الثقافة التاريخية والحياة الطبيعية، ما إن اندمجت أخرجت متاحفًا غاية في الجمال، ومسارحًا آية في التألق، السياحة في كالينينغراد تشبه الإبحار على سفينة روسيا السياحية، وبين الغواصات العلمية، والمباني التاريخية، والحياة المليئة بالحدائق والفنون الاستعراضية، مدينة معارض وفنون وملاعب راقية لجميع المجالات، حوائط كالينينغراد تتحدث عن تلك البداية التاريخية المختلفة.

مدينة كالينينغراد أحد المراكز الإدارية في إقليم كالينينغراد، وهو إقليم يقع بين بولندا وليتوانيا عند بحر البلطيق، تبدأ قصة السياحة في كالينينغراد مع العصور الوسطى، إذ كانت المدينة موطنًا لبروسية القديمة توانجست، وانطلق في عام 1255م، وأثناء الحروب الصليبية تم بناء قلعة الفرسان تيوتونيك، وكانت تلك عاصمة دوقية بروسيا.

أطلق عليها كوينغسبرغ وتدهورت الثقافة البروسية في القرن السابع عشر؛ ليتم الدمج بين البروسية القديمة والثقافة الألمانية، وكانت كالينينغراد عاصمة لتلك المقاطعة الشرقية، وزاد أعداد الألمان رغم وجود بعض البولندية والليتوانية وأقليات من مناطق مختلفة.

فترة الحرب العالمية الثانية أثرت على المدينة بأضرار بالغة بعد الهجوم البريطاني عام 1944م، وبعد انتهاء الحرب أصبحت جزءًا من الاتحاد السوفياتي، تسمية كونيسبرغ تغيرت إلى اسم المدينة الحالي عام 1946م، عقب وفاة رئيس مجلس الاتحاد السوفياتي ميخائيل كالينين، ثم طردوا كل السكان الألمان، وقد حلت اللغة الروسية مكان اللغة الألمانية المنتشرة على هذه الأراضي.

السياحة في كالينينغراد تاريخية؛ لأننا نتعرف على سبب انغلاق المدينة أمام الأجانب عقب الحرب، وتلك الاتفاقيات التي رسمت الحدود البولندية، وأدخلت المدينة حيز الاتحاد السوفياتي، العديد من الأمور أكثر وضوحًا عندما نراها بالمتاحف ومن خلال رسم الميادين، الكثير من الأحداث تجذبنا إلى تلك الأرض الروسية التي تحدثت الألمانية لفترات طويلة، منطقة على بحر البلطيق.

تضم العديد من الظواهر الجمالية على رأسها التاريخ العريق، الذي تبدأ جذوره مع العصور الوسطى، والثقافة الفنية وحياة المسرح الرائعة على خلفية تلك الأماكن المحيطة، والمواقع الجاذبة للجميع، بين مسرح الأوركسترا كالينينغراد الذي أقيم داخل الكنيسة الكاثوليكية، والمسرح الإقليم ومسرح العرائس، مجموعة كبيرة من الأماكن يمكن زيارتها والتعرف من خلالها على الطاقات الألمانية، والنزعات الروسية المشوقة.

موقع مدينة كالينينغراد


مدينة كالينينغراد تقع عند المصب الخاص بنهر بريغوليا الملاح، النهر الذي يؤدي إلى بحيرة فيستولا، وهذا مدخل بحر البلطيق، حيث تقع بين بولندا وليتوانيا، فيستولا هي الرابط بين بحر البلطيق ومضيق بالتييسك، لذا رأينا العديد من المحاولات عام 1900م لتمرير السفن بينهم، إلا أن حجم السفن منع المرور، مما جعل المدينة أمام خيار واحد وهو نقل البضائع على متن سفن صغيرة عام 1901م، وتم إنجاز هذا العمل بتكلفة 13 مليون مارك ألماني.

السياحة في كالينينغراد تعتمد على الغابة الخضراء لتلك المدينة، فهي عبارة عن مروج خضراء وحدائق متشعبة بنمط إنجليزي رائع، يوجد بحيرة اصطناعية في المنطقة المركزية من المدينة، جسور كونيجسبيرج السبعة باقية إلى اليوم بأشكالها الهيكلية، والمدينة بها العديد من الأماكن الطبيعية بمرورها ببحر البلطيق، والعديد من المظاهر الرائعة لموقع يمتاز بالروعة والرقي.

مناخ مدينة التاريخ كالينينغراد


تمتلك المدينة مناخ معتدل لكنه بحري، مناخ له تغيرات عديدة وأشكال رطبة ومعتدلة، فالفوارق المناخية واضحة بين يوليو ويناير وغير هذا من الأوقات، فالمعروف عن فصل الشتاء أنه بارد وغائم وعواصفه كثيرة حيث تتراوح الدرجات المئوية بين السالب والموجب -1.5 إلى 18 درجة مئوية، الأمطار تصل في الشهر إلى 97.0 ملم، فصل الربيع يبدأ من مارس بشكل عاصف وبارد، ويأتي الدفئ لاحقًا والصيف يبدأ مع يونيو بطبيعة دافئة وساخنة مميزة؛ لتصل درجات الحرارة إلى 35 درجة مئوية، أشعة الشمس يدخلها المطر الغزير لتصل الساعات سنويًا إلى 1700.

أما فصل الخريف الذي يبدأ من سبتمبر فإنه دافئ بداية، ثم يتحول لفصل بارد ويشهد الثلوج والضباب، أكثر الشهور برودة شهر يناير وفبراير؛ لأن درجة الحرارة فيهم قد تصل إلى -15 درجة مئوية، الأجواء العامة للمدينة معتدلة، وتتداخل الدرجات لتجعل للمدينة مناخ مختلف، وفي كل أوقات العام ترى التعامل مع تلك التقلبات، التي اعتاد عليها أهل مدينة كالينينغراد.

أماكن السياحة في كالينينغراد


السياحة في كالينينغراد متعددة الأطراف، بين حدائق وممرات عالية، وأماكن طبيعية ساحرة، وبين تاريخ عميق يحث الجميع على النظرة العقلية، الاختلاف شاسع بين إعمال الروح وإعمال العقل، لذا أطلق على السياحة في كالينينغراد أرض الاختلافات، وقد تم ترجمة كل هذا على شكل ثقافي يتمثل في فنون السينما الخاصة بتلك المدينة الأوروبية في أكثر مظاهرها، ومعالم الألمان لا تزال بين القلاع المهدمة والمتاحف القائمة، العديد من الأمور تجذبك على أرض المدينة.

فلا تعجب إن مر وقتك وأنت بأول معلم من معالم المدينة، فالقصص هنا مختلفة بين متاحف تضم العديد من القطع العالمية النادرة، ومسارح تعرض لأهم الفرق وأكثرها تأثرًا بذاك الجو الخاص بالمدينة، حتى المعارض التي تقام تشبه الأرض تمامًا في أمور الاختلاف، وعرض ما هو مميز فقط، إذا دخلت متجرًا ستلاحظ الإبداع في كل قطعة تم وضعها؛ كأن المدينة قد رسمت رسمًا، من الرائع أن تتسوق بين أحياء المدينة، لتتعرف على حياة أكثر وضوحًا، ومن أماكن السياحة في كالينينغراد المختلفة.

متحف كالينينغراد العنبر

أحد المتاحف الفنية الواقعة على أرض مدينة كالينينغراد، حيث تم تخصيص المتحف لتلك الأعمال الفنية وعرض العنبر، بداية البناء كانت في عام 1927م، وسط المدينة عند بحيرة فيركني، وتم افتتاح المتحف عام 1979م؛ ليصبح بهذا أحد المتاحف الرائعة، والتي تقدم قطعًا مميزة من العنبر، يصل عدد القطع إلى 14.000، تصميم المتحف أكثر من رائع، يوضح أثر الحروب وبقاء المناوشات النابليونية؛ لذا نرى التحصين القوي، من بين تلك المعروضات ثاني أكبر قطع العالم من العنبر.

ويضم المتحف أكثر من 3000 قطعة مميزة من العنبر وأشهرهم سحلية صغيرة، أحد المشتقات العضوية المميزة، اختيار المكان جاء لقرب المدينة من يانتارنوي أرض الإيداع الجوهري فيها أكثر من 90% من احتياطي العالم كله، ومن هنا ظهر هذا المتحف التاريخي صاحب الفنون البارزة على مر التاريخ، يحتوي المتحف على خمسة أقسام، موزعة على 28 غرفة للعرض، وثلاثة طوابق، المتحف يجمع بين الطبيعة الفنية، والتاريخية لمدينة كالينينغراد.

كاتدرائية كونيغسبرغ

من أقدم الكنائس على أرض كالينينغراد، حيث تم بناؤها عام 1330م، إلا أن الحرب العالمية الثانية قامت بتدمير الكنيسة بشكل كامل، فضاع جزء من هذا الصرح الديني الضخم، إلا أن الاتحاد السوفييتي قد أعاد بناء الكنيسة بهيكلة قريبة من البناء الأول عام 1945م.

بهذا تصبح الكاتدرائية صاحبة تاريخ رائع، وبناء ضخم؛ لذا نرى الكثير من الزوار يأتون لرؤية هذا البناء العظيم، الذي تميز بالنقوش الحيوية المعبرة عن الديانة المسيحية، وطبيعة تلك الفترة من التاريخ الروسي، السياحة في كالينينغراد تتألق بتلك المناظر التاريخية والعروض الدينية.

حديقة حيوان كالينينغراد    

تم افتتاح الحديقة عام 1896م، وأول الأمر أطلق عليها كنيغسبرغ، وهي تمتد لأكثر من 16.5 هكتار، وتملك الحديقة العديد من الأنواع يصل إلى 315 نوعًا من الحيوانات النادرة، والمعروفة عن الحياة الروسية الصعبة، وأطلق على الحديقة لاحقًا اسم كالينينغراد، يكتمل المنظر الطبيعي مع حدائق نباتي تكمل الصورة الحيوانية لمدينة روسية فريدة.

إقرأ أيضا: أفضل فنادق كالينينغراد روسيا: أسعار تناسب جميع الفئات


 

Categorized in:

روسيا,