إذا جذب هذا العنوان انتباهك وقررت قراءة المقال، فعلى الأغلب أنك تبحث إما عن توفير المال أو الخضوع لعلاجٍ غير متاح في بلدك. وبالإضافة إلى ذلك فهناك بعض الأمور التي ينبغي أن تنضم لقائمة أسبابك لتتجه إلى ألمانيا تحديدًا لتلقي علاجك، سنُطلعك عليها:
لماذا تعد ألمانيا من أفضل دول السياحة العلاجية؟
تتمتع ألمانيا بالجودة العالية المتوفرة في جميع مستلزمات الحياة، وبشكل خاص العلاج الطبي، ويشمل ذلك الرعاية الممتازة، والمعايير الأخلاقية الصارمة، والتواصل المباشر مع المتخصصين، كما تعد تكلفتها مناسبة جدًا، ومن الممكن أن تكون رخيصة إذا ما قورنت بالخدمة المُقدمة.
صحيحٌ أن ألمانيا ليست أرخص وجهة طبية في العالم، لكن تكلفة الرعاية الطبية في ألمانيا أقل بكثير من العديد من الدول الصناعية الأخرى، خاصةً الولايات المتحدة الأمريكية.
المُقومات التي ساعدت ألمانيا لتحظى بذلك الصدى
تتمتع ألمانيا بسمعة دولية ممتازة، ويرجع ذلك إلى جودة نظام الرعاية الصحية الخاص بها. فالأطباء المدربين تدريبًا عاليًا والممرضات والمتخصصين الطبيين الآخرين يخضعون جميعًا لتدريب مكثف قبل السماح لهم بممارسة الطب، ودائمًا ما يقوم الأطباء والجراحون باستمرار بتثقيف أنفسهم لمواكبة آخر التطورات في مجالهم.
كما تشتهر ألمانيا بإبداعها التقني وهندستها الفائقة، حيث تم تجهيز جميع المستشفيات الألمانية تقريبًا بتقنية التصوير الفائق التقنية مثل الموجات فوق الصوتية ثلاثية الأبعاد والتصوير بالرنين المغناطيسي، كما أن العديد من العيادات المتخصصة مزودة بأحدث المعدات لتزويد المرضى بأحدث العلاجات. ذلك إلى جانب الروبوتات الجراحية، والقسطرة القلبية والعلاجات الإشعاعية لمرضى السرطان.
وبالطبع يعزز تلك التقنيات ما لدى ألمانيا من قوانين صارمة لحماية سلامة المرضى. فالتدابير الصحية الصارمة في المستشفيات الألمانية، والشفافية في نتائج العلاج والرعاية الشاملة للمتابعة من أساسيات جميع المستشفيات في ألمانيا. وكل هذه العوامل تجعل من ألمانيا وجهة جذابة للسياحة العلاجية.
أهم التخصصات العلاجية في ألمانيا
في حين لا توجد إحصاءات دقيقة عن عدد الأشخاص الذين يزورون ألمانيا للعلاجات الطبية/ الجراحية، فإن التقديرات تتراوح بين 150.000 و250.000 سنويًا. ويؤكد الخبراء أن عدد السياح الطبيين في ازدياد.
أما بالنسبة للتخصصات فإن العديد من البلدان الأخرى تقدم مجموعة من العلاجات والإجراءات الجراحية الممتازة أيضًا للسائح الطبي. ولكن في العديد من البلدان يكون عدد التخصصات أضيق مما يمكن توقعه في ألمانيا.
وعلى سبيل المثال، هناك دول قد تتخصص في جراحة التجميل أو جراحة القلب أو جراحة زرع المفاصل ورعاية الأسنان، بينما يمكن لألمانيا تقديم رعاية ممتازة في جميع هذه التخصصات، ولكنها طورت أيضًا سمعة طيبة في مجالات أخرى. وتشمل هذه (على سبيل المثال لا الحصر):
- علاج السرطان.
تطبق مستشفيات برلين الخاصة بذلك المرض، المعايير المحددة المطلوبة من قبل جمعية السرطان الألمانية، وهو ما يجعل ألمانيا من أفضل الجهات في هذا المجال، فضلًا عن كونها أول من استخدم تقنية العلاج بأيونات الكربون، من خلال دفع الجسيمات بسرعة ودقة إلى الخلايا المصابة دون الإضرار بالنسيج الصحي المحيط، حيث يتم إطلاق أيونات الكربون من مسرع الجسيمات بسرعة عالية مع القدرة على التحكم في سرعة المغادرة وعدد الأيونات لعلاج الأورام وفقًا لعمقها وحجمها.
وهذه الطريقة مثالية لعلاج الأورام العميقة التي تكون فيها الأنسجة المحيطة حساسة للغاية، مثل أورام الدماغ والعمود الفقري. كذلك فالعلاج باستخدام أيونات الكربون يترك علامات في الأجزاء المعرضة للإشعاع بحيث يمكن للطبيب المعالج التعرف على الأجزاء التي تم معالجتها من قبل وتفريقها من الأنسجة السليمة.
وبالإضافة لذلك هناك أكثر من طريقة لعلاج السرطان في ألمانيا، ويعتمد ذلك على العضو المصاب وحالة المريض، من تلك الطرق العلاج بالخلايا الجذعية، والعلاج بالبروتونات، والعلاج الكيميائي البريتوني المسخن، والعلاج بالإشباع الكيميائي.
- علاج العقم.
تشتهر ألمانيا بعلاج العقم لدى الرجال على وجه التحديد، وذلك إما بالجراحة، من خلال علاج دوالي الأوردة، على سبيل المثال: التدخل الجراحي في كثير من الأحيان لإعادة الخصية إلى إنتاج الحيوانات المنوية بشكل طبيعي، أو علاج انسداد قناة إفراز السائل المنوي.
يمكن أيضًا في ألمانيا علاج عدوى الجهاز التناسلي بالمضادات الحيوية، لكنه قد لا يعيد للمريض القدرة الإنجابية. بالإضافة إلى علاج مشاكل الاتصال الجنسي، ويكون ذلك عادة باستخدام العقاقير. وفي بعض الأحيان قد يوصي طبيبك باستخدام الهرمونات بدلًا من العقاقير، على حسب الحالة.
وهناك بعض التقنيات المساعدة ، تشمل: تسييل السائل المنوي من خلال التدخل الجراحي، أو زرع الحيوانات المنوية الحية من متبرع (من قبل الزوج والزوجة) إلى الرحم من خلال التلقيح الاصطناعي.
وجميع أنواع العلاج متوفرة عند السفر إلى ألمانيا كدولة رائدة في علاج العقم بجميع أنواعه.
- أمراض القلب وجراحة القلب.
ألمانيا هي واحدة من الوجهات الرائدة والأكثر تقدمًا في علاج أمراض القلب. ففي ألمانيا، تحوي المستشفيات فرقًا رفيعة المستوى من الأطباء والممرضين والمتخصصين في الرعاية الصحية الذين يقدمون رعاية شاملة لأمراض القلب والأوعية الدموية، التي تسهم في تغيير نمط الحياة، بالإضافة إلى العلاج الدوائي.تشمل التدخلات أيضا قسطرة الشرايين التاجية والشرايين الطرفية والصمامات، وعلاج عدم انتظام ضربات القلب، من خلال زرع جهاز تنظيم ضربات القلب، عن طريق إدخال جهاز كهربائي في الجسم لغرض تنظيم نبضات القلب. فالمرضى الذين يعانون من عدم انتظام ضربات القلب أو الذين عانوا من تلف في القلب بسبب نوبة قلبية يحتاجون إلى مثل هذا الجهاز، يمكن تفعيل هذا الإجراء تحت تخدير موضعي، ويمكن للمريض أن يغادر المستشفى عادةً في اليوم التالي لأداء العملية.فضلًا عن جراحات القلب البسيطة، وجراحة القلب المفتوح، ففي كثير من الأحيان، تتطلب بعض الحالات جراحة القلب المفتوح، والأكثر شيوعًا الحاجة إلى جراحة لفتح مجرى جانبي للشريان التاجي. الذي قد يكون من الضروري أيضًا لمرضى القلب التاجي، ويمكن إجراء جراحة القلب المفتوح لإصلاح أو تغيير صمامات القلب للسماح بتدفق الدم بشكل أفضل في القلب. وتستخدم الجراحة أيضًا لإصلاح الأجزاء غير الطبيعية أو التالفة من القلب، وزرع الأجهزة الطبية التي تساعد في تنظيم ضربات القلب.
وأخيرًا، إعادة تأهيل القلب، وهو برنامج للأشخاص الذين أصيبوا بنوبة قلبية أو قصور في القلب أو جراحة صمام القلب. ويتضمن هذا البرنامج التمرين، وتعليم نمط الحياة الذي يؤدي إلى صحة القلب وكذلك المشورة النفسية للحد من التوتر ومساعدة المريض على العودة إلى الحياة الطبيعية. ويمكن لبرنامج التأهيل القلبي تحسين الصحة العامة ونوعية الحياة، وتقليل الحاجة إلى أدوية لألم القلب والصدر، وتقليل فرص المريض في العودة إلى المستشفى.
ويمكن لهذه الفرق الوصول إلى مستويات عالية من الرعاية والنتائج المثيرة للإعجاب التي تجعل هؤلاء المرضى يعيشون بشكلٍ أفضل. من خلال التعاون المستمر بين معظم المستشفيات ومختلف مراكز أمراض القلب في ألمانيا.
- جراحة العظام.
في سياقٍ متصل مع مواكبة ألمانيا لجميع التطورات، واتباعها أحدث الطرق في العلاج والجراحات، نشير إلى أن حجم فتحة التدخل الجراحي 2 مم بعد 10 سم. وهذه التقنية تسهم بالتأكيد في تقليل ألم المريض وفترة النقاهة، ولا تترك آثار التشوهات الجراحية مثل تلك الناتجة عن التدخل الجراحي التقليدي، مما يجعل ألمانيا رائدة في هذا المسار.
وتعد من أشهر العمليات الجراحية في ألمانيا: جراحة استبدال الركبة، وجراحة استبدال الغضروف، وإصلاح الرباط الصليبي، والغضروف المفصلي، وجراحات العمود الفقري، والفقرات، وجراحات الفخذ. وجميعها عمليات في غاية الدقة، تتطلب الكفاءة العالية.
- علاج السمنة.
تعد ألمانيا من أوائل الدول في علاج السمنة والبدانة، لارتفاع نسب إصابة مواطنيها بهذا المرض، في نسبة تصل إلى 50% من النساء، و68% من الرجال. لذا اهتم المتخصصون الألمان بإيجاد أفضل الوسائل لعلاج هذا الكم من الحالات، ما يجعل العمليات الجراحية أكثر أمانًا، وكذلك الأرخص.
وهناك ثلاثة أنواع من العمليات الجراحية في ألمانيا الخاصة بالقضاء على الوزن الزائد، وهي جراحة ربط المعدة، وجراحة تدبيس المعدة، وجراحة تحويل مسار المعدة.
ويتم تحديد تفاصيل العملية تبعًا لحالة المريض، ووزنه، والهدف الذي يريد الوصول له، وكذلك نمط حياته، ونظام غذائه، وما إلى ذلك. - مشاكل الأعصاب وجراحات الأعصاب.
ومن أكثر وأندر الجراحات التي تتميز بها ألمانيا: جراحتي الاستسقاء الدماغي، وألم العصب الثالث.
والاستسقاء الدماغي عادةً ما يكون مصحوبًا باضطرابات المشي وفقدان السيطرة على البول أو ضعف الذاكرة. وغالبًا ما يتم الخلط بينه والأمراض الأخرى مثل مرض الزهايمر، أو مرض الشلل الرعاش، أو ضمور الدماغ. لذا فالخطوة الأولى في علاجه هي تشخيصه السليم، ومن ثم تخطيط عملية ملائمة لحالة المريض بأدق الطرق، والمتابعة الجيدة.
أما عن ألم العصب الثالث، فهو حالة طبية يعاني فيها المريض من نوبات الصرع في منطقة الوجه، وتستمر هجمات الألم بضع ثوانٍ فقط ولكن قد تظهر بشكل متسلسل. تبدأ هذه الهجمات بالألم في كثير من الأحيان بسبب بعض المحفزات، مثل تناول الطعام أو التحدث أو لمس الجلد. يحدث ألم العصب الثلاثي التواء كنتيجة لتضيق الأوعية في العصب الثلاثي، ويمكن علاج الأعراض من خلال العقاقير أو الجراحة. وهناك أكثر من نوع للجراحة، منها الجراحة الإشعاعية، وعملية جانيت المتمثلة في تخفيف الضغط الناتج على الأوعية الدموية الدقيقة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن ألمانيا متقدمة أيضًا في جراحات العيون وعمليات الشبكية وكذلك علاج اورام العين، علاوة على علاج أمراض الكلى التي يعاني منها نسبة كبيرة من العرب، والمزيد من التخصصات التي تتمكن منها ألمانيا بسبب ما تحرص عليه من دقة وجودة عالية. كذلك إن كنت ترغب في الحصول على تشخيصٍ مُفصل عن حالتك، أو إجراء بعض الفحوصات الشاملة على صحتك، فإن ألمانيا هي البلد الأولى في ذلك المجال.
كم تبلغ تكاليف العلاج في ألمانيا؟
بالطبع تختلف تكاليف العلاج لكل عملية حسب حالة الشخص، لكننا سنطلعك على متوسط تكاليف بعض العمليات باليورو:
- إصلاح الرباط الصليبي الأمامي (جراحة الركبة): 8,200
- استبدال الركبة (واحد): 19,950
- استبدال الورك (واحد): 15,900
- انصهار العمود الفقري: 20,500
- استبدال القرص: 18,400
- علاج العمود الفقري المحافظ: 8,890
- تكميم المعدة: 13,870
- حزام المعدة: 9,430
- بالون المعدة: 5,060
- جراحة القلب المفتوح: 29,880
- استئصال القسطرة: 14,500
- زرع جهاز تنظيم ضربات القلب: من 11,300 حتى 15,000
- العلاج بالبروتون: 59,900
وكما ذكرنا مُسبقًا، فإن جميع العمليات تقريبًا متاحة في ألمانيا، لذا يصعب علينا عرضها جميعًا. لكن يمكنك التواصل مع المركز أو المستشفى حالما تختارها وتقوم بالاستفسار عن كل ما تريده، وعادةً يكون هناك فريق مخصص لذلك العمل، حيث تهتم المستشفيات والمراكز في ألمانيا بالسياحة العلاجية، وجذب المرضى الأجانب.
أضف إلى ذلك أن بعض المستشفيات أو المراكز الخاصة توفر سكنًا لمرضاها، وتدعم خدمة المترجم الذي يصطحبك من وقت هبوطك إلى أرض البلد، مع توفير سيارة خاصة، وما إلى ذلك من خدمات تحتاجها هناك.
العلاج خارج المستشفيات
وفي النهاية علينا ألا نغفل كون ألمانيا موطنًا لأفضل المنتجعات الصحية، ومراكز الصحة والعافية ومراكز إعادة التأهيل، حيث يقدم العديد منها الاستشفاء والسياحة العلاجية لمئات السنين. لذا، فإنه ليس من المفاجئ أن ملايين السياح الذين يزورون ألمانيا كل عام، سيزور العديد منهم الحمامات العلاجية والمنتجعات الصحية التي تقدم مجموعة كاملة من العلاجات..