قلب السياحة النابض في أوروبا، أرض الخيال الروائي، صاحبة المؤسسات الأكبر عالميا، إنها مدينة السياسة والثقافة والتاريخ، حيث أماكن السياحة في مدريد تحمل راية الجمال في العالم الغربي كله، تعتز إسبانيا بهذه العاصمة الناضجة في كل شيء، فهي صاحبة الثقافة العالمية وتنافس المدن الأكبر بأوروبا في كل شيء، إنها العاصمة الأكبر عالميًا بعد لندن وبرلين.
أما السياحة في مدريد فيكفي أنها تحتل المراكز الأولى دائمًا من حيث عدد السياح، فقد سجلوا في عام 2006 أكثر من 7 مليون زائر، هذا ليس عدد قليل، لكن السؤال لماذا كل هؤلاء السياح يأتون إلى عاصمة إسبانيا مدريد، يتعلق الأمر بكل شيء، فمن الصعب في العالم الغربي أن تجد كل شيء متوفرًا في منطقة واحدة، لكن مدريد تجمع بين كل شيء، وتجذب إليها الجميع.
إن الرياضة الأولى عالميًا كرة القدم تتفوق فيها مدريد على جميع المدن، ففيها فريق ريال مدريد صاحب البطولات الأكثر عالميًا، ويكفي أن الفريق له مشجعين من كل مكان، تكمن كل أمانيهم في زيارة مدريد والتعرف أكثر على هذا الفريق الأكثر من رائع، هذا لعشاق المستديرة، والرياضة التي يأتي إليها الناس بعد كرة القدم مصارعة الثيران، فإن المدينة مشهورة جدًا بهذه الرياضة الخطيرة، وصاحبة الشهرة الأوروبية.
والمدينة لا تخلو من السياحة الترفيهية العالمية، فإن المدينة مليئة بالمتنزهات الأكثر من رائعة، ويتبقى الجانب التاريخي للمدينة إن اللقب الذي أطلق على المدينة، أنها مدينة الخيال الروائي، لم يكن من فراغ فإن خروج هذا اللقب جاء بعد أن رأى الزوار شكل المدينة العجيب وقت الغروب، إن المباني القوطية تعطي شكل خيالي للمدينة كأنك تقراء هذا الوصف الخيالي في أحد الروايات الرومانسية الغاية في الروعة والتفرد، ومن هنا جاء اللقب.
مدريد بها الكثير من الفنون المختلفة وأنواع الموسيقة المتباينة، وكل هذا التنوع يعطي مدريد الأولوية في كل شيء، فهي تحوي الثقافة بكل ما فيها، أما الجانب الاقتصادي فهي عاصمة إسبانيا، وهذا يكفي لتصبح من أهم مراكز التجارة العالمية، وبها مؤسسات تجارية عالمية وبنوك وشركات عالمية أيضًا، وبهذا تصبح مدريد أحد المدن التي تتمتع بالفخامة المعيشية، إن أبناء الشعب المدريدي لديهم كل شيء.
وأما اللغة فقبل أن تبدأ السياحة في مدريد حاول أن تتعلم الكلمات المفتاحية للغة الإسبانية؛ لأن القليل يتحدث الإنجليزية، ولن تجد الإنجليزية أصلًا إلا في الفنادق والمطاعم والمحلات التجارية العالمية، فخذ حذرك حتى تستمتع بكل ثانية في عاصمة الخيال مدريد، وتعلم ولو القليل من اللغة الإسبانية حتى تستطيع التعامل مع أبناء هذه المدينة العظيمة، وتتعرف على أخلاق مدينة فريدة في رقيها.
تاريخ مدريد
مدينة مدريد التي نعرفها بموقعها الحالي تعتبر منطقة حديثة إلى حد ما، إن أول بناء في المدينة كان على يد محمد الأول حاكم قرطبة، وهو المكان الذي به القصر الملكي الآن، ففي هذا المكان كان يوجد قصر صغير جدًا عام 886، وكان الغرض من هذه المدينة أن تحمي المسلمين من ضربات الممالك المسيحية، فمنطقة قشتالة هامة جدًا وتتحكم في كثير من المواقع، وأسماها المسلمون بمجريط أي مدينة مجرى النهر، وأشهر من يعرفه المسلمون في هذه المدينة، إقليدس الأندلس أبو قاسم مسلمة المجريطي، وهذا الرجل الفذ كان سيد القرن العاشر بتأسيسه علم الفلك الأندلسي.
هناك بعض الدراسات تثبت وجود بعض المستوطنات في هذه المدينة قبل حتى أن يكتب التاريخ، وهناك الكثير من الأدلة على هذا، وبعد هذه الفترة التي تعتبر مدريد غير موجودة فيها جاءت الحروب الرومانية والصراعات التي دامت أكثر من قرنين من الزمن، ومدريد كانت أحد المناطق التي ينافس عليها الرومان، وبعد حسم المعركة للرومان كانت محافظة لتاراكونينسى، يقال أن هذه المنطقة أيضًا كانت عبارة عن منطقة ريفية فقط ليس لها أي أهمية، وتختلف بعض الأقوال مع هذا القول لوجود بعد الآثار الهامة، والتي تعبر عن الاستيطان ومناطق حضارية مختلفة.
بعد أن سيطر المسلمون على المدينة ظهرت ممالك المسيحية التي تدافع عن الأرض؛ لتعيد المدينة عام 1085 بقيادة ألفونسو الرابع ملك قشتالة، والكثير من النزاعات قامت في هذا الوقت حتى أن علي بن يوسف قائد المرابطين، حاول استعادة المدينة، فهي تعني لهم الكثير، وحاصر المدينة مدة طويلة عام 1109 إلا أن المدينة حافظت على تماسكها وفشلت هذه المحاولة، ويبقى للمسلمين في المدينة بعض الآثار الخالدة والسور الذي بناه المسلمون لا يزال شاهدًا على مجد هذه الحضارة.
ولقب المدينة حصلت عليه مدريد عام 1123، واستقرت مدينة مدريد إلى حد ما، فهي شاركت في حرب الاستقلال الإسباني، وهي صاحبة موقف قوي جدًا، وأثناء الحروب الأهلية عانت مدريد من القتل الشنيع، وبعد هذه الصراعات أصبحت مدينة مدريد عاصمة مملكة إسبانيا، وبها القصر الملكي ومقر الحكم الإسباني.
موقع مدينة مدريد
إنها أكبر المدن الإسبانية، وتبلغ مساحتها 607 كم، و صاحبة أكثر عدد سكاني ب7 مليون نسمة تقريبًا، وأما الأنهار الموجودة في المدينة فإنه نهر مانثاناريس، والمدينة تقع في وسط إسبانيا، وهي تقع في الجزاء الجنوبي بالنسبة للقارة.
أما موقع المدينة من حيث المدن المحيطة بها، فإن مدينة بلباو تحد مدريد من الشمال، وأما الجهة الشمالية الشرقية فمدينة كورونا، والشمال الغربي المدينة العالمية برشلونة، وعن الغرب تجد مدينة فالنسيا، وبالشرق مدينة لشبونة، والجنوب مدينة ملقا، والجنوب الشرقي إشبيلية، وأما الجنوب الغربي مايوركا.
هذا الموقع فريد من نوعه، من الصعب أن تجد مدينة بالقرب من كل هذه المدن، فهي بمثابة الرابط بين هذه المدن، لهذا ينصح زوار إسبانيا بأن تكون أول زيارتهم لمدينة السحر مدريد والانطلاق منها إلى باقي المدن الإسبانية.
المناخ
يتمتع جو مدينة مدريد بمناخ البحر الأبيض المتوسط، أي أنه يميل إلى البرودة في فصل الشتاء بشكل كبير؛ لأن المدينة ترتفع عن مستوى سطح البحر ب667 متر، وهذا يجعل البرودة تصل إلى أقل من الصفر.
في فصل الصيف تزيد درجة الحرارة بشكل ملحوظ وجاذب للسياح، فهي تصل إلى 42 درجة، ومتعة المدينة الشاطئية تظهر في فصل الصيف، السياحة في مدريد تزيد بشكل مهول في فصلي الربيع والخريف، فهو الوقت المناسب كي تستمتع بكل شيء في المدينة.
أجمل أماكن السياحة في مدريد
إذا كنت من زوار مدينة مدريد، ضع لنفسك خطة قبل أن تبدأ في أي شيء حتى لا تأخذك المدينة في جولة تعطلك عن مشاهدة كل شيء، فبعد أن تتأكد بأن المدينة فيها كل ما تتمناه وتفكر وتحلم به عليك الآن أن تحدد أي المعالم تريد أن ترى أولًا، إن كنت من عشاق الفن القوطي وهندسته الخيالي، والتي تطغى على المدينة فإنك ستجد هذا الفن في الكثير من المتاحف والقصور.
إن كنت من محبي الفن الإسلامي فإن في مدريد مركز ثقافي إسلامي يقص عليك التاريخ الإسلامي وحضارته المتنوعة، أما إن كنت من عشاق الفن الروماني فأنت في المدينة الأقرب إلى هذا الفن المعماري الرائع، وإن كنت من عشاق الفن فتأكد أن المدينة بها أشهر المسارح العالمية، وأماكن للحفلات الرائعة، وإن كنت من عشاق الاسترخاء فإن مدينة مدريد هي أصح الأماكن لهذا الغرض فشواطئها الأشهر عالميًا، وإن كنت أخيرًا من عشاق الرياضة لا تفوتك ولن تفوتك زيارة نادي ريال مدريد وأتليتكو مدريد الفرق الأشهر عالميًا، والأكثر انتصارًا في أوروبا، وبهذا العرض لأهم فنون السياحة العالمية أظن أن مدريد أحد أهم المدن السياحية عالميًا ومن بين أماكن السياحة في مدريد الجميلة:
1- القصر الملكي
هذا القصر صاحب تاريخ عريق يعود إلى الفترة الإسلامية إلى حد ما، ففي مكان القصر الذي تطور كثيرًا على مر التاريخ، كان هناك قصر صغير ملك الحضارة الإسلامية، أما الآن فهو أحد المعالم العالمية، والتي لا تخص مدريد فقط، فهذا القصر علامة للحضارة الإسبانية كلها، فهو قصر غاية في الروعة، وبه 2800 غرفة ملكية تتميز الغرف كلها بنمط تصميم مختلف جدًا، وفي غاية الروعة، فالقصر آية في تصميمه وهندسته ودقة الصنع، وأمام القصر فناء واسع غاية في الجمال، تستطيع أن تستمتع بروعة الطبيعة في الفناء الخاص بهذا القصر، الذي أصبح متاحًا للزوار الآن بعد أن كان يخص العائلة الملكية فقط.
2- متحف ديل برادوا
هذا المتحف من المتاحف القديمة في أوروبا، وهو الأشهر في إسبانيا، يعود تاريخه إلى 1785، وفي المتحف عدد غير قليل من التحف التي تخص الكثير من العصور وهنا تكمن أهمية هذا المتحف، وبه أشهر اللوحات الفنية المصنوعة من الزيت، وفي المتحف أيضًا بعض القطع النادرة، والمجوهرات الفريدة من نوعها، والأشكال المميزة المصنوعة من الذهب، وكل هذه المميزات تجعل المتحف بين أهم المتاحف العالمية، وواحد من أقيم أماكن السياحة في مدريد وأهمها.
3- ساحة بلازا مايرو
بناء هذه الساحة الرائعة كان في عام 1617، وهي أحد الساحات التاريخية فقد كان يقام فيها الكثير من الاحتفالات، وهذه الساحة كانت أشهر الأماكن التي تقام فيها مصارعة الثيران، ويجتمع الناس في هذا المكان منقطع النظير للتمتع بهذه الذكريات الخالدة.
4- حديقة ريتيرو
هذه الحديقة لعشاق الاسترخاء والمتعة المائية والمناظر الطبيعية الأجمل، والحديقة تعود إلى عام 1868، ونقدر أن نقول أنها في هذا الوقت أخذت المكان الذي تستحقه بين معالم المدينة، فهذه الحديقة تقع على 350 فدان، وفي الحديقة نافورة كبيرة جدًا، والحديقة تطل على الكثير من المباني الشهيرة، وهذه الحديقة العظيمة بها بركة يمكنك أن تستأجر فيها أحد الزوارق لتستمتع بالمياه، وبهذه المناظر الطبيعية، وفي الحديقة نصب تذكاري يخص ألفونسو الثاني عشر، وتمثال المشي المعروف، والكثير من التماثيل التي تصور هيئة قصر المملكة على مر العصور، وهذه التماثيل تصور العصور بأجمل ما فيها.
5- متحف سورويا
هذا المتحف الآن أحد المواقع الأثرية التي تخص الأسبان، وهو أحد المواقع التي يفخر بها الإسبانيون لروعة تصميمه، والتحف الموجودة فيه، هذا المتحف كان يخص سورويا صاحب الأعمال الخالدة، والرسومات البديعة فهو يرسم المناظر الطبيعية كأنك بين كل لوحة من لوحاته دخلت إلى حديقة من القرون الوسطى، وفي المتحف يوجد الكثير من الأدوات الخاصة بالفنان سورويا.
6- ساحة بلازا دي سيبيليس
من الرموز المعبرة عن مدينة مدريد، هذه الساحة العالمية إنه تضم آلهة الرومان في نافورة ساحرة، بوسط الساحة، ويحمل هؤلاء الآلهة الأسود في منظر مهيب، يعبر عن مدينة مدريد، وفي الساحة أيضًا بعض المنحوتات الجميلة، وحول الساحة بعض الأبنية الكلاسيكية الجديدة، التي تعبر عن الروح المدريدية لا تفوت غروب الشمس بهذه الساحة المزهلة.
التسوق في مدريد
بعد السياحة في مدريد والاستمتاع بأعلى درجات الترفيه، لا تفوت المتعة التسوقية التي يشتاق لها الجميع، وبالذات إن كنت في مدينة كمدريد عاصمة إسبانيا، إن أكثر المصممين شهرة في العالم متواجد بين يديك في هذه المدينة الرائع، تضع يديها على السوق العالمي بكل جوانبه، إنها مدينة المراكز العالمية.
يمكنك أن تزور في مدريد شارع غران فيا، هذا أحد الشوارع العالمية، وهو صاحب شهرة تاريخية يقع هذا الشارع في وسط مدينة مدريد، ويوجد به كل العلامات والماركات التجارية التي تتخيلها، وفي هذا الشارع ستجد تخفيضات لن تجدها في أي مكان آخر، وبعد متعة التسوق يمكنك أن تأكل بأشهر المطاعم في هذا الشارع، والأكل الإسباني معروف بتفرده وتنوعه الذي يضعه في المرتبة الأولى دائمًا.
السياحة العلاجية في مدريد إسبانيا
الأجانب الذين يسافرون إلى مدريد لأسباب طبية لديهم مجموعة واسعة من الخدمات التي تضمن رفاهيتهم وشفائهم.
يزداد عدد المرضى الذين يبحثون عن خدمات طبية في المراكز الخاصة في إسبانيا كل عام. المزيد والمزيد من الناس يسافرون إلى الخارج لأداء الإجراءات والخدمات الطبية لأسباب اقتصادية أو الجودة أو بسبب نقص الخدمات المتوفرة في وطنهم.
إسبانيا ، وبالتالي مدريد ، لديها أفضل الظروف لتصبح ذات سمعة دولية قوية للسياحة الصحية ، لأنها تتمتع بأجواء صحية مشهورة عالمياً ، واليوم ها هي السياحة التي تزدهر لأن الابتكار وسلامة الخدمات المقدمة هي العناصر التي تحددها في إسبانيا. البحث عن هذه الخدمات الصحية بالمعنى الواسع ، هي سبب السفر.
تعتبر الخدمة الصحية الإسبانية واحدة من أفضل الخدمات في العالم ولديها المركز السابع في منظمة الصحة العالمية WHO ، مجلة Newsweek تضع مدريد في المركز الثالث ، بعد اليابان وسويسرا.
ازدادت الخدمات الصحية الخاصة باطراد في إسبانيا خلال السنوات الماضية بسبب المزايا والمزايا التي تقدمها للمرضى ، مثل انخفاض قوائم الانتظار ، والراحة المرتبطة بالرعاية الشخصية للمرضى الداخليين ، والوصول إلى بعض العلاجات التي لا تغطيها الصحة العامة والخدمات.
مدريد متاحة للجراحة ، طب الأسنان ، الجمال ، الخصوبة أو أي علاج طبي في إسبانيا ، ويمكن دمجها مع أنواع أخرى من السياحة: الشواطئ والتشمس ، والثقافة ، والترفيه … وعادة ما يشمل ذلك العلاج بالمياه الحرارية ، والعلاج بمياه البحر ، والسبا ، والأنشطة الرياضية وغيرها من الخدمات ذات الصلة بمفهوم العافية.
الخدمات الجمالية مثل تصفيف الشعر ، وصحة التجميل مثل: إزالة الشعر ، والتدليك ، والدباغة ، والحرارة المائية ، والصورة الشخصية ، والمانيكير ، والباديكير، مدريد هي واحدة من الوجهات المفضلة.
الميول والتخصصات في السياحة الصحية والعافية في إسبانيا كثيرة ومتنوعة، وتعرف السياحة العلاجية بأنها نشاط يسافر فيه المريض خارج بلده لتلقي العلاج الطبي الذي لا يملكه في أي ظرف من الظروف في بلده أو يجده أرخص في دول أخرى.
في هذا النوع من السياحة تقدم إسبانيا أسعار أقل من المتوسط الأوروبي ونظام صحي معترف به في جميع أنحاء العالم. ميزة مدريد هي أنه يمتلك اتصالات نقل جيدة مع العالم كله تقريبًا.