أرض التراث الروماني، مدينة المهرجانات العالمية، مصدر الجذب السياحي اللبناني، أرض الزراعة والحضارة، إنها بعلبك الاسم الدال على كل ما هو جميل في لبنان. المدينة معروفة منذ القدم بأنها مفترق الطرق لكل القوافل، وهذا الموقع المميز جعلها مركزًا تراثيًا عملاقًا، حيث تشتمل أماكن السياحة في بعلبك على المعابد التي تم تشييدها في المدينة كثيرة جدًا، وتحمل الطابع الروماني في أكثرها، فقد عمل الرومان لأكثر من 200 عام، على صناعة هذه الأسس والهياكل الدينية.
إن بعلبك سميت هيليوبولس أي مدينة الشمس؛ لتعبر عن الروح الدينية، التي يتمتع بها الرومان، ومن هذه المعابد الإلهية الضخمة، معبد جوبيتير، ومعبد فينوس، وميركوري، وأكبر المعابد على الإطلاق، معبد جوبيتير، وبمرور الوقت، ومع تلاقي الحضارات في هذه المنطقة الهامة، نجد أن الكثير من المعابد قد تهدمت، ولم يبق إلا بعض الأعمدة القليلة، وبعض هذه المواقع الرومانية الهامة، نجدها الآن كنائس، تم بناؤها في العصر البيزنطي، أو مساجد تم بناؤها في عصر الأمويين.فإن كانت الآن تمثل تاريخًا، إلا أن أي شيء لا يعوض هذه الحضارة الرومانية العبقرية في تصميمها، والكثير من الزوار، يأتي لهذه الآثار الفريدة، والتي تنمي روح المعرفة لدى الكثير، ولأن المدينة تراثية من الدرجة الأولى، قامت اليونسكو بإدراجها كمدينة تراثية، تحتفظ بعدد كبير من المواقع التاريخية الفريدة.
لو خرجنا من الجانب التاريخي العظيم لمدينة بعلبك، سنرى أنها مدينة لبنانية تقع في قلب سهل البقاع، وهي مركز قضاء محافظة البقاع، والمدينة تعتبر من المدن الزراعية؛ لوفرة المياه، فهي تطل على نهر الليطاني. أما أجواء المدينة، فهي شبه صحراوية، وموقع المدينة أتاح لها التفوق الثقافي، وغنى الشعب في بعلبك، ساعد كثيرًا في ازدهار الحركة الثقافية، من خلال المهرجانات العالمية، التي تقام على أرض بعلبك، فكل مغني بالعالم يتمنى أن يأتي لهذه المدينة صاحبة الشهرة العالمية. قد افتتحت هذه السلسلة من المهرجانات العالمية منذ عام 1956م، ومن هذا التاريخ والمدينة تقدم أرقى أنواع الفنون، وهي محفورة في قلب كل مثقف، ومحب للفن، فروائع المدينة تمثل الكثير، يكفي أنها من أشهر البقاع في لبنان. أماكن السياحة في بعلبك تحمل الروح التاريخية الفريدة، وأجواءها رومانسية للعشاق، فالسياحة في بعلبك تعتمد على الطبيعية الخلابة، والأراضي الخضراء المنتشرة في أنحاء المدينة الخالدة بعلبك، إنها أفضل المواقع في الشرق الأوسط، ومن أغنى المدن، وتوفر للزوار كل ما هو جديد.
موقع المدينة الرومانية بعلبك
إن المدينة صاحبة موقع مميز منذ القدم، فهي تقع على طريق القوافل، الرابطة بين الساحل المتوسطي، والبر الشمالي، والرابطة بين شمال سوريا، وشمال فلسطين، إن هذا الموقع التاريخي، صاحب الموقع الجغرافي الرائع، فمدينة بعلبك تقع في الشمال من سهل البقاع، وهي في شرق نهر الليطاني، وهذا ما أتاح للمدينة التقدم الأخضر السحري، ويحيط بالمدينة عن الشرق والغرب سلسلة جبال لبنان الغربية والشرقية، ليست بعلبك قربية من العاصمة كثيرًا، إذ تأتيها من الشرق على بعد 85 كم، إلا أنها قريبة من مدينة زحلة، التي تعلو سهل البقاع، ولا تبعد عنها إلا بحوالي 45 كم، وكلمة بعلبك تنقسم إلى بعل وبك، وهي تعني رب سهل البقاع، وهذا المعنى موجود في اللغة السامية، وبهذا الموقع تمتاز السياحة في بعلبك، بالكثير من الأماكن الفريدة والساحرة.
مناخ مدينة بعلبك التراثية
إن المناخ في مدينة بعلبك متغير وغير مناسب في بعض الأوقات، فهو مناخ شبه صحراوي، مواجه لمناخ البحر الأبيض المتوسط، وهي أجواء شبه قاحلة، فالصيف في مدينة بعلك حار جدًا، وكذلك جاف، أما الشتاء في مدينة بعلبك، فهو بارد نسبيًا، والأمطار وفيرة، وهبوط الثلج أمر متاح طوال العام، وهذه الأمور المتقلبة طوال العام في بعلبك، لم تؤثر على حركة السياحة في بعلبك؛ لأن فصل الصيف رغم صعوبته، يشهد أشهر المهرجانات في الشرق الأوسط، ومع هذا المهرجان يصبح الجو أفضل، ويزيد عدد الزوار في هذا الفصل، وفي الربيع يصبح الجو مناسبًا جدًا، وكذلك الخريف فصل بديع بألوانه الفريدة.
أجمل أماكن السياحة في بعلبك
بعلبك مدينة يقول أهلها، أنها أقدم مدينة في هذه المنطقة، وقدم أي مدينة يحمل معنى تراثي فريد، قد يذهب بعضه في طي النسيان بعد عدد من الحروب، لكن بقايا تلك الآثار تبقى لتشهد على هذه الحياة القديمة، التي تمتعت بالتجارة والثقافة والمعمار الفريد، ومن المعروف عن السياحة في بعلبك، أنها رومانية إلى حد بعيد، فالكثير من المعابد تم بناؤها على أرض بعلبك، وهي شاهدة على الحضارة الرومانية بكل ألوانها، ولم يبق في المدينة إلا حوالي 6 أعمدة من أعمدة المعابد الكثيرة، التي بناها الرومان، والكثير من المواقع قام البيزنطيون باستبدالها لتصبح كنائس عالمية، ونفس الفعل قام به الأمويون، إذ استبدلوا هذه المواقع بمساجد تاريخية عظيمة، وتشتهر المدينة بمجموعة من المهرجانات العالمية، التي تنشر ثقافات متنوعة للحضور، والمدينة تتزين في كل وقت باللون الأخضر الجميل، وترسم ملامح الرومانسية من خلال مواقعها النقية. ويمكنك القيام بأحد رحلات التسوق في مدينة بعلبك الرائعة، فأسواق المدينة، تقدم كل ما هو جديد، وحديث، وأرقى المنتجات تباع في مراكز بعلبك التجارية. ومن أماكن السياحة في بعلبك.
1- مهرجان بعلبك الدولي
إن الآثار الرومانية الباقية كان لابد من حفظها، وتوثيق ذكراها، وهذا الأمر كان يحتاج لحدث ضخم، بحجم هذه الآثار؛ ليجتمع أكثر من لون سياحي في هذا المكان، ومهرجان بعلبك، هو أقدم حدث ثقافي، قام في الشرق الأوسط؛ ليجمع بين الثقافة والتاريخ، وليصبح هذا الموقع الخاص ببقايا الرومان، خالدًا طوال العمر، وهذا المهرجان الذي يقام بين هذه المجموعة ضخمة من الآثار، يستقبل أكبر عدد من فناني الغرب والشرق، والجميع يريد أن يشترك في هذا الحدث الفريد، ومن أشهر المشاركين في هذا المهرجان، الأخوين الرحباني، وفيروز، ومارسيل خليفة، وغيرهم الكثير من فناني الشرق العربي، والعديد من الأجانب يشاركون في هذا الحدث العالمي.
2- كنيسة الروم الملكيين
إنها من أقدم الكنائس في مدينة بعلبك، وهي كنيسة رومانية معبرة عن التراث والثقافة القديمة، وهي مصممة بطريقة بديعة، ودالة على القدم، والعبقرية لهذه الفترة التاريخية، وهذه الكنيسة تم تكريسها للقديسة بربارة، وهذه الكنيسة مفتوحة طوال الوقت لزوار العالم؛ ليتمتعوا بروعة هذا المكان المعماري الفريد.
3- مقام السيدة خولة
إن الأماكن العربية الإسلامية العثمانية، منتشرة في مدينة بعلبك، وهذا المقام أحد أماكن السياحة الدينية في مدينة بعلبك، فهذا المكان ليس كغيره من المقامات؛ لأن هذا الضريح يحج له سنويًا عدد كبير من المشرق العربي، وهو معبر عن الكرامات الإسلامية، وأغلب زوار هذا الضريح، الذي صمم بطريقى عبقرية، من سوريا وإيران ومن الخليج العربي بوجه عام، إلا أنهم يتضرعون إلى الله، وليس لهذا المقام، لكنهم يتبركون بصاحبة المقام، فالمعروف عنها أنها صاحبة كرامة ومكانة عالية، فقد أحبها الجميع سريعًا.
4- معابد بعلبك
إن معابد الرومان يبقى أثرها إلى اليوم، ويمكنك أن تشاهد روائع المدينة الرومانية، من خلال الأعمدة الباقية إلى الآن، ويمكن أن تشاهد آثار معابد المدينة الثلاث، جوبيتير، وميركوري، وفينوس، وهذا المكان يقام فيه المهرجان الدولي، وهذا المكان به بعض البقايا للآثار البيزنطية، فقد تم بناء أكثر من كنيسة في هذه المنطقة، وبعض الآثار الإسلامية، لمجموعة من المساجد، وهذه المنطقة تعد الآن حافظة حضارة المعابد في مدينة بعلبك، وهي من أهم أماكن السياحة في بعلبك.