مدينة المستقبل الأسيوي، وتعد من بين أحدث المدن العالمية، أرض التقنيات المتنوعة، إنها مدينة بوتراجايا، تم تصميم المدينة بأيدي ماليزية وبرؤية ماليزية، لتحاكي المدينة بجمالها كل ما هو عبقري، إنها عاصمة ماليزيا الإدارية والسياسية، كما أن أماكن السياحة في بوتراجايا ذات طابع فريد، لذا يمكنك أن تقول إن كوالالمبور تمسك بالتجارة، أما باقي الأمور فتوجد لدى بوتراجايا.
تم تطوير المدينة لتصبح مركزًا للتقنيات العالمية في عام 1990م، ثم أصبحت مقرًا للعاصمة السياسية والإدراية في عام 1999م، وهي إلى الآن تعمل على تطوير التصميم، وتبهرك بوتراجايا حين ترى الثمانية جسور المتصلة ببحيرات بوتراجايا، في صورة خرافية.
إننا نرى رسمة فنية، نجح الماليزيون في تطبيقها، فعلى التلال والمرتفعات نجد أبنية الحكومة، ومنزل رئيس الدولة الماليزية، ورئيس الزوارء، بقصور في غاية الروعة، والكثير من المنازل جاءت على شكل تقني، كأنك في ريف بريطاني عبقري، ناطحات السحاب لا نراها في بوتراجايا، من الممكن أن يكون السبب متعلق بطلب مهاتير محمد رئيس الوزراء، حيث طلب بتخصيص أكبر الأماكن للمساحات الخضراء؛ لتكتمل الرسمة الخاصة ببوتراجايا.
إنها مدينة تمثل التحدي الماليزي، فبعد ازدحام كوالالمبور، كان لابد من حل، ومن هنا ظهر لنا مهاتير بهذا الحل الرائع، بأن نخرج كل ما هو سياسي إلى مدينة أخرى، تعبر عن الروح الماليزية، وتنتقل إليها جميع الإدارات الحكومية، لذلك انتقل التنوع إلى بوتراجايا سريعا.
نرى المعابد والمساجد على ضفاف البحيرات الرائعة، في هذه اللوحة الإعجازية، إن هذا المشروع كان يحتاج إلى مليارات، ليتم بهذا الشكل، ولتصبح السياحة في بوتراجايا بهذا الازدهار، والشعب الماليزي دفع الأموال وتمت جميع الأبنية بتصاميم ماليزية رائعة.
اسم بوتراجايا ينسب إلى أول رئيس وزراء لماليزيا إنه تنكو عبد الرحمن بوترا، وكان هذا تخليدًا لذكرى هذا الرجل العظيم، أما عن أصل الكلمة فنرى اللغة السنسكريتية توضح الأمر، نجد بوترا بمعنة الأمير، وجايا بمعنى النجاح، وهذه المدينة حققت النصر والنجاح والتطور التقني لماليزيا.
إنها تتمتع بكل الفنون الماليزية، فقد انتقل إليها تاريخ المنطقة ككل، حيث الفن والموسيقى والثقافة انتقلت مع أبناء الشعب، وكذلك روعة الاختلاف والمناظر الطبيعية الخلابة تميز المدينة، وتظهرها الأبنية غير المرتفعة.
بوتراجايا هي أحد أقاليم ماليزيا الاتحادية، تأتي بعد كوالالمبور وابوان، وهذا الأمر تم في عام 2001م. أماكن السياحة في بوتراجايا تزيد تطورًا كل يوم؛ لأن المدينة تقدم كل ما هو جديد في كل وقت، فأنت بين الأبنية الجميلة، والمعابد الرائعة، ومدينة تم بناؤها بصورة مختلفة؛ لتناسب كل الأذواق، والألعاب المائية تساعد في اكتمال الصورة لدينا، فنحن أمام صورة طبيعية تقنية تاريخية عظيمة، ومع اكتمال هذه الصورة، ومع تطورها كل يوم نجد السياح يتوافدون لرؤية هذه المدينة الساحرة.
تاريخ مدينة المستقبل الماليزية
إن مدينة بوتراجيايا هي الأحدث في ماليزيا، وتم اختيارها كعاصمة إدارية، لكن هل هذه المنطقة لم تكن ملك لأحد قبل أن يفكر بها مهاتير، إن تأسيس المدينة كان في عام 1918م، وفي هذه الفترة كانت التوسعات البريطانية، وتمت السيطرة على هذه المنطقة القريبة جدًا من العاصمة كوالالمبور.
مساحة الأرض التي أدمجها البريطانيون بالعقارات المحيطة 32 كم2، وفي عام 1980م فكرت الإدارة الحكومية في كوالالمبور بقيادة مهاتير محمد، بتغيير المنطقة السياسية والإدارية، بسبب ازدحام العاصمة، وهذا يتنافى مع متطلبات السياحة.
إن أحد أولويات الحكومة السياحة، لهذا جاء التفكير في مكان مختلف، وتم التفاوض بين الحكومة وولاية سيلانجور في منتصف عام 1990م، لتصبح بوتراجيايا ملكًا للحكومة، وتم دفع مبلغ كبير؛ ليسيطروا على 45 كم2، وبعد هذا الشراء أصبحت هناك منطقتين اتحادتيتين داخل حدود ولاية سيلانغور، كوالالمبور وبوتراجايا.
من الخطط التي وضعتها الحكومة الماليزية، تخصيص 38% من مساحة الأرض للمناطق الخضراء، إنها أولويات الحكومة، هي تهتم بالطبيعة، والمناظر الخلابة، لأنها تعرف أن هذا هو ما يميز ماليزيا عن أي دولة أخرى.
بدأ العمل في هذا المشروع الضخم عام 1995م، واحتاج إلى أكثر من 8 مليار دولار، والتصاميم جاءت ماليزية، والشركات التي ساهمت من الخارج في إتمام هذه المدينة الذكية كانت ب10% فقط، ومما عطل الانتقال وسرعة الانتهاء من المشروع، الأزمة المالية التي واجهت آسيا في عام 1997 و 1998م.
بدأ الانتقال في عام 1999م، وانتهى الانتقال لكل المقرات الحكومية في عام 2005م، وفي عام 2001 أعلن مهاتير بوتراجايا إقليم اتحادي، وإلى الآن تستمر المدينة في التطور والبناء، وأبناء ماليزيا وحكومة ماليزيا، تعمل يوميًا على زيادة عدد محبي المدينة، وطالبي زيارتها.
مناخ مدينة بوتراجايا الماليزية
إن اختيار بوتراجايا جاء بعد الكثير من البحث عن الموقع المناسب، والمناخ المناسب، إن الجو في مدينة بوتراجايا يختلف عن باقي المناطق الماليزيا قليلًا؛ لأنه رغم ارتفاع درجات الحرارة ووصولها إلى 32 درجة مئوية، وجو ماليزيا المداري، نجد المدينة صاحبة جو متوسط، ويشجع على كل شيء؛ لأن المدينة بها 8 بحيرات تعمل على ضبط نسب الحرارة، إلى جانب أننا في منطقة تم تصميمها ليصبح أكثرها مساحات خضراء، وهذه المساحات أيضًا ساعدت على انخفاض الحرارة، إلى جانب أننا أمام مجموعة من التلال والمرتفعات، التي تعمل على إنهاء خطورة الرياح الموسمية، التي تسبب الضباب والرطوبة للمدن الماليزية، إننا في موقع تم اختياره بدقة متناهية؛ ليتناسب مع الشئون السياحية والسياسية؛ لهذا فالجو طوال العالم في حالة مناسبة، ولو حدث تغير في درجة الحرارة، يلجأ السياح وأهل المدينة إلى الرحلات المائية الرائعة.
أماكن السياحة في بوتراجايا
في الغالب إذا لم تتوفر المناطق التاريخية، يقل عدد الزوار؛ لأن معظم السياح يتمنى أن يستمتع بمعرفة أخبار القدماء، إن المدن التي بها بعض المتاحف الخاصة بحفريات ما قبل التاريخ تجذب الكثير، لكن هل هذا هو المعيار مع بوتراجايا، وهي مدينة تنافس كوالالمبور في كل شيء، إننا هنا أمام مدينة مختلفة، واختلافها يرجع إلى أننا لا نجد كل ما ذكرناه، والمحير أن عدد السياح فيها أكبر من تلك المدن المليئة بتاريخ الحفريات، السر هنا إلى جانب تميز أماكن السياحة في بوتراجايا يكمن في الشعب، فشعب ماليزيا يستغل كل المواد لديه، ليخرج بكل النتائج العبقرية، إن الجسور في بوتراجايا والقصور، تجذب الجميع، ومجرد أن يعرف الزوار أن المدينة تحارب الزمن، بإقامة كل ما يجذب الزوار في أقل وقت ممكن، ينجذب الجميع، الكل يريد أن يعرف كيف تطورت المدينة من نفسها، ومع رؤية بعض أماكن السياحة في بوتراجايا ستعرف السر في كونها منافسة لكوالالمبور؛ صاحبة التاريخ والعاصمة التجارية، وسنتعرف على بعض تلك الأماكن المميزة.
مسجد بوترا
إن المسجد يكفي لأكثر من 15 ألف مصلي فمساحته كبيرة؛ ليتناسب مع هذه المدينة الرائعة، إن تصميم المسجد جاء على هيئة مسجد الملك حسن بالمغرب، نرى الأثر العربي الجميل في هذه القبة الزهرية المصنوعة بالجرانيت الوردي الرائع، إن التصيم جاء في عبقرية فريدة؛ ليصبح المسجد أحد أهم معالم ماليزيا، فهو مكون من ثلاثة أقسام أو أجزاء، فهناك جزء خاص بالمصلى، وجزء يعبر عن الصحن، والرسوم المثالية المعبرة عن الحضارة العربية والإسلامية، وهناك جزء تقام فيه الدروس العلمية، وهناك داخل المسجد قاعات خاصة للاحتفال بكل مناسبات المسلمين السعيدة، ومع بساطة الطراز العربي الخاص بالمسجد، نجد 12 عمودًا، يعبر عن دقة التصميم، وارتفاع يصل إلى 250 قدم فوق سطح الأرض، وتكثر الزخرفة في الجزء الخاص بالصحن؛ لنرى صورًا تستقبل المصلين، ومحبي التعرف على هذه الحضارة الرائعة، من خلال الهيئة التي تضفيها الصور الفنية الجميلة، والمأذنة تأخذ شكلًا مختلفًا، ننتقل من المغرب إلى بغداد؛ لنأخذ هذه المأذنة الرائعة لمسجد الشيخ عمر، وارتفاع المأذنة 116 مترًا، وتم تقسيمها إلى 5 أقسام؛ لتصبح دالة على أركان الإسلام، ومجسدة لها في صورة من الأبهة.
بيردانا بوترا
إن هذا البناء هو رمز مدينة بوتراجايا، ففي عام 1997م تم بناء هذا المقر على تلة عالية، ليصبح أهم أماكن السياحة في بوتراجايا ومن رموزها الشهيرة؛ لأنه مقر رئيس الوزراء، وبه الكثير من المقرات الحكومية، وهذا البناء جاء بطراز رفيع جدًا، لأنه تأثر بالمعمار الإسلامي الفريد، وبين جنباته الأثر الغربي الرائع، وتم المزج بين تلك الثقافات البنائية مع الروح المالاوية، التي أتمت البناء على هذه الصورة البديعة، وجاءت القبة لهذا البناء بالشكل الأخضر المبهج، لأنها تعبر عن المدينة، ونرى لون البناء ككل على صورة طينية رائعة، وحول هذا البناء نجد معظم أماكن السياحة في بوتراجايا المدهشة.
بحيرة بوتراجايا
في ميدان داتاران بوترا تستطيع تحقيق الاستمتاع الكامل، فهذا الميدان في وسط المدينة، ويضم عدد كبير من المطاعم، والأهم أنه يطل على بحيرة بوتراجايا، التي يمكنك أن تستأجر أحد القوارب الكبيرة أو الصغيرة، وتتعرف على معالم المدينة من خلال رحلة مائية في قمة المتعة، لأن المشاهد التي ستراها تعبر عن روح التصميم الرائع، إن المدينة حديثة، وكل جزء منها يعبر عن ثقافة واضحة وفي قمة التداخل.
الحديقة النباتية تامان
إن الحدائق في هذه المدينة متعددة ومميزة جدًا، لأن أكثر أجزاء المدينة تعتبر مسطحات خضراء، وفي هذه الحديقة نجد أحد أحدث المراكز الخاصة بالبحوث، ومراكز التعليم، ونجد على أرض هذه الحديقة، مع هذه المراكز، ومع النباتات النادرة، مركزًا مميزًا جدًا لاستكشاف الطبيعة، وهذا المركز يعبر عن الروح التقنية، التي تمناها كل مواطن ماليزي، لهذه المدينة الخالدة، وهذه التقنيات تساعد على تطوير حركة السياحة في بوتراجايا.
مجمع الاماندا
هناك حديقة مميزة في هذا المجمع، بالإضافة إلى عدد من النافورات صاحبة الأشكال المميزة والرائعة، وهناك عدد كبير من الألعاب الشيقة، ويمكنك أن تستمتع في هذا المجمع مع أكبر متاجر في بوتراجايا، ومع عدد كبير من المطاعم، التي تقدم أروع الأطعمة الغربية والعربية، والمطاعم عالمية مثل بيتزا هت ومكدونالدز وغيرها، والمطاعم العربية عددها كبير، كأنك تأكل في قلب المنطقة التي تسكن فيها.
التسوق في بوتراجايا
من المؤكد أن المدينة الحديثة عندما أرادت لها الحكومة الظهور في قمة التفوق، خططوا لعمل أكبر المراكز التجارية؛ لأن الكثير من السياح يحب أن يتعرف على ثقافة المدينة من خلال الأزياء الموجودة، والماركات العالمية المتوفرة، لكن المدينة الحديثة بوتراجايا تتفوق في مجال التسوق، وتشعر فيها أنك في مدينة بدأ التسوق فيها من ألف سنة، لأن أهلها يعرفون كل شيء عن التجارة وعن الأزياء، ولابد أن تعرف أنها المدينة المنافسة للعاصمة كوالالمبور، ومن هنا جاء التحدي، لكن يجب أن تحذر لأن الكثير من المتاجر تغلق بعد صلاة المغرب، هذا تقليد من تقاليد أهل المدينة، فيجب أن تأخذ حذرك، ولا تؤجل متعة التسوق، وفي أحد أماكن السياحة في بوتراجايا الهامة، كمجمع الاماندا، نجد عددا كبيرا من المحلات العالمية، التي تقدم أحدث الصيحات، والاكسسوارات التي تميز بوتراجايا عن غيرها، وتعبر عن ماليزيا باختلافها وروعتها.