تعتبر السياحة في زوغديدي جورجيا واحدة من أمتع التجارب التي قد تمر بها، تلك المدينة الواقعة في شمالي غرب جورجيا، وتحديدا في مقاطعة منغريليا التاريخية. منذ القرن السابع عشر وحتى القرن التاسع عشر اعتبرت مدينة زوغديدي إحدى أهم المراكز الثقافية والسياسية في مقاطعة منغريليا ودولة جورجيا بصفة عامة. يبلغ تعداد سكانها نحو 175 ألف نسمة، وتبعد مدينة زوغديدي عن تبليسي العاصمة مسافة 3188كم جهة الغرب، كما تبعد 30 كم عن سواحل البحر الأسود.
ترتفع المدينة عن مستوى سطح البحر بحوالي 100م إلى110م متر، وربما لهذا السبب سميت (زوغديدي) بهذا الاسم، الذي يعني في الجورجية التلة الكبيرة. وتعتبر عاصمة لمنطقة ساميغريلو وسفانيتي، التي تجمع بين منغريليا والقطاع العلوي لمنطقة سفانيتي. توجد في زوغديدى الأبرشية الأرثوذكسية الرسولية المستقلة بجورجيا، وهو مقر إقامة مطران المدينة.
لمحة عن تاريخ زوغديدي
اعتبرت زوغديدي جورجيا هي العاصمة لإمارة (منغريليا) حتى سنة 1867م، إلى أن تم إسقاط تلك الإمارة على يد إمبراطورية روسيا. وقد صارت المدينة مركزًا إداريا باعتبارها جزءا من محافظة (كوتايسي)، امتد ذلك إلى عام 1918م، بعدها في عام 1930م أصبحت زوغديدي مركزا لجمهورية جورجيا السوفياتية الاشتراكية، حتى استقلت جورجيا في عام 1993م، وتولى الرئيس زفياد غامساخورديا الحكم كأول رئيس لجورجيا المستقلة.
أثناء حروب القرم، التي امتدت ما بين1853م إلى 1856م، سيطرت قوات العثمانيين تحت قيادة عمر باشا عام 1855م على مدينة زوغديدي، وفي بداية 1856م تم تحرير المدينة على يد الميلشيا التي قادها غريغول دادياني، لكن قبل تحرير المدينة تم نهبها وإحراقها بالكامل على يد قائد العثمانيين آنذاك (إسكندر باشا)، كما لحق دمار شديد بالمدينة مرة أخرى بين عامي 1992م و1993م، بعد اندلاع الحروب المدنية في جورجيا.
معالم السياحة في زوغديدي جورجيا
تتضمم السياحة في زوغديدي جورجيا عددا من المزارات والمعالم السياحية التاريخية والطبيعية والدينية التي تجذب الزوار من مختلف الجنسيات والمشارب، ومن بين أبرز المعالم السياحية الموجودة في المدينة نجد:
1- متحف (قصر ديدياني) التاريخي
قام ديفيد ديدياني عام 1839م بتأسيس متحف خاص لعائلته، وهو أحد أقدم متاحف منطقة القوقاز بشكل عام، يحتوي على قرابة 41 ألف قطعة أثرية وتاريخية، يعود بعضها إلى ما قبل الميلاد بألفي عام، وحتى مقتنيات أواخر القرن التاسع عشر. ومن بين القطع الأثرية الأكثر جذبا بالمتحف نجد قناع الموت الخاص بنابليون، والذي يعود لعام 1833م، بالإضافة إلى المكتبة الشخصية لنابليون، والتى تتكون من مئات الوحدات التخزينة والرسائل الخاصة.
2- كواكاناتساليا أو الصخرة المتأرجحة
تقف صخرة كواكاناتساليا على كتلة من الحجارة الجيرية بمنطقة تسالنجيخا، حيث تبعد مسافة 27 كم عن مدينة زوغديدي. الغريب والعجيب في هذه الصخرة أن لمسة بسيطة من يد بشرية كفيلة بهز تلك الصخرة الضخمة، وهو ما ينتج عنه أصوات طقطقة مرتفعة للغاية.
3- منتجعات البحر الأسود
من بين أشهر منتجعات البحر الأسود في مدينة زوغديدي نجد منتجعي (أناكليا) و(غانموخوري)، وتتصل تلك المنتجعات مع بعضها عن طريق الجسر المخصص للمشاة، والذي أنشأ بطول 552م. تجذب تلك المنتجعات أعدادا كبيرة من السائحين للاستمتاع بالطبيعة المبهرة، حيث الشواطئ الرملية وحدائق الأحياء المائية، والنوادي وأماكن استئجار اليخوت، ما يجعل منها مكانا ترفيهيا مميزا.
4- دير خوبي
يرجع تاريخ بناء دير خوبي إلى الفترة ما بين القرن الثالث عشر والرابع عشر الميلادي، ويقع في قرية نوجيخيف، التي تبعد عن زوغديدي مسافة 30 كم. يزين كنيسة الدير عدد من اللوحات والجداريات الجميلة والنقوش البديعة. أثناء فترة العصور الوسطى كان دير خوبي هو مقر البطريرك الكاثوليكي بجورجيا، وهي من المناطق الأثرية والتاريخية المميزة والجاذبة للزوار.
5- حديقة كولخيتي الوطنية
تم افتتاح حديقة كولخيتي الوطنية لحماية النظام الإيكولوجي لأراضي منطقة كولخيتي الرطبة، والتي تعد من المحميات الطبيعية الهامة على مستوى العالم. تقوم حديقة كولخيتي الوطنية بتنظيم جولات باللقوارب في نهر بيشوري بالياستومي والبحيرة المتصلة به، فضلا عن السماح بممارسة الصيد ببعض المناطق، ناهيك عن أنواع الطيور النادرة الموجودة هناك، والجولات التعليمية التثقيفية التي تمتد طوال العام.
6- منتجع سكوري
وهو من المنتجعات التي تشتهر بمياهها المعدنية العذبة، التى تتمتع بخصائص علاجية وطبية عديدة. يقع هذا المنتجع في وادي سكوري الخلاب، الذي يحتوي أيضا على القلعة البيضاء، وهي من المعالم التاريخية التي تعود للقرنين الأول والثاني الميلادي.
7- مجمع أوتسيندال
في قرية تايا على بعد 45 كم من مدينة زوغديدي، وفوق مستوى سطح البحر بارتفاع شاهق يبلغ 640م يقع مجمع أوتسيندال، حيث يطل على أكثر وديان المنطقة جمالا، وهو وادي كولخيتي. يضم المجمع كنيسة يرجع تاريخ بنائها إلى القرن الحادي عشر، وكذلك برج تم تشييده فى القرن الثامن الميلادي.
8- شوروبوم
تعتبر منطقة شوروبوم إحدى عجائب الطبيعة الجورجية الساحرة، حيث تمتلئ أراضيها بأشجار البوكوس والطحالب الخضراء التي يقدر عمرها بألف سنة، يوجد أيضا بالمنطقة أحد الكهوف، والذي يتميز بوجود عدد كبير من الصواعد والهوابط.
9- كهف إنسترا
يقع ذلك الكهف البديع ضمن محيط نهر إنسترا، وبداخله توجد العديد من صواعد المياه، التي تتدفق لارتفاع يبلغ 26 م، فى هيئة شلالات مرتفعة ساحرة. يمكنك الاستمتاع به عند زيارة قرية تشكفالفي بمنطقة تسالنجيخا.
10- سد إينغوري للطاقة الكهرومائية
يعتبر سد (إينغوري) ثاني أعلى السدود التي بنيت على صورة قوس في جميع أنحاء العالم، وقد جرى بناؤه عام 1970م، ليكون مصدرا للطاقة الكهرومائية بمنطقة إينغوري. يقع شمال بلدة جفاري.