنتشرة في نفوس الصينيين، ولدى الزوار الرغبة في التعرف على هذه الأماكن الروحاني، لقد تم التأسيس في عام 1882م، أي أنه أحد المعابد الحديثة، والتي تعبر عن الحياة الزاخرة لبوذا من خلال تمثالين هما الأكبر، تمثال بوذا اليشم المستورد من بورما، وقد أتى عن طريق البحر إلى شنغهاي، ويجلس بوذا في هذا التمثال على شكل صغير، يشعرك بوفاة بوذا، يبلغ طول التمثال 1.95 مترًا، إلا أن وزنه قد وصل إلى 3 طن، تم استدعاء التمثال الآخر من سنغافورة، وهو مصنوع من الرخام، التماثيل قيمة للغاية، وجعلت من معبد بوذا اليشم أحد أماكن الزيارة الأهم في شنغهاي.
متحف شنغهاي
تاريخ الصين العظيم بكل مقتنياته يمكنك الاطلاع عليه من خلال متحف شنغهاي، الذي يعرض لأبرز مراحل التاريخ الصيني من خلال العملات العدنية، والأختام والأثاث، واللوحات، والحكمة الصينية والفلسفة الخاصة بهم تتضح من خلال القطع الأثرية، وطرق النحت المختلفة، كما أن التماثيل البوذية تنتشر بين قاعات العرض الخاصة بالمتحف؛ لتوضج مدى الاهتمام بالتماثيل البوذية، وطرق النحت الحديثة، كل هذه الأمور داخل قاعات هي الأفضل، وشكل المتحف من الخارج، قد تم تصميمه ليتماشى مع كل المعاني الموجودة داخل تلك القلعة التاريخية.
حديقة يو يوان
حديقة تقليدية كلاسيكية، يرجع تاريخها لأكثر من 500 عام، وتقع الحديقة على مساحة تزيد عن حوالي 20 ألف مترًا مربعًا، تحتوي الحديقة على الكثير من أماكن الجذب التاريخية والطبيعية، من خلال العديد من البرك والأديرة والقاعات والصخور، عند دخولك إلى الحديقة ترى صخرة الغجر الكبير، ويبلغ ارتفاعها حوالي 14 مترًا، وهي أقدم وأكبر الصخور في المنطقة الجنوبية، وحبك للتسلق يمكن أن يكون سبب للوصل لقمة الصخرة، ومشاهدة العديد من الحيوانات، والمناظر الطبيعية الغريبة، حديقة يو يوان تقدم كل ما يخص الطبيعة.
ديزني لاند شنغهاي
تم افتتاح المدينة الترفيهية في عام 2016م، وهي تستقطب سنويًا أكثر من 6 مليون زائر، لأنها مدينة الترفيه الأكثر متعة في الصين، تشبه المدينة كثيرًا العالم السحري ديزني، من منا لا يحب أن يعيش الحياة الترفيهية بين العديد من الألعاب، وبين الشخصيات البارزة، وقد تم تقسيم المدينة لمناطق تتناسب مع أفلام ديزني، مثل شارع ميكي، وكنز كوف.