قلعة إسبانيا المنيعة، مدينة الفنون الأوروبية، صاحبة العلوم الخفية والجلية، تجمع بين القديم والجديد في ثوب من التألق العالمي، من أماكن السياحة في فالنسيا ستجد معالم كثيرة قد اندرجت تحت قائمة اليونسكو الخاصة بحفظ التراث؛ لأنها قبل أن تكون أرض المعارف المشهورة بالفنون والعلوم، كانت مدينة الصراع التاريخي حتى أن المسليمن حين دخلوا المدينة لم يبقوا اسم المدينة كما هو بل حرفوه؛ ليتناسب مع ثقافتهم ومع شعرائهم كما سنرى، فكانت مدينة بلنسة، وهذا هو الاسم المعروف لدى الحضارة الإسلامية.
هذا الاهتمام بالمدينة أعطاها تألقها الحضاري وروعتها الفنية التاريخية، غير أن فالنسيا تحتفظ بالتصاميم الرومانية الغاية في الروعة، والتراث القوطي يظهر على أعتاب المدينة الزاهية، وهذا الاهتمام يعود إلى موقع فالنسيا المميز، فهي في شرق إسبانيا، وتطل على البحر المتوسط من جهة تجعلها أحد مراكز التجارة والسياحة العالمية.
إن السياحة في فالنسيا تزيد كل يوم؛ بسبب هذا التألق التاريخي، وهذه الروح الرومانسية، والطبيعة الخلابة فالنسيا تختلف عن المدن الإسبانية؛ لأنك قد تجد المدن الإسبانية تحتفظ بقدر هذا التاريخ الرائع، إلا أن فالنسيا تتفوق في جانب العلوم وكذلك الفنون، فهي المدينة الأوروبية التي تخرج منها معظم العلوم، وبها المراكز التي تقام فيها جميع الأنشطة العلمية الشهيرة حول العالم.
أما الفنون فإن السياحة في فالنسيا لم تشتهر إلا بعد التفوق في جانب الفنون، فإن أكبر المسارح العالمية، والعروض الموسيقية تقام في هذه المدينة، وأشهر الفرق تتمنى أن تقدم عروضها في مدينة الفنون الإسبانية، وشواطئ فالنسيا تعكس السحر الإلهي في أبهى الصور؛ لأنها منطقة الاسترخاء العالمي.
السياحة في فالنسيا تعتمد على استرخاء الزوار، ومقدار استمتعهم بجو المدينة المنتظم والمشمس أطول فترة من العام، وبهذا العرض الذي سنوضحه يتبين أن مدينة فالنسيا تزدهر بجميع الجوانب السياحية العالمية، فهي تحفظ التاريخ والروعة الرومانسية، والمقدرة العلمية والفنية الكافية لجذب السياح، وهي ثالث المدن الإسبانية من حيث الشهرة وكذلك الحجم، فهي بعد مدريد وبرشلونة في الترتيب، تتفوق المدينة بالجانب العلمي والفني لكن على أوروبا كلها.
إن كنت من زوار المدينة عليك إتقان بعض الكلمات الإسبانية؛ لأنك في أثناء رحلة السياحة في فالنسيا الخاصة بك، لن تجد من يجيد الإنجليزية إلا في نطاق ضيق جدًا، فاحرص على تعلم الكلمات التي تساعدك على الاستمتاع، وهذا يقربك من أهل هذه المدينة الفنية الأولى في إسبانيا ويساعدك في التعرف على مقدار الثقافة لديهم وكل الجوانب الخاصة بهم، والتي ساعدتهم في أن يكون في هذا المركز العلمي، والفني الغير مسبوق.
وروعة المدينة الحقيقة تكمن في اسمها، فإن الاسم عند الرومان بمعني القوة؛ لأن جنود المدينة من أقوى رجال العالم. ومعني آخر هو الشجاعة، فهي مدينة القوة أو الشحاعة، وكل هذا يعبر عن بسالة جنود هذه المنطقة وإخلاصهم حتى صبحت صفة لمدينتهم.
أما المسلون فالاسم عندهم بلنسيا أي مدينة الفرحة، بمعنى أنها المدينة المزهرة والمنيرة. ومعنى آخر هو التراب أي أنها مدينة الرمال، وهذا معنى يوضح مدى ارتباط المسلمون بالمدينة، وحبهم لها، وتشبيههم فالنسيا بالأراضي العربية.
تاريخ مدينة الفنون فالنسيا
يبدأ تاريخ فالنسيا العريق مع الرومان، الذين قاموا بتأسيسها على البحر المتوسط عام 139 قبل الميلاد، وموقع المدينة ساعد الرومان في الازدهار والتجارة، وساعدهم على البقاء في هذه المنطقة الشرقية أطول فترة ممكنة، إلا أن القوطيين استطاعوا أن يسيطروا على المدينة بعد فترة من الصراع مع الرومان، وتركوا أعظم الآثار حتى أن المدينة تعج بالروائع القوطية، فهي لوحات فنية وليست قصور وقلاع عادية.
وجاء العهد الأقرب للمدينة من نفسها عصر الازدهار الإسلامي في بلنسيا عام 714 م، فبعد أن دخل المسلمين إلى المدينة أصبح هذا هو اسمها وقبل أن يسيطر المسلمين على المدينة حدث الكثير من الصراع، حتى تصبح ثالث المدن الأندلسية، والتي تتمتع بأكبر عدد من السكان فوصل العدد إلى ربع مليون فرد يستمتعون ببلنسيا.
تم عمل أكثر من 30 ترعة بجانب نهر المدينة، وقاموا باستصلاح الأراضي حتى أن المدينة اشتهرت بزراعة البرتقال قديمًا، وهذه الإصلاحات والترع وثقت يد المسلمين على هذه الأرض، وظهرت الجوامع والقصور الرائعة، والتي تتمتع بروائع الفن الإسلامي الخالص، إلى جانب الثقافة المزدهرة، فقد ظهر في المدينة كثير من الشعراء، الذين مدحوا المدينة بشعرهم وساعدونا بالتعرف عليها.
بلنسيا أصبحت مملكة إسلامية على يد اثنين من أتباع المنصور ابن عامر، وهم من مواليه، وحافظوا على المدينة، وكان دورهم هو متابعة شئون الري وأمور الزراعة كلها، والتطوير العمراني، إلا أن أتباع المنصور قد خانوه، وأعلنوا سيطرتهم على المدينة واستقلالها.
بعد فترة استطاع عبد العزيز بن عبد الرحمن إرجاع المدينة، وجد هذا القائد هو المنصور، والخلفات الإسلامية قللت من التطور والازدهار، فقد وقعت المدينة في نزاع مع ملوك الطوائف وسيطروا عليها، ومن بعدهم المرابطين والموحدين، وهذا الخصام والعداء يسقط الدولة، ويؤثر على هيمنتها.
عادت فالنسيا إلى الفرنجة عام 1237م بعد الكثير من الصراع، وبعد أن سقطت قرطبة بسنتين. وبكل تأكيد عادت المدينة إلى التفوق من جديد، وإلى سابق عهدها بعد الكثير من الحروب، وحاول المسلمون على فترات استعادة المدينة، إلا أن هذه المحاولات قد فشلت، والآن هي مدينة الفنون والعلوم التابعة إلى المملكة الإسبانية.
موقع فالنسيا متاهة الغرب الساحرة
تقع مدينة الفرح العالمية بشرق إسبانيا، وهي على ضفاف نهر توريا، إلى جانب أنها تطل على البحر المتوسط من الجهة الغربية له، وهي في شبه الجزيرة الايبيرية، وفي جنوب المدينة تجد البوافيرا أحد بحيرات إسبانيا الأكبر، وهذا موقع مميز للمدينة يضعها على خريطة العالم السياحي، وينشط السياحة في فالنسيا إلى أعلى درجة.
مناخ مدينة الرمال الغربية
أقل شتاء في أوروبا تجده في هذه المدينة، وأطول فترة للصيف هنا بفالنسيا، إن جو المدينة معتدل في أغلب الأوقات، وهي صاحبة مناخ البحر المتوسط المعتدل، ففي فصل الشتاء تجد المدينة قليلة الأمطار، ولم تسجل أي نسب تساقط للثلج، وهذا يجعل السياحة في فالنسيا مزدهرة في الشتاء بشكل كبير.
في فصل الصيف تصل درجة الحرارة تصل إلى 34 درجة مئوية، وهي نسبة متوسط، ووقوع المدينة على البحر المتوسط ساعد في ترطيب جو الصيف، وخفف درجة الجرارة. وفصلي الخريف والربيع في فالنسيا يتميزا بالهدوء والاعتدال، وفصلي الصيف والربيع هما أكثر أوقات المدينة متعة وسياحة، من جانب أهل المدينة، ومن جانب الزوار.
أجمل أماكن السياحة في فالنسيا
المهرجانات التي تقام في فالنسيا تجذب الكثير من السياح، والعروض الفنية التي تقدمها تختلف عن أي مكان آخر، والتطور السريع للمدنية هو الذي ساعدها على الوصل لهذه المكانة الأوروبية، فهي مدينة صناعية في كثير من عصورها.
السياحة في فالنسيا عام 1990م اتخذت الكثير من الطرق الناجحة فتطوير القلاع والقصور الموجودة، والآثار الخاصة بكل فترة تاريخية مرت عليها، فهي مدينة تتميز بالمظاهر الرومانية والقوطية والإسلامية، والحديثة.
فالنسيا مدينة طبيعية تجذب محبي متعة الاستجمام، فهي أرض بها المناظر طبيعية تطغى على باقي المظاهر السياحية في فالنسيا، فالشواطئ تميزها عن الكثير من المدن الإسبانية، وهي أحد المنتجعات العالمية المحافظة على الفنون والتقاليد وعادات هذا الشعب لرائع. ومن هذه المواقع المميزة في فالنسيا.
1- كاتدرائية فالنسيا
عمر الكاتدرائية يزيد عن 800 عام، وطول هذه الفترة تعرضت الكاتدرائية للكثير من التطوير، والذي جعلها من أهم معالم المدينة على الإطلاق، فهي على الطراز المعماري القوطي، وروعة تصميمه ودقة تفاصيله، وأروع ما فهذه الكاتدرئية أن بها آثار كلاسيكية وباروكية ونهضوية رائعة، توضح الألوان الخاصة بكل عصر وكل تفاصيله وقدرته على التغير والإبداع، وآخر التطورات الخاصة بهذا الكنيسة الجرس المغربي على طراز يختلف في مضمونه وطبيعته عن كل مطوري الكنيسة، فأعطى لها لونًا جديدًا من الإبداع، وفي أعلى برج الكاتدرائية سترى مدينة فالنسيا كلها وتتعرف على أهم معالم السياحة في فالنسيا.
2- متحف فالنسيا للثقافة
تاريخ هذا المتحف يرجع إلى عام 1927م، وهو يحوي عدد من القاعات التي تقوم بعرض الاكتشافات الأثرية الخاصة بالمدينة، وهذه الاكتشافات الموجودة في المتحف ترجع إلى العصر الحجري، وتضم عدد كبير من القطع الخاصة بالعصر الروماني، والقوطي، وهذه القطع توضح التطورات التاريخية بأدق تفاصيلها، كما أن المتحف يضم عدد من القاعات المصممة لتصبح ورش ترميم، وإعادة التحف إلى ما كانت عليها، وتبقي على رونقها.
3- مدينة الفنون والعلوم
هي عبارة عن منطقة مخصصة لإظهار الإبداع الخاص، عن طريق عروض الثقافة والعلوم المختلفة، وهذه المدينة عبارة عن منطقة تضم عدد من المباني الساحرة والجميلة، وتم تصميم المباني على جانبي المدينة بشكل عبقري، وفي هذه المدينة تجد بقايا حفريات، وكل ما يخص الثقافة والعلوم ومحفور بهذه المدينة.
4- حدائق توريا
إذا كانت الطبيعة تطغى على هذه المدينة، فإن الحديقة أحد علامات هذه الروعة، فالنسيا بها عدد من الأشجار المختلفة، وصاحبة طبيعة تساعد على الاسترخاء، وفي هذه الحديقة تجد مجموعة من الأشجار بجانب الزهور الجميلة، وتضم هذه الحديقة. حديقة فالنسيا الخاصة بالحيوانات المتنوعة، والآتية من جميع بلدان العالم، وبهذا تصبح حديقة توريا، أحد الأماكن التي تزيد السعادة في قلوب الزوار، وتبني جانب جديدة في مجال السياحة في فالنسيا.
5- متحف السيراميك
يضم المتحف عدد من النقوش الجميلة المصنوعة بالفخار، وهو أحد الأماكن السياحية في إسبانيا الخاصة إلى حد ما بعشاق الزخرفة على السيراميك، ومحبي التعرف على أكبر عدد من المعلومات عن تاريخ السيراميك، مع معروضات خاصة بكل تطوراته.
6- بلايا دي سالير
هذه المساحة الشاطئية التي تزيد عن 6 كم، تجذب محبي السباحة، ومحبي الرياضة الشاطئية بجميع جوانبها، إن هذا الشاطئ يتميز بلونه الأخضر الأكثر من رائع، وبعد أن كانت مدينة برشلونة هي الأولى في مجال الشواطئ الإسبانية، ظهر هذا الشاطئ كمنافس شديد؛ لأن هذه المساحة الكبيرة بها الكثير من أنواع المرح، بجانب روعة الطبيعة الخلابة.
التسوق في مدينة فالنسيا
مدينة فالنسيا تتميز بالتسوق المتنوع، إن في مركز المدينة الكثير من المراكز التجارية، والمحلات المنتجة وأصحاب الحرف الرائعة، كلهم يبدعون ليخرجوا لنا أجمل الصيحات، فأنت في مدينة بها عدد من المصممين الجيدين، وعدد من المراكز التجارية الخاصة بالماركات العالمية، وأشهر أماكن السياحة في فالنسيا السوق المركزي، فهو يضم عدد كبير من المحلات اليدوية، ويمكنك أن تشتري من هذا السوق الهدايا الرائعة، وفي السوق عدد من المطاعم والكافيهات الأكثر من جميلة، والتي تتميز بعدد من الأطعمة الإسبانية الشهيرة.