مدينة تونس، العاصمة التونسية الفاتنة والمزينة بالتاريخ، حيث هذا الامتزاج الرائع ما بين الحاضر والماضي. وتجتذب السياحة في مدينة تونس زوارها ببهائها وجمالها المتوسطي الفريد، تلك المدينة ذات الشكل المتداخل والمندمج في بعضه البعض. فيتشكل مركزها من المدينة العتيقة، وتحيط بها المدينة العصرية الحديثة التي تمّ إقامتها في أوائل القرن العشرين، يليها عدد من الأحياء الجديدة التي تتطور وتنمو بلا توقف.
ومن الجدير بالذكر أن قلب العاصمة التونسية، يقع فوق إحدى الربوات المطلة على البحر المتوسط، وهي تمتدّ على قرابة ثلاث كيلومترات مربعة، فمن باب سعدون في الجهة الشمالية، إلى باب الفلة وباب عليوة في الجهة الجنوبية، ويجد الزائر باب البحر من الجهة الجنوبية، وباب العلوج من الجهة الغربية. وقد تم تصنيف هذه المنطقة منذ العام 1979 على لائحة مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.
نبذة تاريخية عن مدينة تونس
تم تأسيس المدينة على يد الأميرة عليسة قرطاج في العام 814 ق.م، وذلك بحسب الروايات الصادرة عن المؤرخين القدماء. وقد أتت الأميرة هاربة مع حاشيتها من مدينة صور اللبنانية، وتم تسمية المدينة باسم “قَرْتْ حَدَشْتْ”، ومعناها “المدينة الجديدة”، ثم تم تحوير الاسم إلى “قرطاج” بواسطة النطق اللاتيني.
احتلت المدينة موقعا استراتيجيا بالغ الأهمية بين شرق وغرب البحر الأبيض المتوسط، مما سهل على سكانها ممارسة التجارة، فأبحرت سفنها إلى كل الأنحاء المجاورة، فمن الشرق وصلت السفن التجارية إلى ما بعد موريتانيا، ومن الغرب أصبحت قرطاج هي المركز التجاري الرئيسي لغرب البحر الأبيض المتوسط في الفترة السابقة للقرن الخامس قبل الميلاد.
أماكن السياحة في مدينة تونس
تتميز تونس العاصمة بأنها تحتوي على العديد من المناطق السياحية فائقة التنوع، كما تعمل إدارة المدينة على توفير الكثير من الخدمات الإضافية بالنسبة للسائحين، وسواء كان زائرها في نزهة فردية أو عائلية أو حتى نزهة رومانسية مثل قضاء شهر عسل مميز، فإنه سوف يحظى بكل ما يفكر به من أوجه المتعة السياحية، علاوة على استمتاعه بوجهات السياحة الفريدة في تونس العاصمة.
شواطئ قرطاج الفاتنة
تنبسط شواطيء قرطاج الرائعة على مساحة 25 كم على خليج تونس. وهي تتمتع بالطبيعة الخلابة والمرافق الفندقية فائقة الحداثة من الدرجة الأولى، وهي تشتمل على العديد من المطاعم والمقاهي المميزة، كذلك على مراكز رياضية ومراكز صحية متقدمة. وتعتبر شواطئ قرطاج من أفضل أماكن السياحة في مدينة تونس وأكثرها زيارة.
كما لا ينبغي على الزائر تفويت الزيارة لقرية “سيدي بوسعيد”، والتي تتفرد ببيوتها المكسوة جميعها بالجير الأبيض والمميزة بأبواب ونوافذ خشبية ذات لون ازرق.
منطقة الحمامات
توجد منطقة الحمامات في جنوب شرق العاصمة التونسية. وهي تمتلك عددا من الشواطيء الرملية الجميلة والهادئة على مسافة عدة كيلومترات. كما تمتاز بانتشار كبير لبساتين البرتقال في أنحائها. وسوف يجد الزائر في تلك المنطقة شواطئ ياسمين الحمامات، وهي التي تحتوي على أرقى الفنادق وأفضلها، كذلك فهي تعد مكانا مثاليا للقيام بالأنشطة الترفيهية، وتحتوي المنطقة على الكثير من مراكز الرياضات المائية وعلى حديقة إفريقيا الرائعة.
المتحف الوطني بباردو
المتحف الوطني بباردو (ويتم اختصار الاسم بمتحف باردو) يقع في مدينة باردو التي تبعد قرابة الـ 4 كم عن تونس العاصمة، ويأتي المتحف في المركز الثاني عالميا بالنسبة إلى فن الفسيفساء الرومانية وذلك بعد متحف زيوغما في تركيا، وهو يشتمل على مجموعة من آلاف لوحات الفسيفساء الرومانية والتي يرجع تاريخها إلى القرن الثاني قبل الميلاد وحتى القرن السادس الميلادي.
دار حسين
دار حسين، هي أحد أهم القصور بالمدينة العتيقة في العاصمة التونسية، إلى جانب دار باش حامبة و دار بن عبد الله ودار الأصرم. شيد القصر بصورته الحالية في القرن الثامن عشر الميلادي على أنقاض قصر الإمارة الذي تم تشييده في عهد بني خرسان.
الحديقة اليابانية في مدينة تونس
حديقة على الطراز الياباني الأصيل، تحتوي على نباتات وأزهار تغطي حوالي الـ 6000 متر مربع، وهي تقع في شارع اليابان بحي الأعمال في مونبليزير بوسط العاصمة. وقد تم استدعاء خبير في المناظر الطبيعية اليابانية لتصميم الحديقة. وتكلف المشروع حوالي الـ 4.6 مليون دولار وتم تمويله بواسطة الوكالة اليابانية الدولية للتعاون.
بحيرة تونس
بحيرة تونس، هي البحيرة الواقعة بين مدينة وخليج تونس. وكانت البحيرة تشكل قسما من الخليج قبل أن تعزل عنه في القرن السادس عشر الميلادي. عام 1885 قامت إحدى الشركات الفرنسية بحفر قناة للملاحة للربط بين البحيرة والبحر المتوسط، وذلك ما أدى إلى تقسيمها إلى نصفين البحيرة الشمالية والبحيرة الجنوبية. وتعتبر البحيرة من أجمل أماكن السياحة في مدينة تونس بالنسبة لمحبي المناظر الطبيعية.
قبة الهواء
قبة الهواء هو أحد المعالم الأثرية التونسية الشهيرة، وقد تم تشييده في القرن السابع عشر الميلادي بحديقة قصر الوردة في ضاحية منوبة. وعرف هذا المعلم ذي القباب الخمس بروعة تصميمه ونقوشه وزخرفته حتى صار يعتبر نموذجا عظيما للعمارة التونسية، وقد سماه التونسيون باسم قبة الهواء بسبب ارتفاعه واتساع منافذه. وتعتبر قبة الهواء إحدى أجمل أماكن السياحة في مدينة تونس بصفة عامة.
باب البحر
باب البحر هو أحد أبواب مدينة تونس القديمة، وقد تم تشييده في عهد الأغالبة، وهو يقع في سور المدينة العتيقة الشرقي. وتروي بعض الحكايات الشعبية في تونس أن مياه البحر كانت تصل إليه وهو الشيء الذي لم يحدث بالطبع. ولكن الباب قد أخذ تسميته بسبب أنه يفتح في اتجاه البحر.
دار الباي
هو قصر الحكومة التونسية الواقع بمنطقة القصبة على المدخل الجنوبي للمدينة العتيقة وهو يسمى بـ “دار الباي”، بني القصر بين عامي 1613 و1666. وقد شهد تحسينات وتعديلات بارزة في عهدي حمودة باشا المرادي (1631-1661) وحمودة باشا الحسيني (1792-1814).
جامع الزيتونة
جامع الزيتونة هو أول الجامعات في العالم الإسلامي، وهو يجمع بين مفهوم الجامعة والجامع بمدينة تونس. ويعتبر ثاني الجوامع التي شيدت في “أفريقية” بعد جامع عقبة بن نافع في مدينة القيروان. ويرجح عدد من المؤرخين أن من أمر بتشييده هو حسان بن النعمان في العام 79 هـ، وقام عبيد الله بن الحباب بإكمال عمارته في 116 هـ.
التسوق في مدينة تونس
إن تونس العاصمة هي المدينة التي تجمع بين الحاضر المتجدد والماضي العريق، لذلك يجد بها الزائر المشهد الشرقي العتيق متمثلا فيما تعرضه دكاكينها من منتجات وصناعات شعبية تقليدية، إلى جانب الطابع الغربي والذي يتوفر بخاصة في الأحياء التي أقيمت خلال أوائل القرن العشرين على نمط بعض المدن الفرنسية، أما في قلب المدينة فسيجد السوق المركزية المفعمة بالحركة والحيوية، والتي ستبهره معروضاتها في كل الأنشطة والمجالات. وتعد الأسواق الشعبية من أجمل أماكن السياحة في مدينة تونس إضافة لكونها أماكن تجارية.