الفنون الإسلامية المختلفة تختلط بالفنون الأوروبية القوطية، قصر المورق أحد روائع أماكن السياحة في أسبانيا ومدينة إشبيلية تشيد بموقعها الرائع لهذا العمل الفني المحصن، الذي انطلق تاريخيًا من الأراضي العربية المختلفة، مرورًا بالأعمال الأسبانية المختلفة. يعد أحد مواقع التراث العالمي، التي ضمتها اليونسكو؛ لأنه يعد الموقع الأوروبي الوحيد، الذي اختفظ بالحكم إلى الآن، فكل القصور يتم تغييرها، أو الانتقال منها بمرور الزمن، إلا أن قصر المورق من الصعب أن تدخله وتخرج منه، فهو المقر الأول للعائلة الأسبانية الملكية في إشبيلية.
يعد القصر أقدم القصور الملكية في أوروبا، ويقع قصر المورق بين أحياء الأندلس الرائعة، وكاتدرائية إشبيلية الخالدة، فكل المواقع المجاورة للقصر تعد من مواقع التراث العالمية، التي يأتيها الزوار من جميع أنحاء العالم، أطلق على القصر اسم المورق في عصر الموحديين، الذين وضعوا الأساس للكثير من الأعمال التاريخية الباقية في المدينة إلى الآن. تغيير اسم القصر في عصر بني عباد، فقد أصبح قصر المبارك، وصاحب هذا التغير الكثير من التغييرات الداخلية الرائعة، والتي عبرت عن التغييرات العربية، وأن الفنون التصميمية لا تتوقف في العالم العربي، وحديثًا أطلق على القصر، قصر إشبيلية، إنه الكازار الأشهر في أوروبا، وكان انضمام القصر إلى اليونسكو عام 1987م.
قصر إشبيلية الذي يعرفه العالم كله الآن، تعرض للتغييرات الأسبانية المختلفة، والتي نقلت القصر إلى مكانة عالمية تاريخية، بنظرة قوطية عبقرية، العالم ينشد الآن زيارة هذا القصر، فقد أصبح القصر الموقع المناسب للأعمال المعبرة عن حضارة الأندلس، الطبيعة الخاصة بهذا القصر تختلف عن باقي المواقع، فقد ازدهر القصر بعد أن أخرج الحياة الفنية الطبيعية الثقافية. العمل الفني الخاص بالقصر يعبر عن الطبيعة من خلال القنوات المائية، والحدائق المزدهرة بالأشجار العالية، والزهور الخيالية، هذه النظرة الطبيعية للقصر، تجعل الجميع يتمسك به، بل يريد أن يترك الأثر الخاص به حتى ينسب القصر إلى عائلته، فأراد الجميع أن يصبح القصر الملكي الخاص بمملكته.
أما الأعمال الفنية الثقافية، فكل زوايا القصر تعبر عن هذه الأشكال المختلفة للثقافة العربية، من خلال النقوش البديعة، وطرق صناعة الأعمدة، وكيفية تقسيم الغرف، كلها طرق عربية بديعة، يعبرون بها عن ثقافتهم، كما أن الطرق الأسبانية تطغى على أجزاء كبيرة من القصر؛ لذا يمكننا القول بأن هذا القصر يملكه الجميع، وهو يعبر عن جميع الثقافات العربية الغربية بطريقة فنية ساحرة.
قصر المورق والنظرة التاريخية للموقع الخرافي
قصر المورق لم يزدهر تاريخيًا إلا بعد أن غيره الموحديين، وجعلوه أحد أماكن التراث العالمي، بالكثير من الأعمال الفنية الرائعة، أما عن تاريخ هذا الموقع الخاص بالقصر قبل الفترة الخاصة بالموحديين، موقع القصر روماني الأصل. في القرن الثامن قبل الميلاد بدأت الأبنية الخاصة بهذا الموقع الفريد، وظهرت هذه الأبنية، والتي تعد من الأنقاض المسيحية في القرن الأول الميلادي، وبعض تلك البقايا الكنائسية لا تزال باقية إلى الآن، لذا جعلوا من القصر شاهدًا على الكثير من الحضارات.
المرحلة الإسلامية للقصر تبدأ في عام 914م، إنها الفترة الأموية للحكم الإسلامي على الأراضي الإشبيلية، فقد بنيت القلعة على أربع زوايا بطريقة محصنة، والحصن تميز بالمدخل الواحد في هذه الفترة، وأماكن التخزين، وكذا الثكنات والاسطبلات، تعد هذه الأشياء أساسًا لتلك الفترة، التي من الممكن أن يتعرضوا فيها للهجوم. أول التطور للبناء جاء في القرن الحادي عشر، حيث تم بناء بعض الأبنية الفخمة، والتي أصبحت النعمة الأولى على القصر المبارك، القرن الثاني عشر أظهر لنا قصر المورق المعروف بيننا الآن، بأنه العمل الإسلامي الأشهر الموحدي، قام بتجديد البناء بالكامل؛ ليصبح الحصن الملكي الأعظم، بعشرات الأبنية وبالجدار القوي، والكثير من الأعمال الدفاعية، وكذا بناء الكثير من الأبراج، حتى رأينا بعض الأبراج المنقوشة بالذهب؛ لتعبر عن الزهو العربي، والطرق التصميمية البديعة، إنها الأعمال الأكثر إثارة في القصر إلى الآن.
المرحلة المسيحية القوطية الغربية، إن القصر العربي باقي إلى الآن، ويمكنك أن تشعر بهذا عند زيارتك له، هناك بعض التغييرات التي ظهرت بعد انتهاء الحكم العربي، في فترة فرناندو الثالث، لم نر أي تغيير إلا أن القرن الرابع عشر كان وقت التغيير، قام الأسبان بهد ثلاثة أبنية للموحديين، حتى يتم بناء القصر المدجن، وهو القصر القوطي، الذي مثل الكثير من الحضارة الغربية؛ لنرى الاختلاط الرائع بين الثقافات. يبدأ التاريخ هنا لهذا القصر الملكي، الذي أصبح أحد المواقع الأسبانية الأشهر حديثًا، أصبح أفضل أماكن السياحة في إشبيلية على الإطلاق؛ لأنه يعبر عن التداخل العربي الغربي، الذي يمتع جميع الزوار، ويقربهم من التاريخ الخالد.
التصاميم والنقوش البديعة من قصر إشبيلية الساحر
قصر المورق يعتمد في شهرته على التصاميم المختلفة، والتي تعبر عن الأزمان الرائعة، عبرت عن طرقها الرائعة في البناء، الجميع يريد أن يضفي على القصر قوته البنائية، فرأينا التعبيرات المسيحية الأولى، والبقايا الرومانية الرائعة للمكان، ثم جاءت الرؤية العربية البدائية من خلال الأمويين، الذين عملوا جاهدين على إظهار أعمالهم الرائعة، ونقوشهم الخاصة، وجاء بنو عباد، ومن بعدهم الموحديين أصاحب النصيب الأكبر من القصر، بعشرات الأبنية، والحدائق الملتفة، والقنوات المائية الرائعة، ثم التاريخ الأسباني المسيحي، الذي أدخل الكثير على العمل، حتى يكتمل بصورة تقترب من الخيال، وتجذب الجميع إلى زيارة هذا الموقع بتصاميمه الرائعة، وطرق النقش الفريدة والمختلطة، ويبقى القصر هو الموقع الملكي الوحيد المحتفظ بتاريخه في أوروبا.
الأسد وصورة البوابة
المعروف عن تصاميم القصر أنها مختلفة، وتعبر عن التاريخ الرائع لكل الحضارات، ومن الأشكال الرائعة لهذا القصر، هذه الصورة التي تكمن عند البوابة، فهي صورة أسد في لوحة رائعة وخالدة، والتي تعبر عن الصورة القوطية للقصر، اللوحة الفنية تعبر عن الحضارة الأوروبية، الجميع يؤكد أن ألفونسو الحادي عشر كان مولعًا بالصيد، وهذا ما جعل الباب منقوشًا بهذا الشكل الفريد والغريب، حتى أن الباب قد نقش بكثير من الأشكال الخاصة به وقت مطاردته، والكثير من الأعمال الفنية التي تبهر الزوار عند الباب، قبل حتى التوجه إلى أحد غرف القصر البديع.
قاعة العدل والحكم
تعد هذه الغرفة من الصورة الرائعة للأعمال القوطية، وإن كانت في أصلها أحد صور التقليد العربي لقصر الحمراء، تم بناء هذه القاعة في عهد ألفونسو الحادي عشر، والقاعة أحد الشواهد على الحكم والمجالس الهامة بالنسبة إلى الحاكم ومجلسه العظيم، ومع البناء الهيكلي للغرفة، نرى العديد من النقوش، والروائع التي تعبر عن المستويات الخاصة بكل من حضر المجلس، فهي كما أطلقوا عليها مجالس الغرفة.
حديقة الزهور
قصر المورق مليء بالقاعات والغرف، التي تعبر عن الواقع العربي والغربي، الجانب العربي الأندلسي يتمثل في كم الحدائق الكبير، الذي يملئ القصر وأبنيته، فهذه الحديقة مثلًا تضم بركة في غاية الجمال على شكل مستطيل رائع، وتضم عدد من التماثيل الرائعة، وكذا كل الحدائق الخاصة بقصر المورق، مثل حديقة الرقص، وحديقة السيدات، وحديقة الأمير، مجموعة من الحدائق التي تضم التماثيل والبرك الرائعة، والعديد من الأشجار والزهور، هذه هي الطبيعة الأندلسية الأسبانية، التي يتمنى الجميع الانتماء إليها.