تعتبر مدينة ديربان من أكبر مدن جنوب إفريقيا، وكذلك فهي ثاني أهم المراكز الصناعية في البلاد بعد مدينة جوهانسبرغ،. وتشتهر المدينة بأنها تمتلك أكثر الموانئ ازدحاما في القارة السمراء، كما تعد أماكن السياحة في ديربان من بين الوجهات السياحية الرئيسية في جنوب إفريقيا، وذلك تبعا لاعتدال مناخها طوال العام ونظرا لتمتعها بالشواطئ المتميزة شاسعة المساحة. ومع وجود الطقس الحار على مدار العام في جنوب إفريقيا، تعمل مدينة ديربان على الترحيب بزائريها من كل أنحاء العالم، هؤلاء الذين يبحثون عن الاسترخاء بين أحضان الطبيعة، ويحبون النمط الهادىء للحياة والاستجمام في أجواء مفتوحة، حيث تنتشر الشواطئ الذهبية على المحيط، وتزخر بحفلات الباربكيو والأنشطة المائية المتعددة، كما تتوزع أماكن السياحة في ديربان بين جنبات المدينة بصفة عامة، فمن المطاعم والمقاهي الراقية، إلى العديد من مؤسسات الترفيه والثقافة المنتشرة بغزارة، مرورا بالكثير من المعالم والمزارات السياحية التي تجعل من زيارة ديربان تجربة فريدة.
أيضا يطلق على مدينة ديربان اسم “مدينة الأمواج”، حيث أنها من المدن المشهورة برياضة الركمجة – أو ركوب الأمواج، فهي تتمتع بعدد من الشواطئ الرائعة والمعدة لهذه الرياضة، وتحديدا هي تلك الشواطئ الممتدة على طول ميناء ديربان في المنطقة الجنوبية من المدينة. وسوف يرى الزائر في ديربان ما يجعله يشعر بأنه في فيلم سينيمائي قديم، حيث سيشاهد السيارات التقليدية القديمة والتي يرتدي سائقوها القبعات الكلاسيكية متعددة الألوان، وهذه السيارات مخصصة لأخذ السائحين في جولات غاية في الروعة بين أرجاء المدينة وحولها.
ولا ينبغي على زائر ديربان الجميلة تفويت فرصة زيارة منطقة “الميل الذهبي”، تلك المنطقة الممتدة على مسافة أربعة كيلومترات ساحلية، وهي عبارة عن سلسلة شاطئية محمية من أسماك القرش بواسطة الشباك، وعلاوة على ذلك فهي تعد منطقة ترفيهية بامتياز، حيث توجد بها مسارات مخصصة للدراجات الهوائية، وعدد كبير من المساحات الخضراء التي تصلح لممارسة التأمل والرياضات المختلفة.
وقريبا من ميناء ديربان، سيجد الزائر “متنزه أوشاكا البحري”، والذي يشتمل على الحديقة المائية الأكبر على مستوى العالم، وهي تحتوي بالإضافة إلى أحواض الأسماك والدلافين، على مناطق مخصصة لحيوانات الفقمة وأطيار البطريق والكثير غيرها. كما يضم المتنزه مجمعا للمطاعم يطل على المحيط مباشرة، وعدد من أماكن الترفيه المناسبة لكل أفراد العائلة. وتتميز ديربان بمزيج حضاري فريد، يجمع بين التأثيرات الثقافية المختلفة في جميع مناحي الحياة، حيث تعد تلك المدينة الرائعة بوابة الدخول إلى مملكة الزولو، والتي تتيح للزائر أن يتعرف على حضارة الزولو الغنية بتراث هائل من الطقوس والعادات والتقاليد.
نبذة تاريخية عن ديربان
مدينة ديربان الحديثة تعود إلى عام 1824، عندما وصل فصيل مكون من 25 رجلا إلى المنطقة، وكانوا تحت قيادة الملازم البريطاني F. G. وقد قدموا من مستعمرة كيب وأقاموا مستوطنة على الشاطئ الشمالي لخليج ناتال، بالقرب مما يسمى اليوم بساحة الوداع. وقد سميت الساحة بهذا الاسم لأنها كانت مكان وداع المغامر هنري فرانسيس فين للمنطقة. كان فين قادرا على الصداقة مع الملك شاكا – ملك قبيلة الزولو – وذلك من خلال مساعدته على التعافي من طعنة الجرح الذي عانى منه في المعركة. وكعربون عن امتنان الملك شاكا، فقد منح فين شريطا طوله 30 ميلا (50 كم) من الساحل، وكان على بعد مئة ميل (160 كم) من عمق المنطقة.
وخلال اجتماع لـ 35 من المقيمين الأوروبيين في إقليم فين في 23 حزيران / يونيه 1835، تقرر بناء مدينة عاصمة وتسميتها بـ”ديربان”، وذلك تيمنا باسم السير “بنجامين ديربان” حاكم مستعمرة كيب.
أماكن السياحة في ديربان
تأتي مدينة ديربان في المركز الثالث لأكبر المدن في جنوب إفريقيا، وهي تمتاز بالشواطئ ذات المساحات الشاسعة.. والتي تلتف حول المحيط الهندي الذي يمنح المدينة مناخا شبه استوائيا معتدلا، ويتاح لزائر ديربان الاستمتاع بتراثها الثقافي الثري، والذي يتمثل في العديد من المعالم والمزارات السياحية المتميزة، كما يمكن للزائر أن يجرب جديدا بالتجول بين أسواق الزولو مشبعا رئتيه بروائح التوابل النادرة.
شاطئ جولد مايل
هو أحد الشواطئ الحيوية الصاخبة، ويتميز بوجود عدد من الفنادق السياحية الشاهقة، إضافة إلى عدد من المجمعات الترفيهية المتنوعة، كذلك يوجد بالقرب من الشاطئ الكثير من المحال التجارية والمطاعم، ويعتبر شاطئ جولد مايل إحدى نقاط الجذب الرئيسية في ديربان، وهو مكان مفضل لعشاق مختلف أنواع رياضات الماء، كذلك توجد أماكن مخصصة لصيد الأسماك وأخرى لحمامات الشمس.
حديقة نهر يومجيني للطيور
حديقة نهر يومجيني للطيور، في البداية كانت مشروعا خاصا لعدد من هواة تربية الطيور، والذين كان هدفهم تعريف الناس بمختلف أنواع الطيور القادمة من كل أنحاء العالم، وقد تحولت الحديقة بعد ذلك إلى نقطة جذب هامة في مدينة ديربان، وحازت على اهتمام عالمي لتميزها واحتوائها على طيور نادرة.
الربع الهندي
تشتمل منطقة الربع الهندي على شارع السوق بأكمله، كذلك على مسجد جوما وهو يعد المسجد الأكبر في نصف القارة الإفريقية الجنوبي، وتمتاز منطقة الربع الهندي بوجود مزيج من الثقافات المتجانسة يغلب عليها الطابع الآسيوي، كما يتاح لزائر المنطقة أن يرى عددا من المشاهد التي تبقى بذاكرته، ويعتبر الربع الهندي من أجمل أماكن السياحة في ديربان وأكثرها زيارة.
حديقة ديربان النباتية
تعد حديقة ديربان النباتية أقدم الحدائق النباتية في القارة السمراء، وهي تقع في المنطقة الكائنة حول جبل هيل، وقد تم انشائها في العام 1849، وكان ذلك بهدف تنمية المحاصيل الزراعية، ويتاح لزائر الحديقة شاسعة المساحة أن يأخذ جولة حرة بين النباتات شبه الاستوائية الأصلية والدخيلة، كذلك يوجد بالحديقة الكثير من بساتين الفواكه، والعديد من أنواع الطيور المقيمة.
متنزه أوشاكا البحري
هو أحد أشهر أماكن السياحة في ديربان بصفة عامة، وهو يحتوي على العديد من العجائب الواقعة تحت الماء، مثل نسخ واقعية لحطام أشهر السفن الغارقة، كما يشتمل متنزه أوشاكا البحري على أكبر الأحواض المائية في النصف الجنوبي للكرة الأرضية، كذلك يشتمل على استاد للدلافين، وقاعة عرض لطيور البطريق، وعدد من الكهوف الواقعة تحت الماء والكثير غير ذلك من عوامل المتعة والترفيه.
معبد سري سري رادها
هو أكبر المعابد الموجودة في إفريقيا لطائفة هاري كريشنا، وتحيط بالمعبد حديقة رائعة على هيئة زهرة لوتس، كما يشتمل المعبد على عدد من القباب المطعمة بالذهب، والكثير من التماثيل الذهبية والثريات والتحف المميزة.
منتجع أومهلانجا الشعبي
ويسمى كذلك بوادي الألف جبل، والمكان عبارة عن منطقة طبيعية رائعة، وتمتاز المنطقة بوجود الكثير من القمم الصخرية والتلال، كما تزخر بالمشاهد الطبيعية الخلابة، وهي تحتوي على عدد من القرى البدائية والوديان الخصبة، كذلك تحتوي على شلالات ساحرة تصب في المحيط الهندي، وتعد منطقة منتجع أومهجلانا الشعبي من أروع أماكن السياحة في ديربان عامة.
صخور أومهلانجا
هي إحدى مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، ومكان فائق التميز بالنسبة لهواة الرياضات المائية، والمنطقة عبارة عن ساحل صخري ممتد لمسافة 200 كليو متر شمال مدينة ديربان، ويتاح لزائر هذه المنطقة الاستمتاع بمشاهدة الدلافين والحيتان، كذلك القيام بممارسة رياضة الغوص في أجواء شديدة الخصوصية، وتزخر المنطقة بالعديد من المحميات الطبيعية وأماكن التسوق.
التسوق في ديربان
توفر مدينة ديربان لزائرها تجربة تسوق رائعة وفريدة من نوعها، وذلك من خلال وجود عدد من مراكز التسوق الأفضل في العالم، فعلى سبيل المثال لا الحصر يوجد مركز “ميدلاندز مول”، ومركز “لوس انجليس لوسيا مول”، كذلك يوجد مجمع “ذا بافليون” التجاري – وهو المجمع الذي يمزج بين مرافق التسوق ومرافق الترفيه معا. أيضا يعتبر سوق “فيكتوريا ستريت ماركت” إحدى الفرص العظيمة لهواة التسوق، خاصة لأولئك الذين يريدون الاحتياجات والسلع ذات الطابع الهندي أو الإفريقي المميز، مثل التوابل النادرة والمصنوعات اليدوية، ويعتبر سوق “فيكتوريا ستريت ماركت” أحد أشهر أماكن السياحة في ديربان بصورة عامة.