هنا نتحدث عن السياحة في بودابست مدينة التاريخ والفنون، أرض الحريات، منطقة العاشقين ومحبي الحياة، إنها أرض الفنون، عاصمة المجر السحرية، أرض المعجرات الثقافية، إنها تقع في وسط حوض الكاربات، فهي تقع بجنوب شرق فيينا ولا تبعد عنها إلا بحوالي 216 كم، ونرى في الجنوب وارسو، فهي تبعد عنها بحوالي 545 كم، وهي قريبة من موسكو، وأثينا، وكذلك ميلانو، وبراغا، إنها مدينة محاطة بالجواهر الأوروبية؛ لتصبح اللؤلؤة السياحية في وسط أوروبا. إن مدينة بودابست هي عاصمة المجر السياسية والاقتصادية والفنية، إنها الأكثر اكتظاظًا في المجر من حيث عدد السكان، يزاد عدد سكانها عن المليون نسمة، وأهل بودابست يمثلون جزءًا من هذه الحضارة القائمة بتاريخها العريق، وبلغتهم المجرية الرائعة، التي تعبر عن مدى تمسكهم بتراثهم الجاذب للسياح.
أماكن السياحة في بودابست تعتمد في مقامها الأول على المتاحف التاريخية، التي ضمتها منظمة اليونسكو إلى قائمة الأماكن التراثية، فتاريخها يرجع إلى القرون الوسطى، وقلاعها تمتاز بأكثر من شكل، ففي كل مبنى ترى طريقة مختلفة للتصميم، فمن روماني، لعثماني، لقوطي إنها ألوان الحضارات التي تحتضنها هذه المدينة الساحرة. هذا عن عشاق التاريخ، والمعالم الباقية حتى بعد الحروب العالمية، وما تعرضت له المدينة من دمار، أما الألوان السياحية الأخرى، التي تعتمد عليها السياحة في بودابست، فهي لا تنتهي، إنها مدينة تمثل نقطة قوية جدًا في الجانب الإعلامي والفني والعلمي والترفيهي، إنها جوانب تزيد من القوة الثقافية لهذه المدينة، التي تنبض أوروبا بذكرها.
إنها مدينة تظهر ثقافتها في الجوانب المسرحية والموسيقية، إننا أمام مجموعة من المهرجانات الممثلة لقسمي المدينة، فنهر الدانوب يفصل بودابست إلى قسمين، بودا وبست، بطريقة تجذب الزوار إلى هذه المدينة الساحرة بطبيعتها، وحدائقها المليئة بالنباتات الغربية والحيوانات العجيبة. تجمع بودابست بين الجانب الحداثي الرائع بأبراجه العالية، ومسارحة الفاخرة، وكذلك الجانب التراثي الذي يرضي كل زوارها، يبدأ تاريخ بودابست مع أهل أكوينكوم، حتى جعلها الرومان عاصمة لهم، ومن القرن التاسع، وهي ملك المجريون، فبعد معركة موهاكس، وكذلك الدخول العثماني، رأينا مدينة متطورة وفي غاية التألق.
فقد ازدهرت حتى اتخذها المجريون عاصمة لهم، فما من حضارة إلا وتركت لها أثرًا بارزًا بمدينة بودابست الباقية، وهذه الحضارات التي توالت على المدينة، جعلتها في المرتبة الثانية كأجمل مدينة في أوروبا، ومتحفها يعد في المرتبة السابعة بين أشهر أماكن العالم، وهناك كثير من الأماكن التاريخية العالمية. من الأمور الحداثية والمعروفة عن بودابست، أنها صاحبة ثاني أكبر خط مترو في العالم، وهي كذلك تملك جزءًا تسوقيًا يرضي زوار أوروبا؛ لأن قاعة التسوق فيها، تعد الأشهر، ويزور المدينة سنويًا أكثر من 4 مليون شخص، إنها مدينة التاريخ القديم والحديث، فهي مدينة العشاق.
موقع مدينة بودابست
أماكن السياحة في بودابست تعتمد على موقعها الرائع في وسط أوروبا، إنها تقع وسط حوض الكاربات، وهي تملك تضاريسًا رائعة، أما عن الموقع الممتاز، فإنها في الجنوب الشرقي لبراغ ببعد حوالي 443 كم، وهي كذلك قريبة من ميلانو من الجانب الشمالي الشرقي على بعد 788 كم، وفي شمال أثينا على بعد حوالي 122 كم، وكذلك تقترب من فيينا وموسكو ووارسو، إننا نتحدث عن موقع خيالي، يربط المدن الأساسية في العالم الأوروبي ببعضها؛ لهذا أصبحت مركزًا سياسيًا وتجاريًا عالميًا، أما عن التضاريس، فهي تملك مناطق مسطحة، وكذلك بعض التلال، وتملك كذلك نهر الدانوب، الذي يفصل المدينة إلى نصفين، وتملك بودابست ثلاث جزر، تعتبر أكبر الجزر الخاصة بنهر الدانوب، إن مساحة بودابست تزيد عن 525 كم في وسط المجر، ويزيد عدد السكان في هذه المدينة عن الميلون نسمة، وهي بهذا أكبر مدن المجر، وأحد أكبر المدن في أوروبا.
مناخ مدينة الأحلام المجرية
تتمتع مدينة بودابست بمناخ قاري رطب، أي أن شتاؤها بارد، وصيفها حار، إن درجات الحرارة في بودابست متغيرة إلى حد ما، إن شتاء المدينة بارد نسبيًا، ونرى سقوط الأمطار بشكل كبير، وكذلك الثلوج، حتى أن درجة الحرارة في الليل تنزل عن 10- درجات مئوية، أما عن أشهر الربيع، فإن درجات الحرارة فيها متوسطة ومعتدلة، ومناسبة جدًا لزيارة الأماكن التاريخية، وفصل الصيف كذلك حار، ولطيف، وكذلك يتناسب مع المدينة التي تعتمد على أشعة الشمس الناعمة، وإن كانت غير دائمة، ففي نهاية شهر أكتوبر، قد تظهر بعض البرودة، والخريف كذلك، إنها فترة التقلبات، إلا أن المدينة تنعم بأجواء عامة رائعة.
أماكن السياحة في بودابست
إن أماكن السياحة في بودابست تجذب كل المسافرين إلى أوروبا، فموقعها وجوها مهد لأماكنها التاريخية والثقافية الميلاد الدائم، إننا أمام مجموعة من القصور والقلاع والمتاحف القائمة على أسس عريقة ومختلفة في طريقة عرضها، هذا عن الجانب التراثي، الذي تمتاز به بودابست، أما الجانب الثقافي، فكونها مركزًا لكل الحركات الحداثية، أصبحت منارًا للموسيقة الكلاسيكية والحديثة، والروائع المسرحية الخرافية، فالسياحة في بودابست تعد قلعة الاختلافات التسوقية، وروائع الأطعمة الأوروبية، بودابست تحتضن كل ما يميز المدن المحيطة بها؛ لهذا يعشق الزوار جوها، حتى أننا نرى فيها أعدادًا تزيد عن سكانها بكثير؛ لما فيها من روائع واختلافات سحرية. ومن أشهر أماكن السياحة في بودابست اخترنا لك:
1- قصر بودابست الملكي
تم بناء هذا القصر في القرون الوسطى، وهو يعبر عن الدقة الإبداعية وروعة التصميم، أما الآن فهو يمثل أهم أماكن السياحة في بودابست وفي المجر عموما، فهو يضم أهم المتاحف، المتحف الوطني، والمتحف التاريخي، ففيه العديد من القطع الأثرية، التي تخص العصور الوسطى، والجوانب الإسلامية، والمقتنيات التي تحدثنا عن كل حضارة جاءت لهذه الأراض العظيمة، كما أن به مكتبة عملاقة، تضم مجموعة من المخطوطات الكتب التي قاموا بترجمتها إلى المجرية، إن هذه المتاحف وكذلك القصر، الكل يعبر عن التاريخ المجري؛ لذا نرى الاهتمام البالغ بكل قطعة في هذا القصر العريق.
2- فيشرمان باستيون
القلعة تم بناؤها بعد حرب استقلال المجر، وقد تم بناؤها فوق تل غاليرت عند القمة، هذه القلعة تعبر عن التاريخ الخاص بهذه الفترة، إلى جانب نوع مختلف من التألق، إنه خاص بالعشاق، ففوق تل غاليرت، يمكنك أن ترى إطلالة مختلفة للعاصمة المجرية، وأوقات الليل أكثر سحرًا وتأثيرًا، والقلعة الآن تمثل أحد المتاحف المجرية الهامة، التي توثق حياة التل وكذلك المدينة، في هذه الحقبة الرائعة.
3- أوبرا بودابست
الوجه الثقافي يتضح مع هذا المكان الذي يرجع تاريخه إلى عام 1898م، فهو يعبر عن الروح الموسيقية الكلاسيكية الرائعة، فهو مكان يحفظ الهوية، ويحافظ على الفنون الراقية في مدينة الثقافات بودابست، وهذه الأوبرا تعد من أهم الأماكن في أوروبا؛ لأنها تحافظ على تراثها، وتبدع في رسم الواقع الموسيقي، إنها أحد الوجهات الأساسية في المجر وفي أوروبا.
4- جزيرة مارجريت
جزيرة مارجريت من الأماكن المعبرة عن حياة الاسترخاء الخاصة ببودابست، إن هذه الجزيرة توفر الهدوء والمناظر الرائعة، وكذلك الحدائق، وكل ما يخرجك عن عالم الضجيج والصخب، إن الوصول إلى الجزيرة لا يكون إلا عن طريق أحد القوارب، الموجودة عند شاطئ الدانوب الرائع، إنها طبيعة خلابة، تبرز العشق في نفس الزوار.