هي نقطة الاتصال بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، تلك المدينة العريقة الموغلة في القدم، التي امتزجت فيها العديد من الحضارات، وتتابعت عليها الممالك، فكانت موضع لمعانها واندثارها في آن واحد، الواقفة هناك في مركز جمهورية تركيا تماما، والمتربعة على هضبة الأناضول، بخمسة ملايين نسمة، وخمسة آلاف سنة من التاريخ الحافل بالزوار.
ما بين الحاثيين والحيثيين والفريجيين والليديين، والدولة الأخمينية الفارسية والمقدونية والكلدانية، وإمبراطورية الرومان، وبيزنطة، ودولة السلاجقة، واجتياح المغول، وفتح العثمانيين؛ جميعهم تركوا أثرا واضحا على أماكن السياحة في أنقرة العاصمة التركية.
ترجع تسمية المدينة بهذا الاسم (أنقرة) إلى الكلمة يونانية الأصل (أنكيرا) أو أنجيرا، والتي تطلق على (مرساة السفن). من هناك بدأت رحلة البحث عن الاستقلال بعدما هزمت الجيوش العثمانية في الحرب العالمية الأولى، لتصبح عاصمة للجمهورية التركية عام 1923م.
الطقس في أنقرة
تشتهر أنقرة بمناخها القاريّ، حيث تشتد البرودة في الشتاء وتتساقط الثلوج، فيما يصبح الصيف هناك حارًا وجافًا بعض الشيء، وهنا يرصد موقع قاعدة بيانات الطقس العالمية متوسطات درجات الحرارة العظمى والصغرى للعاصمة التركية.
[table id=28 /]
خريطة مدينة أنقرة
[put_wpgm id=10]
أماكن السياحة في أنقرة
تعتبر العاصمة التركية (أنقرة) من المدن ذات الطابع الخاص، والتي قل نظيرها في العالم، ليس فقط من ناحية عدد المعالم السياحية التي تتميز بها، بل أيضا على مستوى نوعية هذه الآثار والأزمنة التي تؤرخ لها، لذا كان من الطبيعي توافد السائحين عليها، وهو ما تخبرنا عنه رحلات مطار إيسنبوغا الدولي. كذلك من الملاحظ جدا في الآونة الأخيرة درجة التطور التي وصلت إليها أنقرة من ناحية المواصلات والطرق وكافة الخدمات المقدمة، ومواكبة التقنية العالمية الحديثة.
أما عن التسوق، فالأماكن المفضلة لدى السياح كثيرة، منها المحلات التجارية القديمة في (درب النساجين) بجوار (أولوس)، حيث توجد الأقمشة التقليدية ومتاجر السجاد اليدوي والمصنوعات الجلدية، كذلك (بازار النحاسين) الذي يحظى بشعبية خاصة، أما شارع (حلمي تونالي) فهو نموذج لمناطق التسوق العصرية، حيث مركز (كاروم) الحديث، و في كانكايا حي (برج آتاكول). ومن المزارات السياحية الأكثر جذبًا للسياح في أنقرة:
قلعة أنقرة
يعود تاريخ بنائها إلى أكثر من 3000 عام، وتوجد بداخلها قرية يعرف عنها ازدحامها الشديد بالسكان منذ القدم. تعتبر أقدم الأماكن بمدينة أنقرة، وبها يمكن مشاهدة أمثلة عديدة على الهندسة التقليدية. وقد تم بناء جدران هذه القلعة على يد الإمبراطور البيزنطي ميخائيل الثاني، وبها بعض المباني التي يعود تاريخ بنائها إلى القرن السابع. يذكر أن أساسات تلك القلعة وضعت من قبل أهل غلاطية، وتم الانتهاء منها على يد الرومان، كذلك فقد قام البيزنطيون والسلاجقة بإضافة بعض الترميمات.
المسرح الروماني
حيث يمكنك مشاهدة بقايا المسرح وكواليسه التي تقبع خارج القلعة، أما التماثيل الرومانية التي عثر عليها في هذا المكان فتعرض في متحف الحضارات الأناضولية، وهو يعد من أكثر أماكن السياحة في أنقرة جذبا للزوار.
معبد أغسطس روما
وفي حي (أولوس) القديم بقلب أنقرة ستعثر على هذا المعبد العريق، الذي يتميز بأسلوبه الأنيق.
مسجد الجامع الكبير
والذي يعرف باسم (الكوجتبا) لدى الأتراك، يقع في وسط أنقرة بمنطقة (الكزلاي), ويعد من أكبر مساجد تركيا، كما يتميز بروعة زخارفه، وقد تم افتتاح الجامع عام 1987م.
الحمام الروماني
ويتميز بأنه نموذج يجمع كل صفات الحمامات الرومانية الكلاسيكية، حيث تجد به غرفة للمياه الباردة، وأخرى للمياه الدافئة، وغرفة المياه الساخنة -أو الحمام الساخن-، الذي بني أيام حكم الإمبراطور (كركلا)، خلال القرن الثالث من الميلاد. يقع بمنطقة أولوس بوسط أنقرة.
عمود يوليان
أو عمود (جوليان) أو (جوليانوس)، الذي أقيم على شرف زيارة الإمبراطور الروماني جوليان، عندما قدم إلى حي أوليوس عام 362م.
ضريح أتاتورك
حيث يتردد عليه قرابة الستة ملايين زائر سنويًّا، بني ضريح مصطفى كمال أتاتورك، الذي يعتبر مؤسس الجمهورية التركية، بين عامي 1944م و1953م، على مساحة حوالي سبعمائة وخمسين ألف متر مربع. ورغم أنه ليس من أقدم أماكن السياحة في أنقرة مطلقا، إلا أنه يجذب طائفة ليست بالقليلة من السياح.
والعديد من المعالم السياحية والمناطق الترفيهية التي يمكنك زيارتها في تلك المدينة التي خلدها التاريخ، حيث أماكن السياحة في أنقرة تعدك بالكثير.. إنها عاصمة تركيا ذات الخمسة آلاف سنة من الحضارة.
تاريخ أنقرة الحافل
يصعب الإلمام بتاريخ أنقرة مترامي الأطراف في كلمات وجيزة، حيث تضرب بجذورها في عمق التاريخ، وتمتلئ صفحاتها بالعديد من الأحداث بالغة الأهمية، ما جعل أماكن السياحة في أنقرة تتصف بالغنى والثراء، بيد أن أقدم الآثار التي تم اكتشافها في مدينة أنقرة ترشدنا إلى العصر الحجري القديم، وهي آثار متنوعة وجدت في (جافور كالا) و(أرغازي) ومنطقة (لدوم لو)، وكذلك في (مال تابا)، مما يرصد حقيقة استقرار الإنسان البدائي في تلك المناطق قبل الميلاد بحوالي 3000 عام تقريبا.
ربما يكون الحيثيون من أوائل الذين سكنوا تلك المنطقة، وهم هنود أوربيون، يقال أنهم دخلوا الأناضول عن طريق المضايق، ما بين عامي1190 و1660 قبل الميلاد، ولا يُجزم بتاريخ محدد أكثر لهجرة الحيثيين إلى هضبة الأناضول. وآثار تلك الفترة موجودة في أنقرة والمناطق المجاورة التي استقر الحيثيون فيها، والمؤكد أن الحيثيين انهاروا على المستوى السياسي في نهاية الألف الثانية قبل الميلاد، وأخذ الفريج أماكنهم.
قبل الميلاد بألفي عام كانت توجد قرية في هذه المنطقة اسمها (فريجيا)، تزداد سرعة بسط نفوذها بصورة كبيرة، بعدما اختار ملك الحيثيين (غورديوم) عاصمة له، وآثار تلك المدينة في شمال غرب بولاطلي، على مسافة 299 كم، يذكر أن ميداس عاش بها أزهى عصور الفريج ما بين عامي 725 و675 قبل الميلاد. يعتقد أن المكان الذي وجدت فيه (يومورت أتابا) -وهي من بين الآثار التي تعود لعهد الفريج- في أنقرة كان يمثل مركزًا مهمًا في للاستقرار في ذلك الوقت، حيث أنها كانت نقطة استراتيجية هامة. كانت نهاية عهد الفريج خلال القرن السابع قبل الميلاد على يد الكيميريين، الذين جاءوا من ناحية القوقاز.
أراد (الليديون) في نهاية العصر البرونزي، وهم الذين جاءوا مع الفريج إلى الأناضول، واستقروا بجنوبها، استغلال فرصة زوال قوة الفريج، فسيطروا على أنقرة ومنطقة النهر الأحمر، وفي عام سبعمائة قبل الميلاد حكموا الأناضول، ليستمر حكمهم قرابة قرن ونصف. وهم الذين اخترعوا العملات المعدنية، كما تطورت التجارة في أنقرة أيام حكمهم، ويزدهر إنتاج الحبوب، وتربية الحيوانات، ويزداد إنتاج زيت الزيتون، وكذلك النبيذ، حيث استفادت أنقرة بموقها على طريق وسط الأناضول الرئيسي من ذلك التطور الكبير.
دخل الليديون حروبا مع الفرس، حيث زالت دولة الليديين عام 547 قبل الميلاد، بعد هزيمتهم من قبل جيرانهم الأخمينيين، تحت قيادة كورش الكبير، في حرب (قنطرة النهر الأحمر)، فسيطر الفرس على هضبة الأناضول، وقضوا على ثقافة اليونان القديمة التي كانت هناك. وعام 334 قبل الميلاد آل حكم أنقرة إلى (الإسكندر الأكبر)، ملك (مقدونيا) القديمة، واستولى على مناطق حكم الحاطيين والأخمينيين والليديين، باستثناء الفريج والحيثيين.
في عام 25 قبل الميلاد استولى عليها (أغسطس)، وهو أحد أباطرة الرومان، بعدما قام بإنشاء تحالف سياسي. حتى جاء عام 395م، بعد انقسام الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين، حيث أصبحت أنقرة تابعة للإمبراطورية البيزنطية، إلا أنها كانت تخرج عن حكم البيزنطيين من وقت لآخر، ففي عام 654م سيطر المسلمون عليها لمدة قصيرة، ثم ما بين عامي 833م و842م، أيام حكم المعتصم بالله، سيطر العباسيون على أنقرة، تحت قيادة (أفشين) القائد التركي، كذلك وقعت تحت سيطرة نصارى مذهب (بالوص شولوك) لمدة عام، وكانت بعد كل مرة تعود لحكم إمبراطورية بيزنطة.
أنقرة في عهد الخلافة العثمانية
في عهد السلطان مراد الأول انتقلت أنقرة كليا لحكم العثمانيين. أما عام 1402م فقد وقعت (معركة أنقرة) بين دولة تيمورلانك والدولة العثمانية تحت قيادة بايزيد الأول، والتي انتهت بخسارة بايزيد الأول، وأسر تيمورلانك له، بعد هذه المعركة سادت الدولة العثمانية حالة فراغ في السلطة، في مرحلة تعرف تاريخيا بـ(عهد الفترة)، وقد تهدم جزء كبير من أنقرة نتيجة المعركة، ولم يتم إصلاحها إلا في عهد السلطان مراد الثاني، كذلك في أواخر عهد الدولة العثمانية، تحديدا عام 1917م، اندلع حريق أنقرة الكبير، الذي استمر لثلاثة أيام، وأدى إلى احتراق قرابة الـ1900 أسرة.
اختار مصطفى كمال أتاتورك (أنقرة) لتكون مركزًا لحركة المقاومة في الأناضول، بعد زيارة 27 ديسمبر 1919م، كما اختارها كمقر للهيئة التمثيلية. حتى جاء يوم 13 أكتوبر 1923م، حيث أعلن البرلمان التركي أن أنقرة هي عاصمة تركيا.
أفضل فنادق اسطنبول في كل الفئات