مدينة الرومانسية الإسبانية، أرض المنارة الإسلامية، تخرج أضواء المحبين من إشبيلية، مدينة الرومان الأكثر شهرة في الجنوب، إن السياحة في إشبيلية لا تتوقف، بكونها عاصمة جنوب إسبانيا، أو أنها أكبر المدن في هذه المنطقة.

إشبيلية تنافس مدريد وبرشلونة في كل شيء، بل إنها تتفوق عليهم في بعض الملامح التاريخية، إشبيلية تعد أحد المناطق الخاصة باليونسكو لحفظ المواقع التاريخية، لأن المدينة تحوي عدد كبير من المناطق السياحية، ووقوع المدينة على نهر الوادي الكبير جعلها من المواقع الهامة في التاريخ، وليس من الغريب أن ترى النزاعات تقوم من أجل هذه المدينة الأكبر في المنطقة.

عاصمة منطقة أندلوسيا، وعاصمة مقاطعة إشبيلية أيضًا، واسم المدينة الأول هو سبال، وهذا اسم فينيقي، ويعني الأرض المنخفضة، وعندما دخل المسلمون حاولوا تعريب الاسم لتصبح إشبيلية الاسم الأشهر في المدينة، وأول دخول للمسلمين المدينة أطلق عليها حمص؛ لأن أول الجنود دخولًا للمدينة هم الشاميون.

وفقًا للمواقع التاريخية العالمية لن تجد مدينة كإشبيلية، تتمتع بالتنوع والخلود، إن المسلمين تركوا فيها الكثير من الآثار والمواقع التي تحفظ تاريخهم، وتوضح مدى عشقهم للمدينة، وتوضح سبب زيادة السياحة في إشبيلية، ومن هذه الآثار منارة خيرالدا التاريخية، وأشهر شعراء الإسلام في المدينة إبراهيم بن سهل، وهذا تطور ثقافي وحضاري أنشاءه المسلمون بعد عشقهم للمدينة.

وهذا العشق لإشبيلية موجود لدى الرومان الذين حافظوا على المدينة أطول فترة ممكنة، غير أن الظروف وكثرة الحروب منعت حفاظهم عليها، فالقوطيين حاولوا طمس الأفكار الرومانية، لكن هذا لم يحدث؛ لأن كل منطقة في إشبيلية تعبر عن روح عاشقة، لهذا لا تستغرب بقاء إشبيلية منارة للمعالم التاريخية، وتظهر في أجمل الصور الفنية، فإن إشبيلية تقيم الحفلات اليومية، وترسم الملامح الموسيقية.

هي أرض المهرجانات الإسبانية، لهذا تتخذ السياحة في إشبيلية الكثير من الأسس حتى أن جو المدينة البديع، ومناظرها الطبيعية، تجذب الكثير من السياح، وإن كانت المدينة هي رابع أكبر المدن الإسبانية من حيث العدد، فهي تستقبل عدد من الزوار يزيد عن عدد سكانها، هي ليست مدينة محددة في برامجها الترفيهية؛ لأن حدائق المدينة تقدم الكثير.

المتاحف التي تعرض التحف الخاصة بكل العصور، تغيير نظرتك للعصر، فمن الممكن أن تدخل للمدينة محبًا للعصر الإسلامي بها، وتكتشف أن أروع العصور هو العصر الروماني، هي مدينة ترسم لك الواقع، والماضي، وتحدد المستقبل، هي أرض العجائب، وهذا يعكس مدى الحب بالمدينة فهي تلتزم العشق في كل شيء لهذا تجدها المدينة الأكثر ترحيبًا بالعشاق، فهي تقدم لهم عروضًا خاصة، وأماكن ترفيهية توضح الرومانسية الغربية.

 

تاريخ مدينة الخيال الرومانسي

تاريخ مدينة إشبيلية يمتد على طول ألفي عام، يحمل الكثير من الصراعات والانشقاقات التي أثرت على المدينة بشكل كبير، وأول حكم للمدينة هو الحكم الروماني البارز، وكان الرومان يطلقون على المدينة اسم هيسباليس، ودام المجد الروماني مدة طويلة أثر هذا على كثرة المجالات التجارية في المدينة، والحضارية والثقافية وازدهار المدينة حتى الآن يعود إلى الرومان.

إلا أن هذا الخير لم يدم لوقوع المدينة تحت يد القوطيين الغربيين الذين أخرجوا الرومان من إشبيلية، وغيروا نظامها الحضاري، لكن بعض الآثار الرومانية باقية، ومنها القناة الخاصة بهم. وجاء دور الدولة الإسلامية لترجع إشبيلية لتطورها الحضاري، ولتصبح مركزًا للثقافة العالمية، ودخل المسلمون عام 713م، ووقوع المدينة على نهر الوادي الكبير أتاح ل عبد الرحمن الثاني بناء أسطول بحري غاية في الجمال، وأيضًا مصنع أسلحة متطورة، وهذا لكون المدينة صاحبة خبرة تاريخية تجارية قديمة.

أول والي مسلم على المدينة هو موسى بن نصير، وهو من فتح المدينة بعد صراع وحصار دام لشهر، حتى سيطر على المدينة، وأصبح الوالي، والعاصمة الأندلسية كانت إشبيلية في عهد عبد العزيز بن موسى فهو من خلف أباه، إلا أنه قُتل بعد أن أمسك الحكم بعامين، وبعد أن أمسك أيوب بن حبيب الحكم جعل قرطبة هي العاصمة.

أحد المواقع القتالية الهامة للمسلمين كانت عام 226هـ، لأن النورمانين قاموا بغارة قوية جدًا، وحاولوا إحراق المدينة كلها، إلا أن القوات استطاعت هزيمتهم. وأسوار المدينة التي لا تزال تحمي المدينة حتى اليوم تم بناءها عام 231هـ. وكعادة الحكام المسلمين في هذه الأثناء تم الصراع بينهم موحدين، ومرابطين الكل يريد أن يسيطر على المدينة، حتى أن حاكمها المرابطي سير بن أبي بكر تم القضاء على حكمه على يد الموحدي براز بن محمد.

فهي صراعات تساعد على انقضاء الحكم، وآخر الحكام للمدينة هو يعقوب الملقب بالمنصور، فقد تم حصار المدينة مدة سنة وخمسة أشهر، وهذه مدة ليست قليلة، فبهذا الحصار خرجت المدينة عن الحكم الإسلامي.

وبدأ العصر المسيحي ببناء الكنائس الفاخرة، والعمل على تطوير الجانب التجاري، ووقعت إشبيلية تحت حكم فرانكو وقت الحروب الأهلية الإسبانية. وهي الآن أحد أهم المدن الإسبانية على الأطلاق، والسياحة في إشبيلية تظهر قدرة الجنوب الإسباني على جذب الزوار.

 

موقع المدينة الساحر

تقع المدينة جنوب إسبانية، وهو الجانب المزدهر والساحر لإسبانيا؛ وهي عاصمة مقاطعة أندلوسيا، وإشبيلية تقع على سهل من سهول أروع الأنهار نهر الوادي الكبير، وأرض المدينة ترتفع عن الأرض بحاولي 7 أمتار.

تعتبر مدينة إشبيلية الرابعة في الترتيب من حيث عدد السكان الأسبان، فهي بعد مدريد وبرشلونة وبلنسية، وهي تضم أكثر من مليون نسمة، وأما حجم إشبيلية فإن مساحتها 140 كم2، وهي بهذا أيضًا تعد في المركز الرابع بين المدن الإسبانية من حيث الحجم، وهي الأولى في الجنوب الإسباني.

 

مناخ إشبيلية

إشبيلية تتمتع بجو مختلف عن أوروبا قليلًا فهو مناخ البحر المتوسط، لكنه متأثر بالمحيط، لهذا فإن درجة الحرارة تبدو مختلفة، والصيف في إشبيلية الأكثر حرارة في أوروبا، إن فصل الشتاء معتدل إلى حد ما، وإشبيلية لا تتساقط فيها الأمطار إلى قليلًا، حتى أن درجة الحرارة لا تصل إلى الصفر أبدًا، فآخر الدرجات المسجلة 5 درجات مئوية.

أما فصل الصيف فهو الأكثر حرارة على الأطلاق، إن أوروبا لا تسجل درجات مثل هذه المدينة أبدًا فهي تتعدى ال40 درجة مئوية وهذا نادر، والارتفاع في درجة الحرارة يساعد كثيرًا بزيادة السياحة في إشبيلية للتمتع بهذا الجو الغير موجود بأي مكان آخر، وفصلي الربيع والخريف، هم الأكثر زيارة في إسبانيا، وكذلك إشبيلية.

 

أهم أماكن السياحة في إشبيلية

عاصمة الأندلس الأولى، تقدمت على الجميع، إنها تجمع بين روعة المناخ والموقع المناسب ،كما أوضحنا وتلك العوامل هي السبب في ازدهار السياحة في إشبيلية، والمواقع التاريخية في المدينة تتضح من خلال العرض الحضاري، فهي مدينة تنازع عليها الجميع، فهي ضمن المواقع الأثرية التي ضمتها اليونسكو إلى قائمتها؛ لكثرة المواقع الحافظة للتراث، والجانب الفني في المدينة هو صاحب الكلمة العليا إن الموسقى والمهرجانات الإشبيلية يأتي لها الناس من كل مكان، وإن المساجد والكنائس في المدينة تحكي لنا مدى الصراع، وكيف كانت القدرة لدى كل فريق بتصاميمه المتنوعة، وقدرته الهائلة، والتعبير عن ثقافته من خلال البناء المتناسق. ومن هذه الأماكن جاذبة السياحة في إشبيلية.

 

1- قصر المورق

القصر يعد أهم الشواهد على التحولات التاريخية في إشبيلية، حيث أن القصر تم تجديده من قبل كل الحضارات التي مرت عليه، فهو يتميز بالطراز القوطي الرائع، والذي يجذب السياح لبهاء صورته وروعة تصميه، وأجمل حوادث القصر في القرن 11 أن أحد المصممين المغاربة أعطى القصر رونق مختلف، ومتميز لأن توافد الكثير من المصممين على القصر جعله أهم المعالم الإسبانية، وأصبح قصرًا يخص الأسرة المالكة في إسبانية، لفخامته وروعة موقعه.

 

2- كاتدرائية إشبيلية

هذه الكاتدرائية هي أكبر كنيسة تم تصميمها في القرن السادس عشر، ومقر آيا صوفيا، والآن هي ثالث أكبر كاتدرائية في أوروبا، وهذا أعطى الكنيسة الكثير من التقدير الذي يجذب الزهاد والزوار، محبي التعرف على إبداع القرون الوسطى، والكاتدرائية أيام الحكم الإسلامي كانت أهم مساجد إشبيلية والأندلس، إلا أنه بانتهاء حكم المسلمين تم بناء الكاتدرائية في هذا الموقع المميز، وسواء الآثار الباقية من المسجد أو تصميم الكاتدرائية فكلاهما يجذب السياح، وهذه الكاتدرائة من أسباب السياحة في إشبيلية.

 

3- متحف الفنون الجميلة

تم بناء القصر في العصر القوطي، وهو يحمل بين طياته معاني الروعة القوطية، وهو أكبر المتاحف الإسبانية وأكثرها أهمية، فهو المتحف الثاني في مجال الفن التصويري، ففي المتحف بعض الأعمال الفنية الجذابة، والتي تعود لعدد من الفنانين الكبار، مثل ألونسة كانو، والمبدع غريكو وغيرهم،من الفنانين التصويرين، المشهورين بين الأقطار الأوروبية.

 

4- متروبل الشمسية الملونة

موقع هذه الهياكل الخشبية في وسط المدينة القديمة، لتضيئ المدينة الرائعة والعريقة، وتم التصميم على يد المهندس الألماني الشهير يورجن ماير هيرمان، وهذه الهياكل مصنوعة من الخشب البتولا الفنلندي، وهو نادر الوجود وتم استيراده؛ ليخرج هذا العمل النادر إلى النور، وقد تم الانتهاء منه في عام 2004، وهي 6 هياكل عملاقة في ساحة لا إنكارثاثيون، وبناء متروبل أعطى المدينة القديمة ألوانًا رائعة.

 

5- حديقة ماريا لويزا

هذه الحديقة في الأصل كانت فناء خاص بقصر سان تيلمو الرائع، ولكن في عام 1893 أصبحت ملك مدينة إشبيلية؛ لتعد هذه الحديقة أحد الأماكن الجمالية في المدينة، والجاذبة لمحبي الاسترخاء والطبيعة الخالدة، وفي الحديقة الكثير من الطيور مثل البجع والحمام وغيرها من الطيور، والمناظر الطبيعية في هذه الحديقة تجذب الكثير من السياح، وتشجع السياحة في إشبيلية.

 

6- باريو سانتا كروز

هذه منطقة للسياحة فقط، وهي تقع في شرق إشبيلية القديمة، وتعكس هذه الشوارع روعة العصور الوسطى، وهذه المنطقة ليس بها سيارات، فهي مخصصة للمشي والتمتع بروعة الهدوء، وهذا الحي يتميز بالون الأبيض فكل المباني بلون واحد فقط، وهذا الحي قديمًا كان يخص اليهود، فهو حي برونق مختلف للغاية، لن تجد هذا التنوع إلا في إشبيلية.

 

التسوق في إشبيلية

السياحة في إشبيلية لا تتم إلا إذا قمت بالتسوق في شوارعها؛ للتعرف على الحرف الإشبيلية الرائعة، والتعرف على السر في كون إشبيلية مدينة تجارية، إن أهل إشبيلية يميلون إلى الصناعة، وهم يملكون ملكة الإبداع، فإن الهدايا والإكسسوارات عندهم مختلفة، ومحببة إلى شعوب العالم، وفي إشبيلية الكثير من المراكز التجارية الهامة، ومنها مركز بلازا دي أرماس. والماركات العالمية متوفرة في إشبيلية بكثرة، فأنت في مدينة إسبانية متكاملة الأطراف، والمطاعم في إشبيلية تقدم أشهى، وأروع الأطباق العالمية.

Categorized in:

إسبانيا,