تقع مدينة صفاقس على أطراف الجنوب التونسي، لكنّها كذلك مفتوحة على البحر المتوسط وخليج قابس، وهي تعتبر المدينة الثانية في جمهورية تونس من حيث عدد السكان والأهمية الاقتصادية. وقد بقيت السياحة في صفاقس بعيدة عن الوجهات السياحية الكبرى في تونس، وقد حافظت المدينة بذلك على خصوصيتها وتميزها الكبير، محافظة أيضا على المدينة العتيقة بها والتي تحيطها أسوار يرجع تاريخها لقرون مضت.

ويواجه صفاقس من ناحية البحر أرخبيل من الجزر الساحرة، تلك الجزر التي تمتلك شواطئ خلابة غاية في الجمال والروعة، وتحتوي على أجواء فريدة، وهي الجزر التي تسمى بجزر قرقنة.

وقد عرفت صفاقس بالنشاط الثقافي الكبير والمميّز، هذا الّذي أعدها لتكون عاصمة الثّقافة العربيّة للعام 2016.

وتعتبر الصناعات المختلفة هي الأنشطة الاقتصادية الأساسية في صفاقس، مثل صناعة معالجة الفوسفات، والصناعات الغذائية مثل معاصر زيت الزيتون وصناعة المكسرات، كذلك يعد صيد الأسماك نشاطا رئيسيا في اقتصاد المدينة، حيث يوجد في صفاقس أكبر موانئ الصيد في تونس، أيضا تحتل التجارة قسما كبيرا من اقتصاد المدينة في الاستيراد والتصدير، وتوصف صفاقس بأنها المدينة المركزية الثانية في البلاد بعد العاصمة تونس، ويطلق عليها اسم “مدينة الزيتون” نسبة إلى مزارع الزيتون ذات المساحات الشاسعة التي تحيط بالمدينة.

لذلك فلا ينبغي على زائر أماكن السياحة في صفاقس أن يفوت فرصة زيارة إحدى أكبر غابات الزيتون في العالم، حيث أشجار الزيتون تحيط قرى صفاقس على الأطراف، ويتمثل هذا المشهد الطبيعي الخلاب على أحسن ما يكون في منطقة “الشعال”، وهناك يتاح للسائح أن يقوم بجولة حرة على الدراجة أو بالسيارة، وأن يستمتع بنزهة خلوية لا مثيل لها في حقول الزيتون الساحرة، مع إمكانية التفاعل مع السكان المحليين والاطلاع على حياة الريف الأصيل في صفاقس.

نبذة تاريخية عن مدينة صفاقس

يتعلّق معظم تاريخ صفاقس بتاريخ المدينة العتيقة الّتي بقيت لعدة قرون تشكل كل المدينة. أقيمت مدينة صفاقس حول أحد الحصون الدفاعية، وقد كان هذا الحصن يمثل كلّ العمران الموجود في المنطقة الحاليّة للمدينة في بداية القرن التّاسع الميلادي، وتتباين المصادر في توصيف تاريخ هذا الحصن، فتذهب بعض المصادر إلى أنّه متواجد في مكانه منذ عصر دولة قرطاج، وترجّح مصادر أخرى أنّه حصن عربي أقيم بعد غزو إفريقيّة بمدة قصيرة.

ولكن ما يمكن التأكيد عليه هو أنّ أسوار المدينة العتيقة قد تم تشييدها في منتصف القرن التاسع الميلادي، وذلك بعد أن أوكل الأغالبة إلى علي بن أسلم البكري عملية تخطيط المدينة، فأقام السّور على صورته الحالية، وأقام الجامع الكبير في وسط المدينة، وكلاهما على حالته الأولى إلى اليوم.

 

أماكن السياحة في صفاقس

تبعد مدينة صفاقس حوالي ثلاث ساعات إلى جهة الجنوب من تونس العاصمة، وقد تكون من المدن غير الشهيرة سياحيا بالنسبة للكثيرين من السياح العرب والأجانب، لذلك فهي تعتبر وجهة مثالية للذين يرغبون في الاطلاع على الحياة التونسية الحقيقية بعيدا عن الازدحام والضجيج. وتتميز المدينة العتيقة في صفاقس بالعمارة الفريدة والأحياء الشعبية الرائعة، وهي الأشياء التي دفعت مخرج الفيلم الأمريكي الشهير “المريض الإنكليزي” إلى أن يقوم بتصوير عدد من المشاهد في ذلك الجزء العتيق من صفاقس.

 

المتحف الأثري بصفاقس

المتحف الأثري بصفاقس

ينتصب هذا المتحف في قلب المدينة العصريّة في جانب من قصر البلدية، ويحتضن مجموعات تغطّي عهود تاريخ تونس بأكمله، مع لقى متأتّية من صفاقس وضواحيها ومن مواقع أخرى أبعد. ولقد أجريت عليه مؤخّرا عمليّة تجميليّة زادته نضارة وجعلت زيارته أكثر إمتاعا.

 

حديقة الحيوانات “التوتة”

حديقة الحيوانات "التوتة"

حديقة الحيوانات في صفاقس، أو حديقة “التوتة”.. ارتبط هذا الاسم منذ عقود خلت في ذاكرة الكبار والصغار بمدينة صفاقس بالترفيه والمتعة، وذلك عبر الاستمتاع بخمائل الأشجار واكتشاف فصائل الحيوانات المتنوعة. وتعتبر الحديقة من أجمل أماكن السياحة في صفاقس بصفة عامة.

 

باب الديوان

يعود تاريخ إنشاء هذا الباب إلى عصر بناء سور المدينة العتيقة، أي في العام 859م، وهو يقع في منتصف السور الجنوبي ويفتح مباشرة على البحر، وقد كان في البداية بابا واحدا ليس إلا، وكان يسمى بباب البحر، أما اليوم فقد أصبح مقسما إلى أربعة أبواب.

 

متحف دار الجلولي

متحف دار الجلولي

متحف دار الجلولي، ويسمى أيضا بالمتحف الجهوي للفنون والتقاليد الشعبية، وهو المتحف الذي تم تأسيسه في العام 1939م، في أحد القصور الواقعة في وسط مدينة صفاقس العتيقة. ويعد متحف دار الجلولي من أبرز أماكن السياحة في صفاقس وأكثرها زيارة.

 

القصبة

القصبة صفاقس

تقع منطقة القصبة في الطرف الجنوبي الغربي من مدينة صفاقس. وكانت القصبة في العهود القديمة إحدى الحاميات العسكرية قبل قدوم الحمله الفرنسية ” 1881- 1956″ وأثناء قدومها. وقد أزال الاحتلال الفرنسي العديد من مباني المنطقة القديمة. ومن الجدير بالذكر أن هذه المنطقة تعد من أهم أماكن السياحة في صفاقس وأكثرها زيارة.

 

متحف القصبة

متحف القصبة صفاقس

متحف القصبة في صفاقس هو أحد المتاحف التونسية الشهيرة على مستوى البلاد، حيث يحتوي المتحف على الكثير من الوثائق التاريخية التي تعود لقرون خلت، ومن الجدير بالذكر أنه قد تمت سرقة إحدى الوثائق الهامة من المتحف في العام 2016.

 

التسوق في صفاقس

تنتشر في مدينة صفاقس الكثير من الأسواق والبازارات ذات الطبيعة المحلية الرائعة، علاوة على المطاعم والمقاهي المميزة، وتمثل أماكن التسوق في صفاقس فرصة ذهبية لهواة التسوق واقتناء البضائع المتميزة بسعر رخيص وقابل للمساومة.

وتقوم هذه الأسواق بعرض مختلف الصناعات المحلية كالملابس والأحذية والاكسسوارات والهدايا. في وسط المدينة يوجد مقهى “ديوان” والذي يعد بالنسبة للزائرين واحة للاستراحة من عناء التجول وضوضاء المدينة,

كما يعمل “سوق السمك” في صفاقس على تقديم عالما غنيا من الأشكال والألوان البحرية التي يتميز بها بحر المدينة، في حين يشتهر الحي الحديث بصفاقس- وهو ما يسمى أيضا بـ “باب البحر” بعمارته الأنيقة والمعاصرة، كذلك يحتوي الحي على عشرات المطاعم والمقاهي و”فندق زيتونة” الذي كان يعد قديما من الفنادق الأشهر على مستوى مدينة صفاقس وتونس والمغرب العربي بصفة عامة. وتعتبر أسواق المدينة من أجمل أماكن السياحة في صفاقس إضافة إلى كونها أماكن تجارية بامتياز.

Categorized in:

تونس,