تلك المدينة الساحرة التي تقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، بمنحدراتها الساحلية، والجبال المحيطة بها، والتي تعد منتجعًا دوليًّا كبيرًا يقصده السياح من كل مكان بالعالم، طالبين الراحة والاستجمام، حيث تشتهر أنطاليا بشواطئها المميزة؛ مثل شاطئ كونيالتي، وشاطئ كاربوزكادران، كما تجذب هواة ممارسة الرياضات الشتوية للاستمتاع بالطبيعي الخلابة للمدينة. ولا تقتصر أماكن السياحة في أنطاليا على هذا الجانب، حيث تاريخ المدينة العريق أضفى عليها طابعا خاصا.

فتجد هناك الكثير من المساجد والكنائس والمدارس الدينية، والحمامات القديمة في المدينة، كما تحتوي على العديد من البيوت التاريخية التي تمتاز بانتمائها للعمارة التقليدية المحلية، التركية واليونانية القديمة أيضا.

 

موقع وخريطة أنطاليا

تقع مدينة أنطاليا جنوبي غرب الأناضول في تركيا، حيث خليج أنطاليا على ساحل الأبيض المتوسط، كما تبعد عن العاصمة أنقرة حوالي 518 كيلومتر، وعن إسطنبول حوالي 729 كيلومتر. وأصل تسمية المدينة بهذا الاسم (أنطاليا) يرجع حسب التراث إلى القرن الثاني قبل الميلاد، حيث أمر حاكم بيرغامون الملك أتالوس الثاني رجاله بالعثور على جنة على الأرض، وبعدما استمرت عملية البحث على نطاق واسع تم اكتشاف هذه المنطقة، حيث قام الملك أتالوس الثاني ببناء المدينة، وأعطاها اسم أتاليا، والذي تحول فيما بعد إلى أداليا، ثم أنطاليا.

[put_wpgm id=27]

 

الطقس في مدينة أنطاليا

أنطاليا في الصيف تعتبر واحدة من أجمل الشواطئ على الأبيض المتوسط، ما يجذب إليها الكثيرين من راغبي الهدوء والاستجمام والاستمتاع بالبحر والرمال البيضاء الممتدة، في الجدول التالي نعرض متوسطات درجات الحرارة في أنطاليا كما رصدها موقع (ويذر بيز).

[table id=24 /]

 

أنطاليا وتاريخ طويل

لا يعرف على وجه التحديد متى كانت أول مرة سكنت فيها مدينة أنطاليا، لكن يعتقد أن أتالوس الثاني ملك بيرغامون هو من أمر ببناء المدينة قبل الميلاد بحوالي 150 سنة، وأطلق عليها اسم (أتاليا)، وأسسها لتكون قاعدة بحرية لأسطوله القوي. لكن مؤخرًا، وتحديدًا في عام 2008م كشفت الحفريات في (دوجو جاراجي) بمدينة أنطاليا عن قطع أثرية يعود تاريخها إلى ما قبل الميلاد بثلاثة قرون، وهي المفاجأة التي كشفت تأسس المدينة في وقت سابق عما هو مشهور.

ثم أصبحت مدينة أنطاليا جزءا من الدولة الرومانية في عام 133 قبل الميلاد، على يد الملك أتالوس الثالث، حيث نمت المدينة وازدهرت أثناء حكم الدولة الرومانية القديمة لها.

بعد ذلك أصبحت مدينة أنطاليا إحدى المدن الرئيسية في عهد الإمبراطورية البيزنطية، حيث كانت العاصمة لمقاطعة كربيسني البيزنطية، والتي احتلت السواحل الجنوبية بمنطقة آسيا الصغرى، وجزر بحر إيجة، غير أنه في عهد الإمبراطور يوحنا الثاني، وتحديدا عام 1118م، عزلت مدينة أنطاليا بريّا عن باقي الدولة من قبل الأتراك، وأصبح لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق البحر فقط، إلا أن تلك العزلة لم تمتد طويلا، ففي السنة التالية، وبمعاونة القائد العام (جون أكسش)، أبعد الإمبراطور يوحنا الثاني الأتراك عن الطرق البرية المؤدية إلى مدينة أنطاليا، وأعاد ربطها بباقي أجزاء الإمبراطورية.

وفي بدايات القرن الثالث عشر سيطر السلاجقة على المدينة، والمناطق المحيطة بها، في بدايات القرن الثالث عشر. وحتى دخول العثمانيين ظلت مدينة أنطاليا عاصمة لمحافظة بيليك أوف تيكي التركية، ما بين عامي 1321م و1423م. كذلك فقد احتلت المدينة لفترة وجيزة من قبل الإيطاليين في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وحتى تم إعلان جمهورية تركيا عام 1923م. كل ذلك أضاف الكثير إلى أماكن السياحة في أنطاليا التركية.

 

أهم أماكن السياحة في أنطاليا

تتنوع أماكن السياحة في أنطاليا ما بين المواقع التاريخية العريقة والأماكن ذات الطبيعة الخلابة، والتي جعلت مطار أنطاليا أحد أكثر مطارات البحر الأبيض المتوسط استقبالا للمسافرين. ويعتبر (كاليتشي) هو مركز المدينة التاريخي، بما يحتويه من فنادق وحانات ونوادي ومطاعم وأسواق، تحتفظ جميعها بالطابع التاريخي لمدينة أنطاليا، وقد فاز الترميم الذي أجري مؤخرا لهذه المنطقة بجائزة التفاحة الذهبية كأفضل ترميم لمعلم سياحي. كذلك تضم المدينة العديد من المواقع التي تتميز بطراز العمارة والثقافة الليكية والبمفيلية والإغريقية، لكن الطابع الغالب على أنطليا هو الطراز الروماني والبيزنطي، وكذلك السلجوقي والعثماني.

ومن بين المزارات السياحية التي تشتهر بها المدينة اخترنا أهم نقاط الاهتمام لدى زوار أنطاليا العرب والأجانب، التي توفر عليك الوقت والجهد، وتجعلك مستعدا للاستمتاع بتلك المدينة الساحرة:

 

برج هيديرليك

يرجع تاريخ بناء ذلك البرج إلى القرن الثاني الميلادي، وقد بني بالكامل من الحجارة، حيث يصل ارتفاعه إلى ١٤ مترًا، ويتميز بقاعدته المربعة التي يعلوها البرج بشكله الدائري المهيب، كما يتميز بموقعه داخل تلك الحديقة الصغيرة الرائعة، ذات الإطلالة الاسثنائية على المنحدرات في أنطاليا.

 

بوابة هادريان

تم تشييدها عام ١٣٠م، وسميت بهذا الاسم نسبة لهادريان الإمبراطور الروماني، لتكون تخليدا لذكرى الزيارة التي قام بها لأنطاليا. تتكون البوابة من ثلاثة أقواس متتالية على الطراز المعماري الروماني المميز، وإضافة إلى أهمية المكان على المستوى التاريخي والأثري، فهو ما زال يستعمل كمدخل لمنطقة كاليتشي (أو أنطاليا القديمة) وشارع (هيسابتشي)، ويعتبر من أهم أماكن السياحة في أنطاليا وأكثرها قيمة.

 

مسجد مراد باشا

ذلك المسجد العثماني القديم، يوجد بحي مراد باشا، حيث تم بناؤه عام ١٥٧٠م. ويتميز المسجد بقبته العالية التي تغطي السقف بالكامل، وكذلك بالنقوش المميزة التي تكتسي بها جدرانه الداخلية، وفي مواجهة قبته الرئيسية توجد ثلاث قباب صغيرة الحجم.

 

مسجد يفلي منارة

يعد مسجد يفلي منارة من أقدم مباني مدينة أنطاليا الإسلامية، حيث تم بناؤه على يد السلطان السلجوقي (علاء الدين) في القرن الثالث عشر. يتميز المسجد بمئذنته الجميلة التي يبلغ ارتفاعها 38م، وترتكز على قاعدتها الحجرية المربعة، كما تتزين ببلاطها الأزرق البديع.

 

متحف أنطاليا الأثري

يحتوي المتحف على مقتنيات أثرية تمثل مختلف الحضارات التي شهدها ساحل الأبيض المتوسط، ويقع في منطقة (كونيالتي) أمام حديقة أتاتورك، حيث يحتل مساحة ٣٠ ألف متر مربع، تنقسم إلى قاعة خارجية مكشوفة، وثلاث عشرة قاعة مغطاة، وقسم خاص للإطفال، كذلك يضم المتحف ورشًا مجهزة للترميم والعناية بالآثار، إضافة إلى قاعة التصوير، والكفتيريا.

تبلغ محتويات المتحف حوالي ٥٠٠٠ قطعة أثرية معروضة، وعدد كبير من القطع غير المعروضة للعامة. وتتوزع قاعات العرض والمحتويات وفق العصر التاريخي الذي تمثله، حيث تجد الكثير من المخطوطات والعملات والمنسوجات، بالإضافة إلى التماثيل والأيقونات.. إلى غير ذلك من آثار العثمانيين والسلاجقة، والرومان، وحتى بعض آثار العصر الحجري.

 

متحف أتاتورك

وهو القصر الذي أهداه سكان أنطاليا لمصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية، لدى زيارته الأولى للمدينة عام ١٩٣٠م، حيث تم اعتباره متحفا منذ عام ١٩٨٦م. ويتكون المبنى من طابقين، يوجد في الطابق الأول عدد من الصور التذكارية لزيارة أتاتورك، أما الطابق الثاني فيضم مجموعة من الأوراق النقدية والعملات المعدنية وطوابع البريد المميزة بصورة أتاتورك، كذلك هناك غرفة خاصة تضم بعض مقتنيات أتاتورك الخاصة من ملابس وأحذية وغير ذلك.

 

وادي كوبرولو

يحتل الوادي مساحة 366 كيلو متر مربع، ويبلغ عمقه في بعض المناطق 400 متر، تم اعتباره حديقة وطنية بداية من عام 1973م، ويعد وادي كوبرولو من أجمل المناطق الطبيعية الموجودة في تركيا، كما يتميز بآثاره الرومانية العريقة، كالجسر الروماني الذي ما زال بإمكانك استخدامه حتى اليوم.

 

شلالات دودان

إحدى عجائب أنطاليا، والذي يحظى بإقبال واسع من السياح، حيث الاستمتاع بالمناطق الجبلية والمناظر الطبيعية الخلابة. ولشلال دودين منبعان في جبال طوروس، والعجيب أن المياه تخرج من هذين المنبعين وتقطع مسافة طويلة حتى تصل إلى الشلالات، ثم تنهمر إلى القاع، لتسير مسافة حوالي 2 كم في عمق الأرض وتخرج من المنبعين مرة أخرى! وبعدما اكتشف المختصون هذه الحقيقة قرروا الاستفادة من جريان الماء عن طريق إقامة محطة لتوليد الكهرباء.

 

أفضل فنادق أنطاليا في كل الفئات

أفضل فنادق أنقرة في كل الفئات

أفضل فنادق اسطنبول في كل الفئات

أفضل فنادق أزمير في كل الفئات

أفضل فنادق كونيا في كل الفئات

أفضل فنادق مرمريس في جميع الفئات

Categorized in:

تركيا,