مدينة المدن الهندية وأرض الحضارات ومثال التنوع الثقافي الأجمل، إن السياحة في نيودلهي ذات طابع فريد ومختلف، حيث يتقلب زائرها بين أمواج من المتعة والخيال ومباهج الحياة العصرية، فهي أرض المتغيرات والنموذج الحضاري الأرقى بالمنطقة، وهي المركز الاقتصادي والسياسي لكافة ولايات دولة الهند، كما أنها تجيء في المرتبة الثامنة كأكبر مدينة في العالم من حيث عدد السكان.
تمتد معالم المدينة لتشتمل كل الأنماط السياحية الجاذبة للزائرين من جميع أنحاء العالم، حيث تملك نيودلهي أو دلهي كمًا رائعًا من المعالم الطبيعية الخلابة وغير التقليدية، بالإضافة إلى العديد من المزارات التاريخية وطبيعة الحياة الليلية الفريدة بين أرجاء المدينة. ومن الجدير بالذكر أن تسمية دلهي قد جاءت بعد الاحتلال الإنجليزي، حيث أن الفرس والعرب كانو يطلقون على المدينة اسم “دهلي” والذي يعني “الحد” في اللغة الفارسية القديمة.
تقع المدينة في شمال دولة الهند، وهي تمثل النموذج الأساسي للاختلافات الحضارية والثقافية للمجتمع الهندي؛ لذا ستجد أن المدينة تحافظ على أبراجها وأحيائها الراقية والأماكن التكنولوجية الحديثة التي تشير إلى التطور الهندي، في ذات الوقت الذي تحافظ فيه على تراثها وأنماطها التاريخية غير الموجودة في أي منطقة أخرى من العالم.
وتحتفي أماكن السياحة في نيودلهي بالأبنية المغولية، والحصون والقلاع العالية، والعديد من الأماكن التاريخية المعبرة عن مكانة هذه الأرض ومدى أهميتها على مر العصور، كما تتخذ الطبيعة من المدينة مركزًا لها حيث الجبال الشاهقة ذات المشهد الخلاب وأبرزها سلسلة أرافالي الجبلية، هذا فضلاً عن السهول والمرتفعات الخضراء الساحرة. أما عن الأنهار فإن المدينة قد أطلق عليها اسم الحد لأنها تقع على ضفاف نهر يمنا الذي يضفي على المدينة رونقًا فريدًا.
وفي ظل هذه الطبيعة الفاتنة والمتنوعة سنرى الثقافة المتغيرة فائقة الثراء للمدينة، مثل الفنون الغنائية التراثية الغريبة، والتعددات اللغوية التي تؤثر على حركة السياحة في نيودلهي فتجعلها أشد تألقًا، كما أنها المدينة التي لا تنام الليل – ذلك أن قاعاتها ومسارحها ونواديها الليلية تشتعل بالعروض الفنية المتجددة باستمرار.
فإذا كانت مدينة نيودلهي تحتوي من السكان على حوالي 13 مليون نسمة، سيمكننا القول أننا نتحدث عن 13 مليون موهبة حقيقية نشطة، فليس من فراغ أن يطلق عليها الهنود اسم مدينة المدن، حيث الجميع في نيودلهي يقدمون المستحيل لرفعة مدينتهم. إنها المدينة السياحية المستقلة سياسيًا وصاحبة الاقتصاد العالمي المتفرد، فهي تنافس الكثير من مدن العالم ولا تزال في طور التقدم. وقد يشعر الزائر الذي قرر السياحة في نيودلهي بأن المدينة هي عبارة عن مزيج نادر بين العالم القديم والجديد، فهي بحق مدينة الواقع والخرافة في آن واحد.
موقع مدينة نيودلهي
تتمتع مدينة دلهي بالموقع الرائع والمساحة الشاسعة المتنوعة جغرافيًا بصورة ساحرة، إذ تبلغ مساحة مدينة نيودلهي حوالي 1483 كم2 تنقسم إلى ثلاث مناطق رئيسية: منطقة التلال، ومنطقة سهول فيضان نهر يمنا، ومنطقة ضفاف نهر يمنا. وقد أعطت هذه الجغرافية البديعة لموقع المدينة نوعًا من الجاذبية العالمية، حيث تقع المدينة في الشمال الهندي بين سلسلتين جبليتين عظيمتين هما الهيمالايا وأرافالي، ويحيط بها من الشرق والغرب ولايتي هاريانا وبراديش، ومع احتفاظ المدينة بالكثافة السكانيةالكبيرة والريادة الهندية والإمكانات الجغرافية الهائلة؛ فقد احتلت السياحة في نيودلهي مكانة رائعة في قلوب الهنود والزوار من كل بقاع العالم.
مناخ مدينة المدن نيودلهي
تعد درجات الحرارة في نيودلهي ثابتة بشكل نسبي، أي يمكن الاطلاع عليها مسبقًا بعكس الكثير من المواقع الهندية صعبة التنبؤ. وتحتفظ مدينة نيودلهي بمناخ رائع متوسط الحرارة في أغلب أوقات العام، ففي فصل الصيف تتراوح درجة الحرارة بين 36 و25 درجة مئوية، أي أن فصل الصيف معتدل الحرارة ويمتد هذا الفصل في نيودلهي من مارس إلى يونيو، أما في فترة الرياح الموسمية فإن الأمطار تزداد لتصل إلى حوالي 26 بوصة وهي الفترة التي تمتد إلى سبتمبر، أما في فصل الشتاء فتنخفض درجة الحرارة بشكل متفاوت إذ تتراوح بين 21 و7 درجات مئوية، ويستمر فصل الشتاء من نوفمبر إلى فبراير.
أبرز أماكن السياحة في نيودلهي
تمتلك مدينة نيودلهي العديد من المقومات والأماكن السياحية الأبرز في الهند، فالتاريخ الهندي يخرج بغزارة من أحياء نيودلهي، وهي المدينة الأكثر نشاطًا واهتمامًا بالمجال السياحي تبعًا لمركزيتها. المعالم المغولية هي أكثر ما سيقابلك في دلهي، تليها المعالم الإسلامية، ثم الكثير من البقايا والآثار الحضارية للعديد من الأمم تزين المتاحف المنتشرة بين أحياء المدينة. إن أماكن السياحة في نيودلهي تشير إلى سياحة تاريخية وجغرافية وثقافية وفنية، حيث تتعدد الوجهات والمقاصد إلى درجة محيرة في مدينة الأساطير الهندية.
[button size=” style=” text=’هل تبحث عن مكان للإقامة خلال فترو زيارتك لمدينة نيودلهي؟’ icon=” icon_color=” link=’https://takeweek.com/india/%d8%a3%d9%81%d8%b6%d9%84-%d9%81%d9%86%d8%a7%d8%af%d9%82-%d9%86%d9%8a%d9%88%d8%af%d9%84%d9%87%d9%8a/’ target=’_self’ color=” hover_color=” border_color=” hover_border_color=” background_color=” hover_background_color=” font_style=” font_weight=” text_align=” margin=”]
القلعة الحمراء
عندما انتقلت القيادة السياسية من العاصمة القديمة آغرا إلى دلهي في عام 1640م، تم بناء هذه القلعة الرائعة والتي استغرقت حوالي 8 سنوات في تشييدها، وقد تم إقامتها على يد المغول على ضفاف نهر يمنا. وتعد القلعة صرحًا عسكريًا تاريخيًا منيعًا، فجدرانها ترتفع إلى 110 قدم، كما أن الحجارة الرملية الحمراء الصلبة هي أكثر ما يميز الهيكل الخارجي للقلعة، أما من الداخل فالديكورات كلها من الرخام المزين بالنقوش البديعة التي تعبر عن التفوق المغولي، وتفتخر الهند كثيرًا بهذا المعلم التاريخي الخالد، كما أن أماكن السياحة في نيودلهي بصفة عامة تزداد تفوقًا في ظل وجود هذا الكم من الآثار الحضارية المختلفة.
قطب منار
قطب منار أو منارة قطب أي من المسميين صحيح، ففي القرن الثاني عشر قام قطب الدين أيبك ببناء أعظم الأبنية الإسلامية في الهند، ألا وهو تلك المنارة الرائعة التي تعد المنارة الأكبر في الهند بأكملها، وهي نموذج جامع لعدد من الفنون المعمارية البارزة في ذلك الوقت، ويبلغ ارتفاع المنارة إلى أكثر من 72 مترًا، وهي تمتاز بالنقوش الإسلامية الرائعة والآيات القرآنية البارزة، إنه أحد المعالم المفعمة بالخيال والمعبرة عن الحضارة الإسلامية بكل ما فيها من قدرات بنائية.
ضريح همايون
تم بناء هذا الضريح في القرن السادس عشر الميلادي بعد وفاة الإمبراطور المغولى نصير الدين همايون، وقد جرى ذلك تبعًا لأمر زوجة الإمبراطور حميدة بانو بيجوم. ويعد أبرز ما يميز الضريح بخلاف التفوق المعماري هو محيطه الخلاب، حيث تحيط بالضريح حديقة هائلة تبلغ مساحتها قرابة الـ 30 فدانًا، وهي الحديقة التي تم تصميمها على الطراز الفارسي في إنشاء الحدائق وكانت الأولى من نوعها في شرق آسيا. ويعتبر ضريح همايون أحد أهم معالم الحضارة المغولية البائدة في الهند، لذلك فقد تم وضعه في عام 1993 على قائمة منظمة اليونسكو لأهم مواقع التراث الأنسانى العالمى.
المتحف الوطني الهندي
يعبر المتحف الوطني الهندي في نيودلهي عن تاريخ الهند العريق، ويبلغ عدد المقتنيات المعروضة بالمتحف قرابة الـ 200 ألف قطعة، وتنتمي هذه القطع الأثرية النادرة إلى الكثير من الحضارات الهندية المختلفة على مدار أربعة آلاف سنة، أي منذ عصر ما قبل التاريخ الهندي وصولاً إلى العصر الحديث، وقد أقيم بالمتحف معهد أكاديمي يقوم بمنح الدرجات العلمية كالماجستير والدكتوراه في فن إنشاء المتاحف ومجال ترميم الآثار، كما أن المتحف يحتوي على مكتبة كبيرة تضم آلاف الكتب والمخطوطات. ويعد المتحف الوطني الهندي من أهم أماكن السياحة في نيودلهي بالنسبة للمهتمين بالتاريخ والفنون.