هل سبق لك أن تساءلت عن السبب الذي يجعل السياحة الطبية فجأة منتشرة للغاية وتسرق الأضواء من السياحة الثقافية. السياحة الطبية مزدهرة وبدأ الناس من جميع أنحاء العالم بالسفر للخارج للحصول على الرعاية الطبية في بلد آخر. تعد تركيا من بين أفضل 10 دول في القطاع الصحي في العالم بفضل بنيتها التحتية الصحية وجودة إمكاناتها السياحية كوجهة سياحية طبية. تم تطوير السياحة العلاجية بشكل كبير في السنوات الماضية حتى تواكب الطفرة التي حدثت في هذا المجال. استضافت تركيا 700000 زائر بهدف السياحة العلاجية في عام 2017 فقط وهو رقم كبير مقارنة بالدول الأخرى. تركيا التي تشتهر بمواردها الحرارية، هي بلد يلبي متطلبات السياح ويوفر أفضل نوعية من الإقامة في فنادق الخمس نجوم وكذلك المواصلات الرخيصة ورحلات الطيران والإقامة المتميزة. ومع حلول نهاية العقد الثاني من القرن الواحد وعشرين، وتحديدا في عام 2020 أصبحت أعداد السياح تتجاوز مليون شخص كل عام.

إن تركيا بفضل برنامج التحول الصحي الذي يتمتع بالجودة العالية لتقديم الخدمات الصحية للمواطنين والسياح في السنوات الأخيرة، يتمتع بإمكانيات سريعة ومتنامية للسياحة العلاجية وهو الأكثر تفضيلا بين الدول ذات الجودة العالية. تركيا لديها 50 منظمة صحية والتي تحتوي على معدات طبية بأحدث التقنيات والمهنيين المدربين تدريبا عاليا والمعتمدين من قبل اللجنة المشتركة الدولية. تركيا لديها ثاني أكبر عدد مستشفيات معتمدة من قبل هذه اللجنة على مستوى العالم. ولكن عدد المستشفيات المرخصة والمعتمدة من وزارة الصحة أكثر من ذلك بكثير.

تقع تركيا في مكان مركزي في أوروبا والشرق الأوسط، وتقدم خدمات مع 57 دولة، وتخدم مليون شخص من خارجها كل عام. بالإضافة إلى ذلك، تتمتع تركيا بإمكانية الوصول بدون تأشيرة من أكثر من 70 دولة، والتي تمتلك الخطوط الجوية التركية رحلاتها إلى 120 دولة، و299 مدينة، و302 مطارا، بالإضافة إلى المطارات الوطنية التي تحمل علامتها التجارية. هذه الميزات تجعل تركيا واحدة من مناطق الجذب السياحي العلاجي المثالي في المنطقة وفي العالم بشكل عام.

 

العالم والتجارة العلاجية

من بين أكثر البلدان التي تشهد رواجا منقطع النظير في مجال السياحة العلاجية كانت تركيا، فقد استطاعت خلال فترة وجيزة أن تلفت إليها أنظار العالم؛ حيث بلغ إجمالي ما ضخه هذا المجال في الاقتصاد التركي العام الماضي نحو 6 مليارات دولار، ومع الطفرة التي تشهدها البلاد في مجالات الصحة والتجميل، معتمدة على استخدام أحدث التقنيات وفق معايير عالمية، إلى جانب تقديم الخدمة وما يحيط بها من خدمات إضافية بأسعار تعتبر الأفضل إذا ما قورنت بنظيرتها في بلدان أخرى، من المتوقع أن تتزايد أعداد المقبلين على العلاج وعمليات التجميل في تركيا خلال الفترة القادمة.

قطاع كبير ممن يقدمون على السياحة العلاجية يفعلون ذلك لأغراض تجميلية، حيث تمثل عمليات زراعة الشعر في تركيا هذه الأيام السوق الأكبر والأوسع انتشارا، الذي يقصده الرجال والنساء من بلدان مختلفة، الغالبية العظمى منهم تأتي من الدول العربية ودول الخليج، خاصة وأن مثل هذه العمليات في بلدانهم قد تكلف أموالا طائلة، وربما لا تكون بنفس الجودة والنتائج.

مئات من مراكز زراعة الشعر في تركيا تتنافس في هذا المضمار، منها المراكز الموثوقة والمعتمدة، التي يشرف عليها أطباء مدربون وذوي خبرة واسعة، لكن الأمر لا يخلو من وجود (مراكز) قد يناسبها تماما المصطلح الشائع (تحت السلم)، ومع تزايد أعداد هذه المراكز التي ساعدت في ظهور سوق زراعة الشعر السوداء، بدأ الناس يتخوفون من خوض غمار هذه التجربة اكثر فأكثر. لذا ففي الفقرات القادمة سنحاول التماس الخطوات الصحيحة الواجب اتباعها قبل اتخاذ قرار السياحة العلاجية، سواء في تركيا أو غيرها، حتى تستطيع تحقيق أهدافك من وراء الرحلة بصورة آمنة.

 

الموثوقية قبل أي شيء

في ظل هذا الزخم وتلك الدعاية التي نقابلها بشكل متكرر على صفحات الويب، يجب أن تكون قدرتك على التمييز بين الحقيقي والزائف على أهبة الاستعداد خلال بحثك، ففي حين أن كثيرا من العناوين البراقة والجمل الرنانة سوف تقابلك خلال بحثك، وقد تتشابك وترتبط ارتباطا وثيقا بما تريد تحقيقه من نتائج، إلا أن سبيلك للتأكد من صدق تلك الأماكن هو بالسؤال المباشر عن مدى الموثوقية والاعتماد الذي تتمتع به، ففي تركيا مثلا، قامت وزارة الصحة بتجريم كل من يقوم بإجراء عمليات زراعة الشعر خارج المستشفيات والمراكز الطبية المرخصة، فما عليك كخطوة أولى إلا أن تتأكد من تراخيص المركز أو المشفى التركي الذي تقصده، ومستوى التجهيزات والاحتياطات الطبية المعمول بها لديه، كذلك لو تمكنت من التواصل مع أحد الذين خاضوا تجربة مشابهة في المركز الذي تقصده، وسؤاله للحصول على التفاصيل التي تحتاجه، فذلك بالطبع سيوفر عليك الكثير من الوقت.

 

الطبيب أم حلاق الصحة

السؤال التالي الذي مثل أهمية قصوى أيضا هو من سيجري لك العملية فعليا؟ هل هو الطبيب الحاصل على شهادة الطب، والمتخصص في مجالك الذي تقصده من أجله، أم أنه أحد الممارسين، الذين يعملون بناء على حفظهم لعدد من الخطوات المحددة، دون أدنى قدرة على التعامل مع الحالات الخاصة، أو ترتيب الأولويات وفق ملاحظة علمية دقيقة.

هذا من أكثر الأمور شيوعا في مجال عمليات التجميل عموما، وبخاصة زراعة الشعر في تركيا، حيث يقوم عدد كبير من الممارسين الذين لا يتمتعون بالأهلية أو الاعتماد اللازم بإجراء نسبة لا يستهان بها من إجمالي عدد تلك العمليات في المراكز التركية، الأمر الذي أثر على نتائج العملية بالنسبة لأناس كثيرين، وربما تسبب لهم في حدوث مشاكل جديدة، إضافة إلى المشكلات القديمة التي ذهبوا لحلها.

كذلك الأمر أيضا بالنسبة للفريق المعاون للطبيب، حيث يجب أن يكونوا مؤهلين علميا وعمليا للقيام بالمهام المنوطة بهم، وأن يكونوا من ذوي الخبرة، حيث تعتمد على كفاءتهم مراحل مهمة من مختلف عمليات التجميل، لا سيما عمليات زراعة الشعر، يمكن أن تؤثر بصورة كبيرة على النتائج التي تحصل عليها.

 

الصيت سلاح ذو حدين

من أهم العوامل التي يحدد الناس من خلالها مكان إجراء عمليات التجميل أو زراعة الشعر في تركيا وغيرها الصيت أو السمعة الطيبة التي يتمتع بها المكان؛ دعنا نقول بداية أن السمعة الطيبة هي مؤشر جيد يمكنك الاعتماد عليه، لكن الأفضل أن يكون أحد معارفك قد قصد هذا المشفى أو المركز من قبل، أو أن تتواصل مع أحد الأشخاص الذين خاضوا تجربة هناك، حيث أنك في كثير من الأحيان هذه الأيام تجد نفسك فريسة لحملة ترويجية ماهرة، تفرش أمامك الطريق بالورود، وتجعلك تظن أن المكان الذي ستقصده هو مشفى يعمل به مجموعة من الملائكة، لتجد نفسك بعد ذلك في جحيم لم تكن تتوقعه، فمصادر السمعة الطيبة أو الصيت نقطة لا يجب أن تغفل عنها أثناء بحثك.

 

السياحة العلاجية في تركيا وفخ التكلفة المنخفضة

في تركيا يوجد العديد من العمليات التي تلاقي رواجا عالميا وإقليميا بما في ذلك عمليات التجميل بكافة أشكالها. من أكثر هذه الإجراءات انتشارا عملية زراعة الشعر في تركيا التي تلقى رواجا كبيرا بين السياح الذين يتوافدون إلى البلاد. في الإحصاءات التي صدرت عن الجمعية الدولية لجراحي زراعة الشعر في العام الماضي، وجد أن زراعة الشعر في تركيا تقل في التكلفة عن غالبية الدول التي تقدم نفس الخدمة. هذا سيدفع العديد من المرضى إلى الاستفسار حول الطريقة التي تدفع الدولة إلى تقليل أسعار العملية في حين أنها تكون بأسعار أكبر في الدول الأخرى.

بشكل عام، سوف تجد هذه الأسعار المخفضة في كافة عيادات الدولة ولكن بعضها يقدم تخفيضات كبيرة لا تتناسب مع حجم الخدمة. ولذلك، من هنا ينبع القلق تجاه ما سيلاقيه المريض خلال رحلته العلاجية. لأن مثل هذه المراكز والعيادات المشبوهة سوف تقدم خدمة سيئة ونتائج غير جيدة بالمرة، سوف تجد أسعارها مقلقة بشكل كبير. أما المراكز المعتمدة والتي بها كل ما يحتاج إليه المريض من خدمات. المراكز التي تقدم خدمات مشبوهة سوف تقوم بعمل عروض رائعة في الإعلانات التي تروج له، ولكن على أرض الواقع سوف تجد أشياء مختلفة.

الدفع بعد المعاينة

عليك الحذر من إرسال تكاليف العملية مقدما، أو حتى جزء منها، إلا بعد أن تعاين بنفسك ما أنت مقبل عليه، وتتأكد من الجودة ومستوى النظافة والتعقيم، وجميع الامور التي قد تشغل بالك، فكثير من الناس يتعرضون لعمليات النصب التي تتخذ أشكالا لا حصر لها، ويتم استدراجهم لدفع المال، ومن ثم يخسر الشخص امواله دون الحصول على أية خدمة. إذا طلبت منك خدمة العملاء إرسال تكاليف العملية فلا توافق، وابحث عن مشى أو مركز آخر، حيث الشائع عادة في الاماكن المعتمدة الموثوقة أنك لا تدفع أي جزء من التكاليف إلا بعد الخضوع للفحص المباشر من قبل الطبيب الذي سيجري لك العملية.

 

مميزات التقنية المتطورة

 عند اختيارك لمركز ما يجب التأكد من أنه يواكب التطورات العلمية والأبحاث المتعلقة بمجال عمله أولا بأول، كذلك يجدر بك عند الاختيار الاطلاع على أحدث التقنيات العالمية المستخدمة في المجال التجميلي الذي تقصده، مثل تقنية الاقتطاف FUE في مجال زراعة الشعر، ثم تقارن بين المراكز بعد ذلك، واضعا في اعتبارك أيهم يستعين بالتقنيات الحديثة، وهو مؤشر جيد، وأيهم يقوم باستخدام تقنيات قديمة عفا عليها الزمن.

إن ميزة التقنيات العلاجية الحديثة هي أنها تجنبك مشاكل تم حلها والتغلب عليها، وتمنحك فرصة أكبر في الوصول إلى أفضل النتائج التي تتطلع إليها، كذلك فهي تطمئنك إلى أن المركز الذي قصدته هو مكان متطور، يقوم بمتابعة الأبحاث العالمية، ويستقدم أفضل المعدات والتقنيات المستخدمة.

 

ليست تركيا وحدها

إن كل ما تحدثنا عنه من مشكلات وتجارب سيئة قد تواجهك أثناء سياحتك العلاجية في تركيا ما هي إلا نموذج واضح لممارسات انتشرت في العالم بأسره انتشارا واسعا خلال السنوات الأخيرة، خصوصا بعد تلك الثورة المعلوماتية الهائلة، التي تستطيع من خلالها الوصول لأعداد كبيرة من الناس بضغطة زر واحدة. حتى أمريكا والدول الأوروبية الأكثر تقدما في مجال السياحة العلاجية ( ألمانيا فرنسا ) وجراحات التجميل أصبحت تعاني بشكل كبير من السوق السوداء الآخذة في الانتشار، وإلى جانب ارتفاع أسعار زراعة الشعر وعمليات التجميل في المراكز الكبرى هناك، وغلاء الانتقالات والإقامة في هذه البلدان، باتت فرصة السياحة العلاجية في تركيا واسعة، وكذلك فرصة السوق السوداء أيضا، لذلك ليس أمامك حل سوى التأكد والحرص.

 

الطفرة العلاجية في تركيا.

ولا يمكننا بعد كل هذا إنكار أن السياحة العلاجية أعطت كثرا من الناس فرصة أخرى لتحقيق آمالهم وما يطمحون إليه بصورة أكثر أمانا وجودة، وربما بتكلفة أقل أيضا.

فقد اشتهرت إسطنبول بنوع متطور جدا من الجراحات، وهو الجراحة الروبوتية، والتي تمتاز بالدقة العالية وإلحاق أقل ضرر بالمريض، فاحتلت تركيا بذلك المركز الرابع أوروبيا، بعد بلجيكا وإيطاليا وإسبانيا.

وتتنوع المراكز العلاجية التي ينصح بها تبعا لغرض الزيارة، وفيما يلي نقدم عرض لمتوسط أسعار بعض العمليات التجميلية في إسطنبول:

  • في مجال حقن البوتكس تتراوح التكلفة بين 150 إلى 600 دولار.
  • تجميل الأنف من 3500 إلى 6000 دولار.
  • شفط الدهون من 2000 إلى 3200 دولار.

 

ثم إن من أشهر المجالات التجميلية في إسطنبول، مجال زراعة الشعر، حيث نجد العديد من المراكز المشهود لها، مثل:

ولا نستطيع أن ننسى مجال جراحة العيون، التي تشتهر بها المدينة، فبفضل ذلك حصلت تركيا في العام الماضي على المرتبة الأولى في مجال جراحة العيون، بعدد 40 ألف عملية في عام واحد فقط.

 

Categorized in:

تركيا,